نشرت أمس جزءا من الرسالة التى تلقيتها من الكاتب والمؤرخ الفنى المحترم الدكتور نبيل حنفى محمود، حول الكاتب الموسوعى الكبير أحمد حسين الطماوى الذى رحل يوم «16 ديسمبر» الماضى، وأستكمل باقى الرسالة:
نظرة عابرة إلى عناوين مجموعة من كتبه، وذلك بعد تصنيفها طبقا لما تنتمى إليه من فروع الأدب، سوف يحيط القارئ لها علما بالفضاءات التى حلق فيها الطماوى بأفكاره، ففى التراجم قدم: «محمد صبرى» و«على أدهم بين الأدب والتاريخ»، «جرجى زيدان الناقد الأدبى»، «محمد لطفى جمعة فى موكب الحياة والأدب»، «رواد معاصرون»، وفى مجال الدراسات الشعرية، نشر مجموعة من الكتب منها «الديوان المجهول لخليل مطران»، «ديوان وطنيتى لعلى الغاياتى»، «هدية الكروان»، «الشعر الحديث: أصوات وقضايا»، وفى التاريخ ألف كتبا مهمة منها «من أسرار بلاط السلطان عبدالحميد»، «سارة العقاد أو إليس داغر»، «أفراح ملوك ورؤساء مصر»، وفى فروع النقد «فصول من الصحافة الأدبية»، «قبس من وحى التراث، «إبراهيم المويلحى: الشرق والغرب»، وإذا ما أضفنا لتلك المجموعة من الكتب المهمة مئات المقالات التى نشرت فى كبيرات الصحف والمجلات مثل «الهلال» و«المجلة» و«الثقافة الجديدة» و«القاهرة» لعرفنا حجم المشروع الثقافى الذى أوقف الطماوى حياته عليه.
يواصل نبيل حنفى محمود: «ارتكز مشروع الطماوى الثقافى على التأريخ لعصر الاستنارة الأخيرة فى مصر، وعلى الأخص للفترة الفاصلة بين تولى محمد على لحكم مصر وقيام ثورة 23 يوليو 1952، تلك الفترة التى تجاوز القرن، واعتمد فى ذلك على كم هائل من المصادر شملت الدوريات والكتب، مما لا تعرف الأغلبية من المثقفين الآن حتى أسمائها، وأذكر أنه رحمه الله ذكر لى فى أحاديثى معه، وأكثر من مرة، أن مكتبته تشغل دورا كاملا من منزله، حيث عاش بين مقتنياته النادرة من المطبوعات، ليقدم لنا وللأجيال القادمة إبداعاته العظيمة، التى تميزت بطابع خاص تفرد به بين كبار كتاب عصره، ولم يشغل نفسه يوما بالمكاسب والمناصب حتى أنه لجأ للمعاش المبكر قبل الستين من عمره طلبا للتفرغ لمشروعه الثقافى، وإيثارا للعزلة عما يدور فى دنيا الثقافة من صراعات وتحزبات، فلما غادر دنيانا لم تتذكره وسائل الإعلام التى تفرد للصغار الصفحات والساعات ليشغلوها بالشقشقة والهراء، إننى لا أطالب المجتمع الثقافى بإقامة سرداقات للعزاء فى الكاتب والأديب الكبير أحمد حسين الطماوي، وإنما العزاء الحقيقى يتمثل فى إقرار بعض الرسائل الجامعية للماجستير والدكتوراه التى تهدف لجلاء خصائص إبداعاته وأبعاد مشروعه الثقافى».
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة