فى مجلدين كبيرين يعدان بمثابة موسوعة مهمة فى الثقافة المصرية جاء كتاب "صناعة النسيج فى مصر عبر العصور منذ بداية العصور التاريخية وحتى العصر الحديث" الذى قدم له رجل الأعمال محمد فريد خميس، وقاد فريق البحث فيه الدكتور عبد الحليم نور الدين فى آخر مشاريعه البحثية يعرض فيه لتاريخ هذه الصناعة المهمة منذ عهد الفراعنة حتى العصر الحديث.
شارك فى فريق الموسوعة قريق من الباحثين المميزين منهم أيمن وزيرى، محمد جلال محمود، محمد جمال راشد، منال أبو القاسم، عبد الرحيم خلف، جمال هرمينا، أحمد الشربينى، محمود عباس، جمعة عبد المقصود.
ويقول محمد فريد خميس فى افتتاحية الكتاب "ولما كنت رجل صناعة وتجارة نسيج، لما يقرب من نصف قرن، فقد أردت أن أربط الماضى والحاضر والمستقبل، وأن أقفز - ومن معى – لنشارك بما لدينا من خبرات، في صياغة المستقبل، حتى لا يتوقف ميراث الأجداد، ولتبقى مسيرة العطاء مستمرة"
بينما يقول عبد الحليم نور الدين فى مقدمة كتابه "سنجد أن تاريخ صناعة النسيج فى مصر هى ذاتها الدعامة الأساسية فى تاريخ صناعة النسيج العالمية، فكان المصريون القدماء هم أول من عرفوا غزل ونسج الكتان، فصنعوا منه الملابس بأنماطها وأشكالها المختلفة، وصنعوا منه الأغطية ولفائف الميماوات.. إلخ، وكذلك عرفوا نسج الصوف والقطن، ثم عرفوا الحرير مؤخرا، إلا أنهم برعوا فى صناعة الملابس الحريرية، فضلا عن ريادتهم فى صناعة النسيج كلها".
والموسوعة تتوقف عن المواد التى صنعت منها المنسوجات فى مصر القديمة ومنها زراعة الكتان، فيعرض الباحثون لزراعة الكتان وخطوات الزراعة انتهاء بتعطين الكتان وتمشيطه، كذلك لا يغفل الأوضاع الاجتماعية للنساجين فى مصر القديمة، والملابس والأردية المختلفة لطوائف الشعب المصرى، وملابس المناسبات الدينية، كذلك الاستخدامات المختلفة للنسيج، كذلك ربات صناعة النسيج ومنهن "تاييت، حج حتب، إيزيس ونفتيس، سخمت، سرقت، نيت" .
أما النسيج فى العصرين البطلمى والرومانى فيتوقف الباحثون عند "الكتان والتيل والقطن والصوف والحرير" كخامات مستخدمة فى صناعة النسيج فى تلك الفترة، كذلك الأدوات المستخدمة مثل المغازل والأنوال والمكوك وأمشاج النسج، بكرات الخيط، الابر، المقصات، كذلك توضح الموسوعة استخدامات النسيج خلال تلك الفترة كما يظهر فى صناعة الملابس وفى صناعة السجاد.
كما أن الموسوعة لم تغفل المنسوجات القبطية والتطورات التى حدثت لصناعة النسيج فى تلك الفترة خاصة ما طرأ على ملابس رجال الدين المسيحى.
أما النسيج فى مصر الإسلامية فيتوقف عند عصر الرسول والخلفاء الراشدين، وفى العهدى الأموى والعباسى والأيوبى والمملوكى والعثمانى، ثم يتوقف عند العصر الحديث، ويرى فريق البحث أنه يبدأ مع عصر محمد على باشا الذى بدأ عهدا جديدا من الصناعة وكانت صناعة النسيج جزءا من ذلك بدأ من مصنع الغزل والنسيج بالخرنفش 1813 واستمر بعد ذلك فى عدد من المصانع والشركات، قبل أن تختم الموسوعى بدور النساجون الشرقيون فى تطوير صناعة السجاد كأحد مكونات تطوير صناعة الغزل والنسيج.
الموسوعة مصحوبة بكثير من الصور التى تطكشف وتضيف فى شكل جمالى واحدة من أهم وأعرق الصناعات المصرية موضحا دورها البارز فى التأثير المصرى والعالمى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة