سعيد الشحات

محاكاة وقفة «عرابى» فى طوخ

الأربعاء، 16 نوفمبر 2016 07:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
جمع الأستاذ عزت سرحان، مدرس التاريخ بمدرسة طوخ الخاصة، بمحافظة القليوبية، عددا من تلاميذه، وسار بهم فى طرقة المدرسة، يتقدمهم تلميذ يركب فرسا وعلى رأسه طربوش، وأثناء السير يهتف التلاميذ: «اخرج، اخرج يا خديو» و«تحيا مصر» و«عاش كفاح أحمد عرابى» و«عاش الجيش المصرى»، وفى اللحظة التى يصل فيها هذا الموكب أمام حجرة الإدارة يخرج تلميذ منها، متسائلا فى غضب عن سبب زحف هذه الجموع، فيجيب «راكب الحصان»: «جئت لأعرض مطالب الشعب».
 
الحدث وقع قبل أيام، وكان محاكاة لوقفة الزعيم الوطنى أحمد عرابى الشهيرة أمام الخديو توفيق، يوم 9 سبتمبر 1881، ليعرض فيها مطالب الشعب والجيش، وبالرغم من أنها مطالب وطنية إلا أن «توفيق» علق عليها: «كل هذه الطلبات لاحق لكم فيها، وأنا ورثت ملك هذه البلاد عن آبائنا وأجدادنا وما أنتم إلا عبيد إحساناتنا»، لكن عرابى رد عليه: «لقد خلقنا الله أحرارا ولم يخلقنا تراثا عقارا فو الله الذى لا إله إلا هو لا نورث، ولا نستعبد بعد اليوم».
 
هناك تفاصيل كثيرة مهمة عن أصل هذه الوقفة التاريخية، لا تتسع هذه المساحة لذكرها، وفى محاكاة مدرسة طوخ الخاصة، تم تبسيط القصة كثيرا كى تتناسب مع وعى تلاميذ المرحلة الابتدائية، وهم الذين قاموا بـ«المحاكاة»، وهم المعنيون أولا بالاستفادة منها.
 
فرض الحدث نفسه على الفضائيات والمواقع الإخبارية، وكعادتها بثت قناة الجزيرة سمومها حوله، وبجهل منها اعتبرته أنه إنذار، فى حين أنه وسيلة تعليمية تستحق إدارة المدرسة ومدرس التاريخ التحية عليها، وربما تتذكر أجيال سابقة أن مثل هذه المحاولات كانت موجودة وقت أن كان هناك تعليما جادا عكس ما يشيعه البعض بأن التعليم كان سيئا، وأنا شخصيا شاركت فى أكثر من محاكاة أثناء دراستى فى الصف السادس الابتدائى عام 1972، حيث كنا نقف مجموعة فى تحية العلم صباحا، يحاكى كل واحد منا بطلا فى تاريخنا، وكنت أنا ممن حاكوا الزعماء عمر مكرم ومحمد فريد ومصطفى كامل، وبالرغم من أن هناك اختلافا بين ما فعلناه نحن، وما فعلته مدرسة طوخ الخاصة، إلا أن الجامع بينهما هو الجدية وإكساب التلاميذ المعرفة بطريقة مبتكرة وسهلة، وهذا أمر لا تعرفه قناة الجزيرة، ومن يدور فى فلكها من المحرضين والمخربين لمصر.
 
الحدث يستحق كل التقدير والتحية للمدرسة والمدرس عزت سرحان الذى اجتهد.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة