كتاب "أخلاق التقدم" يجيبك: لماذا تخلف الشعب "المتدين بطبيعته"

الخميس، 13 أكتوبر 2016 07:00 ص
كتاب "أخلاق التقدم" يجيبك: لماذا تخلف الشعب "المتدين بطبيعته" غلاف الكتاب
كتب وائل ربيعى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

صدر مؤخرا كتاب "أخلاق التقدم" للكاتب المصرى محمد عثمان الخشت عن (دار نيو بوك) للطباعة والنشر والتوزيع بالقاهرة، ويدخل  هذا الكتاب فى صميم إشكالية التقدم والتخلف، ويلقى الضوء على أسباب تخلفنا وكيف ترجع فى المقام الأول إلى سيادة أخلاق التخلف المسيطرة على سلوك المواطن والتدين الزائف الذى يحكم التعاملات الإنسانية والتجارية.

ويكشف "الخشت" فى الكتاب  عن التحايل والإهمال وعدم إتقان العمل وغيرها من السلوكيات التى تسيطر على الأفراد وبالتالى تفسد الاقتصاد، ويرى الخشت أن "الثقة والصدق وسائر الأخلاقيات" ليست مجرد فضائل لدخول الجنة بل أركان للاقتصاد الناجح.

الغلاف الخلفى للكتاب

 ويقدم الخشت "أخلاقيات التقدم" بوصفها الأساس الذى لا يقوم بدونه أى مشروع نهضوى كبير، وأخلاق التقدم هى أجندة أخلاقية تحتوى على مجموعة من السلوكيات والممارسات والأساليب التى لا غنى عنها لتحقيق التقدم فى معناه العام، التقدم الحضارى والثقافى والعلمى والسياسى الذى يصنع مجتمع الرفاه والعدل فى عالمنا العربى الإسلامى بصفة عامة وفى مصر بصفة خاصة، ويبين المؤلف الحاجة الماسة إلى فلسفة للفعل والعمل لا للكلمة والنظر، فلسفة للتقدم، ومن ثم فلسفة للأخلاق، لكنها ليست أخلاق النظريات الفلسفية المجردة، وإنما أخلاقيات قابلة للتنفيذ؛ أخلاقيات لتقدم الشعوب.

الكتاب يقدم أخلاقيات قابلة للتنفيذ وتحقيق تقدم الوطن، وهى أخلاقيات لصيقة بالواقع والحياة الإيجابية، ويمكن تنفيذها بعيدا عن المثاليات غير ممكنة التحقيق، ويؤكد ضرورة وجود ضمانات تُمكِّن أصحاب الأخلاق من تحقيق السعادة فى هذه الدنيا وألا يقتصر جزاؤهم على الثواب فى حياة لاحقة، وهو حلم الفلسفة بأن يكون الفضلاء سعداء والأشرار تعساء فى حياتنا الدنيا. ومثل أن ترتبط سعادة الفرد بسعادة المجتمع، فلا يكون الفضلاء أغرابًا فى مجتمعاتهم أو قاطنين فى أبراج عاجية. ومثل تقديم الأخلاق التى تمنع التحايل فى تفسير الخير والشر، وهى من أكبر الآفات الفكرية يمارسها الإنسان فى المجتمعات المتخلفة.

محمد عثمان الخشت

ويناقش الكتاب الدين، وعلاقته بالأخلاق والتقدم، ويتساءل: لماذا تقدمت دول لا تأخذ بالدين وتخلفت دول تنسب نفسها إلى الدين؟ ويتكون الكتاب من سبعة فصول، ينتقل فيها المؤلف من الأخلاق إلى فلسفة الأخلاق.ثم من الرؤية الأخلاقية للحياة إلى الأخلاق التطبيقية. كما يحلل مفهوم «الواجب»وفاعليته كدافع أخلاقى يضع السلوك الإنسانى فى إطار العقل والضمير. ويقف طويلا عند الشروط الأولية لأخلاق التقدم..

ويؤكد الخشت أن فلسفات الأخلاق التى قدمها الفلاسفة لا تصلح كأساس لأخلاق التقدم، إذ اهتمت بالجانب النظرى فقط من القضية. ويعقد مقارنة بين مجتمعات التقدم ومجتمعات التخلف، ويخرج منها بأن شروط التقدم هى، بيئة تنافسية عادلة، وتقديس الحرية، والضمير، وقانون عادل، وتقديس ثقافة التنمية والإنتاج.

 

غلاف الكتاب

ويرى المؤلف أن أخلاق التقدم لا تعنى تأسيس أيديولوجية جديدة، بل تعنى الاتفاق حول قيم ملزمة ومعيار ثابت ومواقف شخصية أساسية لا يمكن لأية جماعة تهديدها عاجلًا أو آجلًا عبر الفوضوية أو الديكتاتورية. ويؤكد على مبدأين أساسيين تقوم عليهما منظومة الأخلاق التقدمية؛ وهى أن كل فرد ينبغى أن يُعامَل على نحو إنسانى؛ وأن نفعل للآخرين ما نتمنى أن يفعلوه معنا. وهو ما أطلق عليه «الإرادة المتسقة مع ذاتها» وهى قاعدة عميقة فى جذور التراث الإنسانى كله.










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة