جيلان جبر

ماذا بعد الانتخابات اللبنانية؟

الخميس، 03 نوفمبر 2016 10:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

أسفرت الانتخابات اللبنانية الأخيرة عن وصول ميشال عون إلى سدة الحكم، ولقد وجدت من الضرورى أن أنقل لكم كيفية النظرة الخارجية والتحليل للمشكلة اللبنانية والتى كشفت عن أمر مهم، هو التقاعس والتقصير والفشل لعدد من الأطراف الخارجية فى إدارة نوعية الأزمات فى الشرق الأوسط، وساهمت فى تصعيدها، وتركت للآخرين من اللعيبة الجدد فى الإقليم (وهم روسيا وإيران) بالتمدد بنفوذ وسلاح ودور جديد نتج عنه التصعيد والتشابك للأطراف الإقليمية للأزمة السورية فى الشرق الأوسط، ومما جعل المشهد مأساويا أن هناك أكثر من خمسة ملايين لاجئ سورى على الحدود منهم مليون ونصف من السوريين فى مخيمات حديثة حملتهم الأراضى اللبنانية يعيشون الغربة والصعوبة والقهر على الأراضى اللبنانية، وهم من الأغلبية السنية، هذا بالإضافة للمخيمات الفلسطينية الموجودة منذ نهاية الحرب الأهلية اللبنانية مما يجعل حزب الله المشارك فى الحكومة والميلشيا المسلحة المدعومة من ولاية الفقية، (الدولة الشيعية الإيرانية) يتريث فى إشعال فتيل الحرب داخليا فى لبنان وهو يحارب يوميا منذ سنوات فى سوريا، ولكن فى نفس التوقيت، فهو يعمل جاهدا على إضعاف، وتعطيل الدولة اللبنانية، والإصرار على اختيار المستحيل فى التوافق عليه لعمق الخلافات السياسية مع البعض، والمعارك العسكرية مع البعض الآخر، فكان الاختيار الأصعب للأطراف والزعامات للأغلبية اللبنانية، هذا الاستمرار والإصرار على اختيار الجنرال ميشال عون الحليف المارونى لحزب الله وسوريا وإيران منذ سنوات عودته من المنفى فى فرنسا، ولكن بعد مرور سنتين ونصف من فراغ منصب رئيس الجمهورية كشف مخطط مستمر وتهديد خطير يتضح يوميا مع الوقت، وهو بالفراغ الدائم لمنصب الرئاسة، والتهديد المتقطع بالخروج من الحكومة للبعض من الوزراء التابعين لحزب الله وحلفائهم من التشكيلة الأساسية أعضاء من هذه الحكومة يجعلها مكبلة فى القرار ومهددة باستمرارها بين الدولة ومنظومة الاستقرار الاقتصادى والأمنى فى البلاد، فيمكن لحكومة لبنان أن تسقط فى أى لحظة أمام أول اختلاف فيما بين الأطراف التى تشكل تيارات وأحزاب، ويبقى فى منظومة مؤسسات الدولة بعد الرئاسة المعطلة والحكومة المهددة هذا البرلمان المشكوك فى شرعيته. نعم فهو الآخر أصبح منتهى المدة ومجددا له تلقائيا لصعوبة التوافق والطرح لقانون انتخاب يرضى عنه الجميع، مما يجعل الدولة اللبنانية على حافة الانهيار، بهدف إعادة الفك والتركيب على ميثاق أو تفاهم على دستور جديد مخالف (لاتفاق الطائف) آخر وهو (الثلاثية) فى التقسيم والتوزيع للحصص والمنصب فى الدولة بدل (الثنائية) بهدف إعطاء شريحة أكبر للشيعة بدل من توزيع الحصص بين مسيحيين بكل الأفرع (مارونى كاثوليك بروتستانت..) ومسلمين بكل المذاهب (شيعة سنة) فوجد المخاوف لزيادة تمدد نفوذ وتغيير دستور، مما جعل للبعض التنازل والتغيير والتفاهم السياسى على الأرض، بدلا من إخراج السلاح والسرعة لإعادة الحسابات بعدم ترك هذا الفراغ يتحكم ويحدد ويقايض عليه فى تشكيل الدولة عن جديد بحسب النفوذ، والسلاح! فتنازلت القوات اللبنانية بورقة تفاهم مع عون وتعاون زعيم تيار المستقبل، وقام بالتفاهم مع عون بانتخابه رئيسا بشروط، على أن يكون هناك قيم وثوابت الدولة ومشاركة حقيقية متاحة للجميع من الأطراف. لا يترك تقسيم النفوذ الإقليمى لحزب الله وأعوانه والتغير الدولى يقترب فى تقسيم هذه المنطقة التى تسمى الشرق الأوسط تكون بين نفوذ تركيا وإيران وإسرائيل.. مما قد يعيد لبنان صندوق بريد ينذر بحروب وإعادة ترسيم حدود جغرافية ومذهبية وسياسية.. كل ذلك يمكن تجنبه إن وجدت رأس لدولة وحكومة مرتقبة مدعومة بوطنية وبرلمان منتخب ممثل بأعضائه بنبض وبتوجهات الدولة الحقيقية، فهل بعد تولية الجنرال ميشال عون منصب الرئاسة الجديد لبنان يحافظ على أسس ومبادئ التعاون والعيش المشترك بين الطوائف وعروبته فى المواقف والحدود السياسية فى التعاطف فى المواقف، والبعد عن التدخل عبر حزب الله فى معارك دون إرادة أو تنسيق مع الدولة والحكومة والرئاسة والبرلمان أم ستكون مرحلة جديدة تشهد تكملة الهلال الفارسى التابع لإيران والذى يضمن مرحلة تنفيذ ما تم التفاهم عليه من تحت الطاولة بين إيران والدول الخمسة + واحد الذى تم ضمن اتفاق إيران النووى؟! الحقيقة ستحملها لنا الأيام المقبلة، بعد الانتخابات الأمريكية تحدد وجهة الانتخابات اللبنانية.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة