أكد مصدر أمنى بمديرية أمن القليوبية، أن جميع الأجهزة فى حالة استنفار تام وتنسيق مع أمن الوزارة وجهاز الأمن الوطنى، لضبط المتهمين فى واقعة إطلاق الرصاص على الشهيد عادل رجائى أمام منزله بالعبور، فيما استمرت الحملات الأمنية على شقق العبور وفحص جميع الوافدين للمدينة فى محاولة لضبط الجناة، وقال المصدر إنه من المتوقع سؤال حارس "رجائى" بعد تحسن حالته من إصابته .
وكشف المصدر، أن أجهزة البحث الجنائى نجحت فى تحديد هوية المتهمين باغتيال العميد أركان حرب عادل رجائى، مشيرا إلى أن المعلومات الأولية كشفت أن الجناة ينتمون إلى تنظيم رصد الإخوانى.
وقال المصدر، إن قطاع الأمن الوطنى والأمن العام وقسم تكنولوجيا المعلومات بقطاع التوثيق والمعلومات بوزارة الداخلية، يقومون بعمليات رصد كاملة لكل الصفحات الإرهابية التى أعلنت مسئوليتها وتبنيها للحادث أبرزها صفحة "لواء الثورة"، التى أعلنت مسئوليتها عن الحادث، لرصد وتتبع القائمين عليها وملاحقتهم أمنيا، وصولا إلى مرتكبى الحادث.
وأضاف المصدر أن قوات الأمن قامت بغلق جميع مداخل ومخارج مدينة العبور، وتمشيط المناطق المجاورة لمكان الحادث، وكذلك مداهمة حملة مكبرة لـ١٠ بؤر إجرامية فى القليوبية والقاهرة والمحافظات المجاورة للبحث عن المتهمين، نافيا ما تردد بدخول مجموعة من التنظيم عبر الإسماعيلية ثم التوجه لمدينة العبور، مؤكدا أن منفذى الهجوم الإرهابى من الكتائب الإخوانية المسلحة ولا يتبعون تنظيم أنصار بيت المقدس.
وتابع المصدر، بأنه جار أيضا تمشيط المناطق العشوائية ومعقل أنصار تنظيم الإخوان الإرهاب، خاصة بشبرا الخيمة والخصوص والخانكة والقناطر وقرى الأعراب بشبين القناطر والمناطق النائية على حدود محافظتى القاهرة والشرقية، مشيرا إلى أن هذه المناطق يمكن أن تكون مأوى للجماعات الإرهابية، واتخاذ القرى والنجوع السكنية وكرا لعملياتها الإرهابية.
وأشار المصدر إلى أن الحملات شملت أيضا تمشيط كل المناطق التى تضم مخازن للخردة والسيارات فى بعض قرى المحافظة، ومعقل الجماعة الإخوانية والتى نجحت خلال الفترة الماضية أن تستوطن بعض القرى والعزب بالمثلث الذهبى وقرى أبوزعبل والقلج للاختباء من الأجهزة الأمنية .
من جانبها، واصلت النيابة تحقيقاتها فى الواقعة وأمرت بالاستعلام عن الحالة الصحية لحارس وسائق الشهيد، والذين أصيبا بطلقات نارية، وسماع أقوالهما حول الحادث وعن أوصاف المتهمين، وطلب تحريات الأمن الوطنى والبحث الجنائى بالقليوبية حول الواقعة .
من ناحية أخرى، كشفت التحقيقات الأولية أن المتهمين 3 من عناصر إرهابية، تلقوا تكليفات ودعما من قيادات الإخوان بالخارج باستهداف عدد من الرموز والشخصيات العامة فى الدولة، بجانب استهداف المنشآت العامة، واختبائهم فى أوكار عدة بمحافظات الإسماعيلية والقليوبية والشرقية .
كما تبين أن المتهمين استأجروا شقة مفروشة بمدينة العبور ، قبل تنفيذ جريمتهم بأسبوع قاموا خلالها بعمليات الرصد والمتابعة لمنزل العميد الشهيد، وتوقيتات خروجه وفى ليلة الحادث تمركزوا بمحيط المنزل وانتظروا خروجه وأمطروه هو وحارسه وسائقه بوابل من الأعيرة النارية وفروا هاربين، مستقلين سيارة بدون لوحات معدنية كانت تنتظرهم عقب الحادث .
وفى ذات السياق، تكثف أجهزة الأمن من تحقيقاتها مع 14 من العناصر الإخوانية الإرهابية تم ضبطهم بناحية أبو زعبل والخانكة وشبين القناطر، دشنوا صفحات بأسماء وهمية على مواقع التواصل الاجتماعى، ومنشورات لدعوة المواطين للنزول فى 11/11 ، فضلا عن السب والقذف بحق عدد من الشخصيات والتشهير بهم أمام الرأى العام ، بهدف إثارة الناس فى الشارع ضدهم .
كما قامت العناصر الإخوانية، بتكليف من قيادتها فى الداخل والخارج بالكتابة على جدارن العمارات السكنية ، التى أقامتها الدولة ضمن مشروع المليون وحدة داخل نطاق المحافظة ، دعوات للخروج على النظام تحت مايسمونه "ثورة الجياع ".
تم استهداف هذه العناصر الإخوانية بعد رصد ومتابعة لصفحاتهم، وألقى القبض عليهم وتبين أنهم تلقوا تكليفات بتدشين عدد من المواقع الإخوانية، لبث السموم وإثارة الفتن وترويج الأكاذيب عن طريق استغلال أى ازمة أو مشكلة وتصديرها بين رواد مواقع التواصل الاجتماعى بأسماء مستعارة، حتى يظهروا أمام الرأى العام وكأنهم مواطنين عاديين وذلك بهدف الحشد للدعوات التى تتبناها الجماعة الإرهابية فى 11/11 .
ومن ناحية أخرى ، قرر المهندس أمين غنيم، رئيس جهاز مدينة العبور، إطلاق اسم الشهيد العميد عادل رجائى قائد الفرقة التاسعة مدرعات الذى استشهد أمام منزله، على الشارع الذى كان يسكن به ، وميدان آخر بالعبور، وتم وضع لافتتين تحملان اسم الشهيد .
وكان الشعب المصرى، قد استيقظ صباح السبت الماضى، على خبر استشهاد العميد أركان حرب عادل رجائى إسماعيل ، قائد الفرقة التاسعة المدرعة، أمام منزله فى مدينة العبور، حيث استهدف الراحل أثناء خروجه من منزله، على أيدى مجموعة إرهابية مسلحة، وجهت نيرانها إليه والحرس الخاص به، سائق السيارة، الذى استشهد على الفور، بينما لا يزال الحارس داخل العناية المركزة بمستشفى الجلاء العسكرى، وحالته الصحية حرجة.
وتم نقل جثمان العميد الشهيد عادل رجائى إلى مستشفى الجلاء العسكرى، التى تواجدت فيها زوجته الإعلامية سامية زين العابدين، مدير تحرير جريدة المساء، وأحد أقدم المحررين العسكريين فى مصر، وعرف عنها دفاعها عن الدولة المصرية .
وقالت زين العابدين إن الإرهاب يحاول دائما استهداف رجال القوات المسلحة، من أجل أن تركع مصر، ولكن هذا لن يحدث أبدا ".
وأضافت زين العابدين "عادل استشهد قدام عيني.. سمعت الرصاص جريت خرجت وراه"، ولم أتمكن من رؤية الإرهابيين، ولكن الجيران أخبرونى أنهم كانوا 3 إرهابيين ويحملون أسلحة آلية .
وشيعت جنازة العميد عادل رجائى، قائد الفرقة التاسعة مدرعة، من مسجد المشير طنطاوى بحضور الفريق أول صدقى صبحى وزير الدفاع والإنتاج الحربى واللواء محمد العصار وزير الدولة للإنتاج الحربى والدكتور مختار جمعة وزير الأوقاف والشيخ أسامة الأزهرى، عضو مجلس النواب، وعدد من قيادات القوات المسلحة وممثلين عن هيئات ومؤسسات الدولة، وأقيمت للراحل جنازة عسكرية، تقدمها حملة الإعلام، فيما وقف رجال الجيش لتلقى العزاء فى الفقيد.
وقالت الإعلامية سامية زين العابدين، لوزير الدفاع خلال الجنازة بأن زوجها فداء لمصر وجيش مصر، وعلى الجميع مواصلة المسيرة للأخذ بثأره .
ويعتبر حادث استهداف العميد أركان حرب عادل رجائى قائد الفرقة التاسعة المدرعة تطور نوعى فى العمليات الإرهابية، التى بدأت فى التربص لقادة القوات المسلحة، خاصة القادة الميدانيين، الذين يقع على كاهلهم أعمال تأمين البلاد والأهداف الحيوية والاستراتيجية فى الدولة المصرية، بالإضافة إلى محاولة تهديد أمن واستقرار البلاد وإشاعة الفوضى .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة