قالت مجلة فورين بوليسى، إن تراجع الجنيه الإسترلينى ، فضلا عما يواجهه الاقتصاد البريطانى من حالة غموض، منذ إعلان بريطانيا الخروج من الاتحاد الأوروبى، يجعل أحد أقوى الأسواق فى أوروبا أشبه بالأسواق الناشئة.
وأضافت المجلة الأمريكية، أن المؤيدين لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى وعدوا بأن يسفر التوصيت على الخروج عن استقلالية لبريطانيا بعيدا عن الروتين الأوروبى، لكن على النقيض الأمر تحول إلى الإنعزالية وليس السيادة، وفى الواقع يبدو أن المملكة المتحدة تنازلت على مصدرها الرئيسى للنفوذ الاقتصادى والسياسى.
وقالت فورين بوليسى، إن بريطانيا أصبحت أشبه بالأسواق الناشئة، حيث توالت المخاطر السياسية فجأة وتقلب أسعار العملات وغموض المستقبل، حتى أصبح يمكن أن نتوقع للأستثمار على المدى الطويل والانفاق الخاص أن يواجها مشكلات.
ويقدر تقرير حكومى مسرب، تكلفة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى بـ22 مليار دولار، وهو ما يتجاوز كثيرا مساهمة المملكة المتحدة السنوية فى ميزانية الاتحاد الأوروبى، حيث كان من المفترض توفير هذه الأموال.
وأشارت فورين بوليسى، إلى أن الأمر يبدو قاتما كثيرا، فلفقد بدأ الجنيه الإسترلينى فى التراجع يوميا، وهو ما يحدث فى الأسواق الناشئة حيث العملية تميل للتقلب أكثر كثيرا مما هو عليه فى البلد الغنية، وهذا يرجع جزئيا لحالة عدم اليقين التى تكون ناتجة عن إضطراب الأنظمة السياسية.
وأكدت المجلة، أن ما هو أسوأ، تهاوى أسعار السندات فى أعقاب تراجع الجنية الإسترلينى، مما دفع بتوقعات بإرتفاع التضخم، مشيرة إلى أنه من بين الأمور التى تزيد حالة عدم اليقين السلامة الإقليمية للمملكة المتحدة التى باتت موضع تساؤل، فأسكتلندا هى مويد قوى للبقاء فى الاتحاد الأوروبى ومن ثم فإنها هددت بإجراء استفتاء جديد على الانفصال عن بريطانيا من أجل البقاء ضمن الاتحاد الأوروبى.
