مروة جاد الله

المواطن مصرى

الثلاثاء، 08 مارس 2016 05:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أتعجب من بعض المصريين الذين فقدوا قدرتهم على الشعور بالمحبة والتعاطف أو الثقة بالآخر! هؤلاء هم المتربصون بكل شىء. وأتعجب أكثر من قدرة البعض منهم على الاستمرار فى السخرية من الشعب المصرى والتطاول على كل من يؤيد أو يتحمس لأفكار أو مبادرات تأتى من الدولة وتحديدا من رئيس الجمهورية!!

الرئيس المصرى عندما وجه خطابه الأخير وجهه للشعب المصرى وفهمه الشعب المصرى فى غالبيته، بمعنى أنه استخدم تعبيرات ومفردات قد يختلف عليها البعض ولكن معانيها فى مجملها وصلت إلى غالبية المواطنين، وبالتالى فلعبة السخرية عبر محاولة تخيل أى رئيس غربى يوجه هذا الخطاب لشعبه وتصور مدى سفه المقولة لدى هذه الشعوب، الحقيقة هى لعبة تافهة مع الاعتذار لأصحاب هذا الطرح.
الرسالة وصلت لأننا لا ننظر فقط تحت أقدامنا وإنما نمد النظر إلى الأمام، لنرى ما يدور حولنا فى اليمن وسوريا وتطور الصراع الدائر بين إيران والسعودية من جهة، والولايات المتحدة وروسيا على الطرف الآخر. من وصلتهم الفكرة واستجابوا للمبادرة وصبحوا على مصر هم من مختلف الفئات العمرية والاجتماعية.

من يتابع حال هذا الشعب سيكتشف أنه لا يتحرك ويستجيب لأى نداء إلا فى حالات الخوف الشديد، أو حالات الحب الشديد، ولنا فى التاريخ القريب والبعيد خير دليل، استجاب المصريون وتجاوبوا فى غالبيتهم مع سياسات الزعيم الراحل جمال عبدالناصر، لأنهم أحبوه بشدة، وكانوا يشعرون بالخوف أيضا بشدة من القوى العظمى وبطشها ضد مصر آنذاك، وفى 25 يناير استجاب أهالينا وضموا علينا فقط عندما شعروا بالخوف الشديد من بطش الدولة آنذاك، فنزلوا بالملايين إلى الشوارع لتكون ثورة 25 يناير، نفس المشهد تكرر عندما شعر المواطن المصرى بالخوف على هويته بعدما هددها تنظيم عالمى، انتماؤه للتنظيم والمرشد لا للعلم والوطن، وانتفض الملايين مرة أخرى فى 30 يونيو وظلوا فى الشوارع حتى 3 يوليو، وللمرة الثالثة على مدار خمس سنوات استجاب المواطن المصرى ونزل إلى الشوارع لتفويض السيسى لمحاربة الإرهاب.

وكما للخوف على بكرة تأثير على هذا الشعب، فللحب تأثير السحر، فالمواطن المصرى عندما يحب حاكمه نرى العجب، ألم يستجب المصرى للسيسى فى تمويل مشروع قناة السويس بالمليارات وفى زمن قياسى؟! هذه الاستجابة كانت تأكيدا على ثقة هذا الشعب فيمن اختاروه ليحكمهم، والآن مرة أخرى تتجدد الثقة بهذا التجاوب مع «صبح على مصر»، التى لا يرى فيها البعض سوى السخرية من فكرة التكافل والتشدق، بأن هذا ليس دور الشعب بل الحكومات عن طريق الضرائب والرسوم، والحق يقال ففى هذا الطرح وجاهة، ولكنه حق يراد به باطل، لأن إصلاح النظام الضريبى فى مصر هو ضرورة ملحة، صحيح ولكنه يحتاج إلى وقت، فهل يستطيع المواطن البسيط تحمل المزيد من الوقت؟! وهل يفكر أحد من المعترضين المستهزئين فى تشكيل جماعات مصالح وجماعات ضغط للتأثير على النواب مثلا لسرعة سن قوانين عدة نحن فى أمس الحاجة إليها، والعمل على سن تشريعات وتعديل نظم كاملة، ومنها النظام الضريبى مثلا؟! وحتى يتم هذا ما المانع فى مثل تلك المبادرات، والتى ثبت نجاحها على مدى التاريخ خارج مصر وداخلها، وتحديدا فى أوقات الأزمات.

واقع الأمر أن المانع لدى البعض فى الاستجابة لأى من مبادرات أو أفكار السيسى نابعة من رفض واضح لأهم ما يتصف به الشعب المصرى فى عمومه وهو عاطفيته وطيبته، هؤلاء فى الحقيقة يرفضون المواطن المصرى الذى مازال قادرا على منح ثقته دون تشكيك أو تربص، أملا فى غد أفضل، هؤلاء يودون شعبا مستوردا يترجم كلمات رئيسهم إلى اللغة الإنجليزية أو الفرنسية كى يتخيل مدى وجهاتها من عدمه، هؤلاء لا يرفضون الرئيس السيسى لخلاف سياسى، بل يرفضون المواطن المصرى الطيب الذى يرونه ساذجا جاهلا بلا وعى، وأذكرهم مرة أخرى أن هذا هو نفسه المواطن المصرى الذى قلب الموازين، وغير المعادلة فى 28 يناير وفى 30 يونيو، ومازال يغير خوفا على وطنه وأملا فى غد أفضل.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة