كامل كامل

"نذيع ولا منذيعش"

الجمعة، 15 يناير 2016 07:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
رسخت الجلسة الإجرائية لمجلس النواب مكانًا فى أذهان المصريين وغيرهم، وزفها رواد مواقع التواصل الاجتماعى بسبب حدوث مواقف كوميدية ووصفها بالمنافس الأقوى للبرامج الساخرة، واعتبرها البعض بداية غير موافقة لمجلس يضعون عليه آمالا عريضة، بينما وصفها أصحاب الظن الحسن بأنها انطلاقها لمرحلة جديدة وما حدث فيها أمر طبيعيا.

مرت الجلسة الإجرائية بسلام وضحك من ضحك، وظهر من النواب فى "التليفزيون" ما حرص على الظهور ليراه ناخبوه وأهله فى الدائرة، وظلت الأسئلة التى تدور فى أذهان الكثير منا دون إجابات من عينة، هل هؤلاء النواب يستطيعون تغيير وجهة النظر المسبقة فيهم بأنه نواب شعار "نعم للحكومة"؟ وهل هؤلاء النواب جديرون بمحو ما ترسخ فى العقول نحوهم أثناء انتخابهم ؟ وهل هؤلاء يستطيعون تحمل المسئولية الوطنية على أكمل وجه؟ وهل البرلمان يمكن تغيير الانطباعات المحفورة فى الأذهان بأنه برلمان خال المعارضة ؟ فنأمل أن تكون الإجابة "نعم"، ولكن الطبعة الأولى التى تدوم تشير إلى أن الإجابة "لا ".

بعد الانتهاء من الجلسة الإجرائية والقسم الدستورية وحلف اليمين و"الطلاق"، قال الدكتور على عبد العال رئيس مجلس النواب إن "هناك اقتراحا من 40 عضوا بوقف البث المباشر لجلسات المجلس" فاستقبل أعضاء المجلس الاقتراح بتصفيق الحاد، ورد رئيس المجلس على التصفيق بقوله: "موافقة.. موافقة.. موافقة، يقطع البث".

أقر المجلس قرار منع البث، لكن هيهات هيهات أن يسكت المغردون، فأطلقوا دعوات جادة وساخرة لعودة البث وإذاعة الجلسات، لمتابعة سيرها ومن أجل "الكركرة" أيضًا إذا لزم الأمر، ولم ينته الأمر عند هذا الحد، فانقسمت القوى السياسية صاحبة النفوذ داخل البرلمان حول قرار منع البث، كما انقسم المستقلون، فهناك من طالب بإعادة البث بعلة أنه ليس مجلسا سريا ولا يجوز منع بثه، كما أن منع إذاعة الجلسات يخلق حالة من الإحباط للمواطنين، بينما الموافقون على منع إذاعة الجلسات يرون فى ذلك المصلحة العامة ومنع شرور كثيرة نحن فى غنى عنها.

"نذيع ولا مانذيعش؟ هذا هو السؤال الذى اشنغلنا به، واعتبرناه الخطر الذى يداهمنا، فعادتنا دائما الانشغال بـ"الأمور الهايفة" فهذه صناعتنا التى نجيدها، وظللنا نتساءل عن الموقف من عدم إذاعة جلسات البرلمان، وكررنا السؤال بصيغ مختلفة، وتنوعت إجابتنا، ولم ننتبه أننا أمام قضايا أهم من إذاعة جلسات البرلمان.

فيا سادة العبرة بالخواتيم وليست بإذاعتها فوطننا فى مرحلة يحتاج منا إنقاذه، والمرحلة الحالية تحتاج رجالا وتستوجب من الجميع التعاون، ودعكم من سؤال "نذيع ولا مانذيعش".








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة