التحليل الاقتصادى يستطيع أن يغير حياة الأفراد والدول إلى الأحسن أو إلى الأسوأ، وذلك لقدرته الكبيرة فى التأثير فى عوالم الماليات وإدارة الأعمال والقانون والدين والسياسة، ذلك ما يراه كتاب "قوة الاقتصاد" مارك سكاوزن.
وينطلق الكتاب الذى ترجمته شيماء طه الريدى وراجعه هانى فتحى سليمان، وصدر عن مؤسسة هنداوى، من حدث يراه المؤلف تاريخيا، هو حصول عالم اقتصاد على جائزة نوبل فى السلام، وذلك عندما حصل عليها مؤسس بنك الفقراء محمد يونس.
ويرى المؤلف أنه لكى يقوم الاقتصاد بدوره الإيجابى يشترط فيه الالتزام بـ7 مبادئ أساسية هى المساءلة، الاقتصاد وتحليل التكلفة-الفائدة، الادخار والاستثمار، المنافسة والاختيار، ريادة الأعمال والتجديد، والرعاية الاجتماعية.
ويقدم الكتاب نصائح عملية حول الأمور المالية الشخصية، العوائد والادخار والاستثمار والتقاعد، بِناء على الإسهامات الباهرة التى قدَّمها الاختصاصيون فى مجال الاقتصاد السلوكى.
كما يسلِط الكتاب الضوء أيضا على الاكتشافات المهمة التى تحققت على يد الاقتصاديين لحل مشكلات محلية؛ مثل اختناق الطرق، والرعاية الصحية، والتعليم الحكومى، والجريمة، وقضايا أخرى تتصدر قائمة القضايا العامة.
كما يتناول الكتاب كيف يعمل الاقتصاديون لحل مشكلات عالمية عدة، من الاحتباس الحرارى إلى الحروب الدينية، وبنظرة إلى المستقبل، يستكشف الكتاب أيضا أى نوع من الفلسفة الاقتصادية الديناميكية الجديدة سوف يهيمن على الألفية الجديدة.
باستخدام القراء لهذا الكتاب كدليل لهم، سوف يحظون بفهم قوى لتأثير علم الاقتصاد، والكيفية التى يمكن أن يستغل بها لتحسين العالَ الذى نعيش فيه.
ويرى الكتاب أنه فى عام ١٩٣٠، أى فى بداية فترة الكساد العظيم، كتب الاقتصادى المعروف جون مينارد كينز مقالا صغيرا يُعنِّف
فيه زملاءه لسلبيتهم المفرطة بشأن الاقتصاد الراكد؛ ففى مقاله "الإمكانات الاقتصادية لأحفادنا"، انتقد كينز أصدقاءه لتشاؤمهم، معلنًا أنهم كانوا "مخطئين أيَّما خطأ" بشأن المستقبل، فقد كان الكساد العظيم، بحسب كينز "خللا مؤقتًا" و"على المدى البعيد سيحل البشر مشكلتَهم الاقتصادية.
قام مارك سكاوزن بعمل رائع فى هذا الكتاب، من خلال توضيح الدور المهم الذى لعبه الاقتصاديون فى الازدهار الاقتصادى الذى تلا الحرب، وكيف أن جيلا جديدا من هؤلاء الأشخاص المؤثرين يصنع فارقًا، ويتوقف الكتاب أمام نماذج اقتصادية استطاعت أن تسير الألم عن طريق الادخار وتجنب الاستدانة والاستثمار بحكمة وحصافة وإخراج الملايين من الفقراء من دائرة الفقر، وذلك من خلال ائتمانات البنوك الخاصة البالغة الصغر، والسعى للحد من الجريمة وتحسين التعليم الحكومى وتوفير الكثير من الأموال على الحكومات وطرح الشركات للاكتتاب العالم من خلال مزايدات أكثر فعالية وكفاءة وتخفيف الاختناق المرورى من خلال تقنيات تسعير خاصة بفترات الذروة.
الكتاب يشرح كيف فكر الاقتصاديون فى الماليات الشخصية مثل نظرية المحفظة الاستثمارية الحديثة، والاستثمار ذو العائد المرتفع، كما فكروا فى إنشاء أكبر الشركات فى العالم، كذلك فى حل المشكلات المحلية، وحل المشكلات العالمية مثل القنبلة السكانية.
كما يعقد الكاتب الأمريكى فصلا عن كتاب جلال أمين "ماذا حدث للمصريين"، ويرى الكتاب أن البعض يتهم الدين الإسلامى فيما حدث للمصريين من أزمة اقتصادية، لكن الدين برىء من ذلك، فالمتهم الحقيقى هو سياسة التدخل الاشتراكية فى الاقتصاد.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة