كامل كامل

فرصة عظيمة لرجال الأعمال

الجمعة، 12 فبراير 2016 10:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أرجو أن تتسع صدوركم قليلا، لما سوف أقترحه عليكم ولكم، وقبل أن تصدروا قرارا بالرفض، وأعود وأستأنف لإقناعكم بمقترحى، فالأفضل لكم ولى، والأوفر لأوقاتنا أن تستقبلوا مقترحى بقليل من سعة الصدر، وكثير من التركيز، ثم الشروع فى التفيذ.

دعونا ننفق أن أكثر الناس منا وفينا يحتاجون إلى اهتمام ورعاية وراحة بال وثبات جسدى، هم المرضى، فلا يمكن ولا يصح أن تشغل بال المريض، أيا كان هذا المريض، رجلا أو امرأة، مسنا أو شابا صغيرا، بمكان الذى سيعالج فيه أو الطبيب الذى يعالجه، فإن المرضى جميعًا يحتاجون لرعاية، كل الرعاية، سواء كانت هذه الرعاية فى غرفة عادية أو غرفة عناية مركزية إذا لزم الأمر.
وبالنظر إلى المستشفيات التابعة لوزارة الصحة أو التابعة للجامعات – مستشفيات الغلابة- ستجدها صروحا معمارية، مزدحمة بالمرضى وذويهم، ممتلئة بما لا يحتاجه الطيب أو المريض، فقيرة تحتاج لدعم مالى وطبى.
ووصفى للمستشفيات الحكومية ليسا افتراءا بل جاء بناء على تجارب شاء قدرى أن أخوضها، أروى تجربتين منهما لألخص لك مشهد المستشفيات الحكومية من الداخل.
فالتجربة الأولى عندما تلقيت اتصالا هاتفيا من شقيق أبى يشكو لى كيف يجدون غرفة عناية مركزية لحماه، الذى أصيب بنزيف عن المخ بشكل مفاجئ، وقد ظلوا يبحثون قرابة الـ 9 ساعات فى أغلب المستشفيات الكبرى ولم يجدوا غرفة تستقبل مريضهم، واستقر بهم الحال فى غرفة بمستشفى أم المصريين بعد توسط أحد الأطباء لهم، ومعركة كبرى مع طبيب النوبتجية.
وبعد استقرارهم فى مستشفى أم المصريين تفاجأوا بعدم وجود طبيب مخ وأعصاب، فضلا عن عدم وجود أدوية كان الأطباء يطالبونهم بشرائها من خارج المستشفى على نفقاتهم الخاصة، وفى هذه التجربة اتصلت بطيب تربطنى به علاقة طيبة داخل مستشفى أم المصريين أحكى له عن مأساة أقاربى مع "غرفة العناية المركزية" فأجابنى بقول يلخص القضية " للحصول على غرفة عناية مركزية فى مصر درب من دروب الخيال" فأيقنت أن الأزمة أزمة كبرى.
أما التجربة الثانية، بعدما تم حجز طفل من أقاربى بغرفة العناية المركزية بمستشفى الفيوم العام بعد ارتطامه بالأرض أثناء لعبه، فعندما كان يحتاج الطفل المصاب إلى طبيب كان مدير المستشفى يطالبهم بأن يأتوا به من خارج المستشفى، وعندما كنت أستفسر منه على كيف يأتى أهل المريض بطيب من خارج المستشفى؟ فكان يجيبنى برد صادم: لا يوجد عندنا طبيب مخ وأعصاب.
تصور معى أن يكون أحد أفراد أسرتك، أو صديق لك، أو عزيز عليك، يحتاج لغرفة عناية مركزية نتيجة إصابة مفاجئة بالمرض، ولا تجد بابا يفتح له، فيمتلئ قلبك آلما وشجنا وحزنا، ويشل عقلك عن التفكير، وتضرب أسداسا فى أخماس، ويموت قريبك أو صاحبك أو عزيزك أمام عينك دون أن تفعل له شيئا.
وعليك أن تدرك أن المريض الذى يبحث عن غرفة عناية مركزية داخل مستشفى حكومية ليس فى سعته أن يتحمل نفقات الإتيان بأطباء من خارج المستشفى، ذلك علينا جميعا أن نلتف هؤلاء المرضى.
فرغم اتجاه الدولة نحو المشروعات العملاقة وهذا نحتاجه، إلا أننا ندعوها بأن تلقى نظرة نحو هذا الملف، أما بشأن مقترحى، فأدعو رجال الأعمال وميسورى الحال بأن يشاركوا فى تبنى تأسيس غرف عناية مركزة بجميع محتوياتها من إمكانيات "أجهزة وأطباء" داخل المستشفيات من أجل إنهاء هذه الأزمة، التى تعتبر أم للأزمات، وتكون هذه الغرف بأسمائهم أو أسماء عائلاتهم ليكونوا نماذج يحتذى بهم.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة