أرأيتم من انتخبتموهم ليمثلوكم تحت قبة البرلمان، يضعون عنكم التشريعات ويراقبون أداء الحكومة؟ هل تطمئنون الآن إلى أن أهم مؤسسات الدولة فى أيدٍ أمينة وقادرة على العبور بنا إلى المستقبل بدون كوارث أو فضائح؟
الجلسة الإجرائية الأولى التى نقلتها الفضائيات على الهواء مباشرة، كشفت أن مجلس النواب الذى يضم 596 نائبا، يحتاج إلى قبضة مركزية قوية وإدارة حازمة، تمنع المهاترات وتوقف الشغب والخروج على النص، خصوصا وأن هناك نوابا أسرى فكرة الظهور والاستعراض بأى طريقة حتى يخطفوا كاميرات الإعلام وتتحدث عنهم الصحف لا عما قدموه من جهد، وهناك نواب يريدون استغلال البرلمان فى الظهور وكأنه قناة تلفزيونية، وآخرون سعداء بوجودهم تحت الأضواء، متناسين المهمة الأساسية التى انتخبهم الشعب من أجلها.
الدكتور على عبدالعال رئيس البرلمان المنتخب قامة قانونية كبيرة، لكن هل يستطيع السيطرة على مجلس يضم العديد من المشاغبين، ومن يرون أنفسهم أكبر من الدستور والقانون ماداموا قادرين على التلاعب بتفسيرات ومقاصد نصوص الدستور والقانون؟ وهل تسمح صحته بأن يواصل الزعيق والنرفزة مع هواة الكلام والاستعراض عمال على بطال؟
يستطيع الدكتور على عبدالعال أن يسيطر على هذا المجلس لو ضمن موالاة نواب دعم مصر بالكامل للقيام بعملية ردع للنواب المشاغبين والخارجين عن النص، بإحالة بعضهم للجنة القيم، وفصلهم من المجلس حال تجاوزهم، أو إدخالهم المجلس فى معارك جانبية تافهة تشوه البرلمان المنتظر بعد 30 يونيو، وتفقد المواطنين الثقة فيما يصدر عنه من تشريعات وقرارات.
لن يهتز البرلمان أو يتأثر لو تمت إحالة خمسة نواب للجنة القيم وصدر قرار بفصلهم من المجلس، ماداموا مشاغبين يثيرون المشاكل ويوزعون الاتهامات ويبلطجون تحت القبة، وماداموا يسيئون للصورة الكلية التى نرجوها فى البرلمان، أن يكون برلمانا قادراً على حسم القضايا المعلقة وسن القوانين التى تضبط الحياة التشريعية، وتستعيد قوة الدولة على عقد الاتفاقيات مع الدول الأخرى.
إنجاح البرلمان مسؤولية مباشرة لائتلاف دعم مصر، والبداية بالدعم غير المحدود للدكتور على عبدالعال حتى يسيطر على النواب المشاغبين والخارجين عن النص، فبدون هذه السيطرة لن يكون هناك مجلس نواب ولا تشريعات ولا غيره، وسيكون هناك أفراد، متطاوسون، كل منهم فى دماغه صوت عايز يزعقه والسلام وإذا تكلمت معه بالمنطق، يشوح ويحلف بالطلاق، وحجته أنه منتخب من الناس ومعاه كذا ألف صوت، وأنه فى الأول والآخر حر!.
وبقدر ما تقع مسؤولية إنجاح البرلمان على عاتق ائتلاف دعم مصر، يستحق هذا الائتلاف والقائمون عليه وأعضاؤه الاعتذار والتحية، الاعتذار من كل من هاجمهم واتهمهم بإعادة إنتاج واستنساخ الحزب الوطنى، فلولا هذه الكتلة المتماسكة من النواب المتفاهمين والأمناء على المصلحة الوطنية لكنا رأينا بدلا من المشاغب مائة، وبدلا من خروج واحد على النص أثناء حلف اليمين كان خرج خمسون نائبا بافتكاسات وتبريرات ما أنزل الله بها من سلطان، وهكذا، ما حدث فى حلف اليمين أو انتخاب الوكيلين يمكن أن يتكرر فى كل استجواب أو طلب إحاطة ، كما يستحقون التحية على ثباتهم ورقيهم فى مواجهة الاستفزازات والاتهامات تحت القبة والتى يمكن أن تثير أزمات تحت القبة حال لم يتم ردع مثيريها مبكرا.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة