قال الكاتب الصحفى حلمى النمنم، وزير الثقافة، إن فوز الرئيس الأمريكى الجديد دونالد ترامب كان أمرا متوقعا فى ظل حالة التردى العام فى شخصية الرئيس الأمريكى التى مثلها "باراك أوباما"، وأضاف النمنم فى تصريحات خاصة لليوم السابع أنه بصفته البحثية والصحفية كان قد لاحظ أن الأمريكيين غاضبون من تردى صورة حاكمهم صاحب الكاريزما الضعيفة بالمقارنة بالرؤساء الأمريكيين السابقين، مؤكدا أن جميع رؤساء أمريكا كانوا من أصحاب الحضور القوى والكاريزما القوية حتى وإن اختلفنا حولهم، لكن أوباما افتقد تلك الروح الأمريكية القوية، ولهذا كان اختيار ترامب بمثابة الرد على ضعف "أوباما".
وأضاف النمنم أنه كان على يقين من فوز ترامب بالرئاسة الأمريكية، وكتب ذلك فى مقال نشر العام الماضى تحت عنوان "ماذا لو فاز ترامب" فقد رأى البعض أن اعتلاء أوباما لقمة البيت الأبيض كان مربكا على أرض الواقع ومؤججا للاحتجاجات العرقية خلافا لما هو شائع من أنه رمز من رموز الديمقراطية والمساواة، فحقا مثل وصول أوباما إلى رئاسة أمريكا مفارقة تاريخية كبيرة وشكل خطوة كبيرة فى سبيل الحرية والمساواة بين أعراق الشعب الأمريكي، لكن ما لا يختلف عليه أحد هو أن القلائل العرقية قد تأججت فى عهده الذى شهدنا فيه الكثير من الاحتجاجات من قبل "السود" والبيض على حد سواء وهو ما يؤكد أن الواقع الأمريكى لم يقبل فكرة اعتلاء "أسود" لقمة الهرم الأمريكى تماما.
وقال النمنم أنه يرى بصفته "كاتبا" وباحثا أن هذا هو زمن "دونالد ترامب" وذلك لأن التيارات اليمينية تجتاح العالم أجمع متوقعا أن تشهد الفترة القادمة نموا أكبر لهذا التيار فى أوربا والعالم، مؤكدا أن نجاح ترامب يؤكد أن المؤسسات الأمريكية ليست بعيدة عن حالة الشيخوخة التى تمر بها المؤسسات فى العالم الثالث، فهى أيضا تعانى من شيخوخة كبيرة ظهرت فى تلك المعركة.
وأضاف النمنم أن فوز ترامب سيكون له أكبر الانعكاسات علينا، خاصة أنه يأتى فى توقيت حاسم بالنسبة إلى الحرب على الإرهاب، حيث تشهد المنطقة - بحسب تعبير النمنم- خريف داعش التى يتقلص وجودها فى الموصل والرقة، ولهذا فإن من المهم أن نجهز المنطقة إلى مرحلة ما بعد داعش، خاصة أن الأوضاع فى المنطقة فى طريقها إلى الاستقرار، مضيفا أن وجود دونالد ترامب على رأس أمريكا سيدعم هذا الاستقرار بشكل كبير، وعلينا أن نستفيد من كراهيته للإرهاب واستعداده الكبير لمحاربته.
وحول بعض التصريحات التى قالها ترامب بخصوص إسرائيل والتى ظهر فيها تدعيمه الكبير لها قال النمنم علينا ألا نخلط بين وعود المرشحين وأفعال الرؤساء، فكل مرشح يحاول الوصول إلى البيت الأبيض يتعهد بمثل هذا التعهدات، وعلينا ألا ننسى أن باراك أوباما قبل أن يرحل عن البيت الأبيض أبرم أكبر صفقة سلاح فى التاريخ بين أمريكا وإسرائيل بمبلغ 38 مليار دولار، فى حين أنه كان قد تعهد بإغلاق معتقل جوانتنمو ولم يغلقه وتعهد بحل المشكلة الفلسطينية فى الدورة الأولى ومرت الدورتان ولم تحل بل تعقدت أكثر .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة