"القاهرة خططها وتطورها العمرانى".. حكاية مدينة تحدت الجميع 14 قرنا

الإثنين، 21 مارس 2016 07:00 ص
"القاهرة خططها وتطورها العمرانى".. حكاية مدينة تحدت الجميع 14 قرنا غلاف الكتاب
كتب أحمد منصور

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تعد القاهرة أكبر المدن العربية الراهنة، وهى منذ أكثر من ألف عام كانت المركز الرئيس للحضارة العربية والإسلامية، كما أنها مدينة منفردة فى العالم الإسلامى بنوعية آثارها ونقوشها التاريخية ووفرتها، بحيث أننا لا نجد فى أى مكان آخر هذا الكم من الآثار الدينية والمدنية والحربية التى تتيح لنا طرزها المعمارية دراسة تطور العمارة الإسلامية، هذا ما جاء بكتاب "القاهرة خططها وتطورها العمرانى" للكتاب أيمن فؤاد، والذى وصل إلى القائمة القصيرة بجائزة الشيخ زايد.

ويقول الكاتب ورغم أن القاهرة تمتلك وثائق ومصادر مخطوطة، ونشرات جزئية لهذه المصادر، وتحوى كذلك آثارًا ذات حجم يفوق ما تملكه المدن الإسلامِية الأخرى، فإنه ينقصها الدراسات التفصيلية لتاريخها، فقد كتبت مجلدات عديدة حول تاريخ عاصمة مصر تناولت جميعها بطرق متفاوته القيمة عصورها التاريخية المختلفة، إلا أنه لم يتطرق أى منها لاستعراض التطور العمرانى للمدينة وامتدادها وتوسعها وتوزيع خططها على امتداد أربعة عشر قرنا اعتمادا على المصادر الأصلية والوثائق الرسمية وحجج الأوقاف وسجلات المحاكم الشرعية وأوصاف الرحالة.

ويتناول مفهوم المدينة الإسلامية ومدى انطباقه على العاصمة المصرية "القاهرة والفسطاط طوال العصر الإسلامى، ثم أصول القاهرة أو تراث ما قبل الإسلام، وظهور العواصم الإسلامية المتعاقبة: الفسطاط والعسكر والقطائع.

كما يعرض الكتاب لدراسة "القاهرة المدينة الحصن"، أول مدينة إسلامية مسورة كانت تمثل طوال العصر الفاطمى العاصمة السياسية والإدارية للدولة الفاطمية، بينما كانت مصر الفسطاط تمثل العاصمة الاقتصادية والتجارية للدولة والتطورات التى لحقت بهما طوال هذا العام، كذلك عرض لفتح المدينة الحصن لأبوابها أمام الأنشطة الاقتصادية وفقدها لخصوصيتها بعد انتقال مركز الحكم إلى قلعة حصينة على الشرف المتقدم لجبل المقطم ظل كذلك حتى قرب نهاية القرن التاسع عشر للميلاد.

وتناول الكاتب امتداد المدينة فى العصر المملوكى الذى يمثل ذروة ازدهار المدينة والذى خلف لنا العديد من المنشآت الدينية وذات الطابع الاجتماعى ونشأت فيه أحياء جديدة أضافت مساحات كبيرة إلى القاهرة.

وناقش المؤلف وضع القاهرة فى العصر العثمانى وتحولها من عاصمة دولة كبرى إلى عاصمة إقليم من أقاليم الدولة العثمانية والتحولات التى طرأت عليها وانتهاء هذه الحقبة بوصول الحملة الفرنسية إلى مصر (1798ــ1801م)، وما مثلة هذا الاتصال بحضارة جديدة على وضع العاصمة المصرية.

كذلك عرض "أيمن فؤاد" لعصر التحولات التى انتقلت بمصر والقاهرة إلى العصر الحديث مع مشروعات التحديث التى تبناها محمد على باشا وخلفاؤه المباشرين، وعلى الأخص الخديو إسماعيل، الذى انتهز مناسبة احتفالات افتتاح قناة السويس، سنة 1869 م، لإدخال تغييرات جذرية على النسيج العمرانى للمدينة بإنشاء أحياء جديدة بالإسلوب الذى اتبعه، فألصق مدينة حديثة بالجانب الغربى للمدينة التاريخية متمثلة فى أحياء الإسماعيلية والناصرية غربى وجنوبى حديقة الأزبكية، وشبرا والفجالة شمال المدينة، وفتح طرق تربط المدينة القديمة بالمدينة الحديثة "شارع محمد على وشارع كلوت بك وشارع بولاق "فؤاد الول فيما بعد"، وإدخال مستحدثات عصرية إلى المدينة : "دار الأوبرا، القصور، الحدائق، الكبارى"، مع تزويدها لأول مرة بالمياه العذبة وبغاز الاستصباح، وتأكد هذا التطور بعد ذلك مع الاحتلال البريطانى لمصر سنة 1882م.


موضوعات متعلقة..


بالصور.. بعد تحطم عصا الملك الفرعونى الأشهر.. "توت عنخ آمون" يستغيث مجددا من كسر سلاحه المستخدم فى الرحلات البرية لصيد الحيوانات.. واستمرار مسلسل الإهمال الحضارى شعار المرحلة








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة