"بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما فى خير".. بهذه الكلمات دشن الآلاف من أهالى قرية كوم الرمل التابعة لمركز إهناسيا غرب بنى سويف، أولى ثمار مبادرة "زواج بلا شبكة" والتى دعا إليها الشباب من أبناء المحافظة على مواقع التواصل الاجتماعى وانتقلت إلى أرض الواقع من خلال مؤتمرات عدة شاهدتها قرى المحافظة .
الزميل-هانى-فتحى-مع-والد-العريس-والعروس
" أحمد وأنهار" شاب وفتاة جامعيان من أبناء قرية كوم الرمل ببنى سويف، جمعهما انضمام والديهما إلى مبادرة زواج بلا شبكة بمركز إهناسيا، واتفق الوالدان على أن يكون زواج أولادهما بداية لتعم المبادرة على قرى المحافظة الصعيدية التى وصلت بها الشبكة لأكثر من 150 ألف جنيه.
العريس-احمد-خالد
عقد القران وفرحة الأهالى
فرحة عارمة ملأت المسجد الكبير بقرية كوم الرمل بعدما صدق الشيخ أحمد أمين إمام وخطيب المسجد على كلام المأذون بالدعاء الشهير "بارك الله لهما وبارك عليهما وجمع بينهما فى خير" ليتوافد الأهالى والأصدقاء والأقارب على العريس ووالدة ووالد العروس يستقبلونهم بالأحضان مباركين للزواج ومباركين لتدشين المبادرة التى كانت قبيل ذلك العقد مجرد مؤتمرات وأحاديث لم يتم تفعيله.
العريس: كسرت العادات والتقاليد الخاطئة
ووسط فرحة الأهالى وقبلات الأصدقاء التقت "اليوم السابع" العريس أحمد خالد عبد التواب، بكالوريوس تمريض، والذى أكد فرحته الغامرة بكونه أول عريس يطبق مبادرة زواج بلا شبكة، مشيرًا إلى أنه لم يكن يتصور فى يوم من الأيام أن تكون زيجته زيجة مختلفة عن بقية أقرانه من أبناء الجمهورية .
وقال العريس: "المبادرة كانت مجرد فكرة على مواقع التواصل الاجتماعى ولم نكن نتخيل تطبيقها نظرًا للعادات والتقاليد الموجودة بالقرية، لكن الحمد لله بفضل انتشار المبادرة على المواقع والصحف، واتجاه خطباء المساجد لتسليط الضوء عليها، والتى بدأنا فى جنى أولى ثمارها".
وتابع العريس: "الإنسان مش هيحس بسعادة غير لما يعمل حاجة مش مجبر عليها، مفيش آيات ولا أحاديث أمرت بما نشهده من مغالاة شديدة على الشباب والمقبل على الزواج".
العريس-بجوار-والدة
والد العريس: سأطبق المبادرة على بناتى
وبفرحة عارمة تسبقها دموع الفرح بعقد قرانه نجله، تحدث خالد عبد التواب، مفتش تموين ووالد العريس مؤكدًا أن عقد قران نجله اليوم هو بمثابة نجاح لقدرة الإنسان المصرى على التغيير وكسر العادات والتقاليد الخاطئة، مشيرًا إلى أن المبادرة شارك بها الكثير من أهالى القرية، كبار العائلات والشباب وكان هناك إصرار على أن تكون قرية كوم الرمل أولى قرى الجمهورية فى تطبيق المبادرة.
وأضاف والد العريس: "كنت ووالد العروس أول أهالى القرية فى الانضمام للمبادرة، واتفقنا على البدء بنفسنا، لازم نغير الوضع الحالى، مش عارف الناس إزاى تجبر أزواج بناتها على التوقيع على شيكات والاقتراض من أجل الزواج وبعدها ستكون حياة ابنتهم فى تعاسة".
وتابع خالد عبد التواب والد العريس: "لدى بنات لم يتزوجن وسأطبق عليهن المبادرة، حتى وإن تزوجن خارج القرية سأطبق المبادرة عليهن".
وفجر عبد التواب محمد أحمد والد العروس مفاجأة قائلا: "العريس أحمد مش أول واحد يتزوج بدون شبكة، إنا لما تزوجت والدة العروسة لم يجبرنى والد زوجتى على شراء أشياء لا نحتاجها، بل طالبنى بان أكون رحيم على نفسى".
وأضاف والد العروسة: "لدينا مثل شعبى يقول "أدبه أهم من ذهبه" وعلى أهل العروسة أن يختاروا ما بين سعادة ابنتهم مدى الحياة أو تعاستها مدى الحياة"، مشيرًا إلى أن غلاء الآباء فى أسعار الشبكة جعل بناتهن كالبهائم يتم تسعيرها."
العريس-مع-منسق-حملة-زواج-بلا-شبكة
العروسة: أنا أسعد إنسانة فى الدنيا
أما العروسة انهار الحاصلة على بكالوريوس التربية تعليم أساسى فأكدت أنها مقتنعة بالمبادرة، وأن الغلاء فى المهور وتكاليف الزواج والكوافير ما هى إلا أشياء توضع عائقًا أمام الشباب للزواج.
وتابعت العروسة: "أنا أسعد إنسانة فى الدنيا، احتفل بزواجى وسط الأهل والأصدقاء والجيران داخل المنزل، ولم أحزن أبدًا على عدم إقامة فرح فى قاعة أو ذهابى إلى الكوافير لأننى أبحث عن الأدب والأخلاق وهو ما رزقنى الله به فى زوجى".
بنود-المبادرة-فى-مسجد-القرية
من جانبه أكد جلال ربيع مؤسس مبادرة زواج بلا شبكة فى محافظة بنى سويف أن المبادرة ظهرت إلى النور بعد عقد أول عقد قران بلا شبكة، مشيرًا إلى أن عقد قران اليوم سيكون بارقة أمل فى تكرار المبادرة بقرى أخرى داخل المحافظة.
وكان أهل العروسين اتفقوا على إلغاء شراء الذهب والاستعاضة عنه بخاتم فقط فى الخطوبة، وإلغاء حفل الزواج ومشتملاته، ما يتم فى محافظات الصعيد من "كعك وبسكويت" و"دى جى"، على أن يكون مؤخر الصداق لا يتعدى مبلغ الـ15 ألف جنيه.
وكانت محافظة بنى سويف قد شهدت عدة مؤتمرات شعبية داخل قرى المحافظة، لنشر مبادرة زواج بلا شبكة، حيث استجابة العديد من القرى للمبادرة.
تبادل-التهانى
ففى قرية العواونة التابعة لمركز إهناسيا، دشن فى وقت لاحق الآلاف من أهالى قرية العواونة والقرى المجاورة، بالإضافة إلى منسقى مبادرة "زواج بلا شبكة"، وبعض القيادات الشعبية وكبار العائلات وأعضاء بعض المنظمات الحقوقية، مؤتمرًا جماهيريًا، تناولوا فيه تسامح الدين الإسلامى، وعدم المغالاة فى أوزان وكميات الذهب المطلوبة للزواج، وتم عرض مسرحية تناولت المغالاة الموجودة بين العائلات فى القرى، والخاصة برفع قيمة الشبكة.
جانب-من-عقد-القران
وفى نهاية المؤتمر اتفق الحاضرون على مبادرة من ستة بنود، تسهل من إتمام عملية الزواج، وتخفف من كاهل أسرتى المتزوجين، التى وافق أهالى القرية عليها، وتضمنت الآتى..
جانب-من-عقد-القران-داخل-المسجد
"الشبكة" 10 جرامات
حصر الكمية المطلوبة من المشغولات الذهبية، وتحديدها من 10 إلى 20 جرامًا بحد أقصى ويكتب ما اتفق عليه الطرفان فى القائمة.
خطبة-عق-القران
"إلغاء أسطورة العفش رقم 1"
وتم الاتفاق أيضًا على إلغاء "النيش" نهائيًا، بما يخفف العبء على الطرفين، رغم كونه أحد الطلبات الرئيسية التى يتمسك بها أهل العروس.
"السجاد والمفروشات"
تم الاتفاق على نقل تبعية هذا البند، الذى كان يثقل كاهل العروسة، وجعله من ملزمات العريس، وفى ذلك تخفيف على العروسة.
داخل-منزل-العروس
إلغاء "العشيان" بتقليل الواجبات
واتفق الحاضرون على إلغاء الواجبات المتبادلة بين الطرفين (ما يسمى بالعُشيان)، يكتفى بثلاثة واجبات فقط يأتى بهم العريس خلال فترة الخطوبة، وتردهم العروسة بعد الزواج، وفى ذلك تخفيف على الطرفين، التى كانت فى البداية تصل لعشر واجبات مما يثقل كاهل الطرفين.
عقد-الزواج
"الفاتحة" فى المسجد.. وكوافير العروسة "بالبيت"
كما اتفق الحاضرون فى المؤتمر على أن تكون قراءة الفاتحة وكتب الكتاب بالمسجد، والاكتفاء بتوزيع بعض الحلوى والشوكولاتة لخفض تكاليف هذه الليلة بإلغاء الحفل الذى كان يصاحبها "ليلة الحنة"، وإلغاء كل تبعاتها من عادات مستحدثة، أقدم عليها الشباب، مثل المخدرات، والـ"دى جى" الصاخب، الذى يعد أحد أسباب التلوث الضوضائى، أما بخصوص كوافير العروسة فيكون فى منزلها.
عقد-القران_1
فرحة-الاهالى
فرحة-العريس
فى-منزل-العروس
والد-العروس_1
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة