قد يقابلك نوع من البشر له طبيعة خاصة فى خلق مشكلة من لاشيء كونه أعتاد أن ينظر إلى الأشياء من الجانب المعتم فقط فتجده يبحث عن المشاكل والمتاعب ويتغذى عليها مما تجده يتورط فى مشاكل أكبر بنظرته السوداوية المحبطة دائماً إنهم يغتالون لحظات الفرح والمرح والسعادة بداخلهم بأفكار مسمومة وتجدهم فى بؤس وحزن دائم باجترار ما يعكر صفو الحياة وهم لا يشعرون.
هم يبحثون عن الأخطاء لدى الغير وإخفاقاتهم ويتلذذون لذلك بالانغماس فى التهكم والسخرية فلا يخلو أحد منهم من الانتقاد وإبراز عيوبه لا يهدأ لهم بال إلا بتشويه حياة الآخرين وإنقاص قدرهم بإدانتهم وتحطيم كل ما هو جميل ومبدع. يقول فيكتور هوجو: "التشاؤم هو تسوس الحياة".
هذا الداء المخيف والمرعب إذا تمكن من أحد فصعب إعادة التوازن إلى حياته بسهولة لأنه ترك نفسه مرتع لكل ما هو سيئ فعشش فيه وتكاثر بداخله أسوأ الأشياء القبيحة الساخطة على كل شيء جميل فأسود قلبه فكرهه ذاته قبل أن يكرهه الغير فانعكس ذلك بحقد وحسد على كل من يقع تحت يديه. يقول نزار قباني: "أكثر ما يؤلمنى فعلا.. تفاؤلى بشخص يفاجئنى دائما بخيبات متتالية.. والمؤلم أكثر أنى لا أتوقف عن التفاؤل به".
وهناك العكس رغم ظروف الحياة القاسية تجد أصحاب النظرة المتفائلة المستبشرة الباسمة يواجهون ابتلاءات النفس بصبر ورضا ويطلبون العون الدائم من الله فى مِحَنهم وفى استخارته فى كل شيء فتجدهم يحققون أفضل النجاحات والانجازات فهم يملكون طاقة إبداعية ملؤها الأمل والتفاؤل لا يملكها أصحاب النظرة السوداء بل تجدهم يبحثون عن السمات الراقية والقدرات المبدعة لدى الآخرين ويعملون على تطويرها بتقديم يد المساعدة لاكتشاف حسناتهم وأجمل ما فيهم، بل إذا حدثتهم يخرج منهم ما يريح القلب ويبعد عنك الحزن والهم والكآبة هم بلسم لكل من يخالطهم ويقترب منهم تفوح منهم رائحة الرضا والسكون والراحة والبهجة والسعادة.
تقول هيلين كيلر: "التفاؤل هو الإيمان الذى يؤدى إلى الانجاز. لا يمكن فعل شىء من دون أمل".
عصام كرم الطوخى
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة