أعلم أن كل جرائم أمناء الشرطة فردية، وأعلم أنه إذا كان هناك مجموعة من أمناء الشرطة تسىء للبدلة الميرى التى ترتديها، فإن هناك مجموعات أخرى تحافظ على نظافة هذه البدلة، ولكن فى الفترة الأخيرة وبالتحديد بعد يناير 2011 ودولة أمناء الشرطة تتوغل وتنتشر ويرتكب أعضاؤها الجرائم التى تسىء للمؤسسة الأمنية ولجهاز الشرطة، والدليل جريمة الرحاب، والتى استخدم أحد أمناء الشرطة سلاحه الميرى فى قتل برىء هى جريمة تسىء لجهاز الشرطة، ولهذا فإن وزير الداخلية خرج بنفسه ليعتذر لأهل القتيل ويأمر بعلاج المصابين فى الحادث، وهو ما فعله قبل ذلك فى جريمة الدرب الأحمر عندما اعتدى أمين شرطة على سائق توك توك.
ولكن علينا جميعا أن نعلم أن هناك عدة نقاط تحتاج إلى البحث لوقف بلطجة بعض الأمناء، منها:
1 - مشكلة بعض أمناء الشرطة أنهم يشعرون دائما بمركب نقص فى حياتهم، لأنهم لم يكونوا مواطنين عاديين، ولم يصلوا لمرتبة ضباط الشرطة، ولهذا فإن بعضهم مصاب بأمراض نفسية تظهر دائما فى تعاملهم مع المواطنين، ومركب النقص لدى بعض أمناء الشرطة هو السبب الرئيسى فى كل جرائمهم، وهو ما يجعلنى أطالب بضرورة التأهيل النفسى لهم، فربما نستطيع أن نصحح نفسية بعض الأمناء الذين يتحدون هيبة الدولة فى أى معركة معهم.
2 - أغلب هؤلاء الأمناء كسروا هيبة الدولة فى مواقف كثيرة، منها إغلاق أقسام الشرطة مع كل مشكلة مع وزارة الداخلية فى تحدٍ واضح لهيبة الدولة، وتحولت دولة أمناء الشرطة إلى سرطان حقيقى لن يهدمهم هم بل سيهدم الدولة المصرية، والتى أصبحت بالفعل ضعيفة وهشة، لأننا لو كنا فى دولة قوية لفكر أمين الشرطة ألف مرة قبل أن يطلق النار على مواطن، كما حدث مع بائع الشاى فى مدينة الرحاب ومع سائق التوك توك فى الدرب الأحمر، وكلاهما قتلا على يد أمين شرطة ربما يكون مصابا بمرض نفسى، لأنه فشل فى أن يكون مواطنا عاديا، كما منعته ظروفه التعليمية من أن يكون من ضباط الشرطة.
3 - الحقيقة أنه بعد سلسلة الجرائم التى يرتكبها بعض أمناء الشرطة فإن هذه النوعية من الأمناء لا تصلح أن تكون ضباطا، والسبب طريقة تعامل هؤلاء مع المواطنين، والتى تسببت فى انهيار العلاقة بين الداخلية والمواطنين، سواء فى عهد مبارك أو مرسى أو السيسى، والكارثة أن استمرار تلك التجاوزات من بعض أمناء الشرطة تعد بالفعل مؤامرة كبرى على نظام الرئيس عبدالفتاح السيسى، خاصة وأن أى جريمة يرتكبها هؤلاء الأمناء منسوبة لدولة السيسى، وللأسف بعض هؤلاء الأمناء يطبقون طريقة حاتم فى فيلم «هى فوضى»، والذى كشف جرائم هذه الفئة التى لا ترعى الله ولا الرسول فى هذا الشعب، الذى تحول إلى حقل تجارب لكل مريض نفسى فى وزارة الداخلية، ومن لا يصدقنى عليه أن يتابع بعض حوادث بعض أمناء ورقباء الشرطة فى الفترة الأخيرة، لنكتشف أنها جرائم تعكس أن مرتكبها مريض نفسى يحتاج للعلاج وليس للتدليل، أو أن نضع رؤوسنا فى الرمال مثل النعام، فاستمرار بلطجة بعض الأمناء والرقباء وقيامهم بإطلاق الرصاص على أى إنسان ينتقدهم هو نوع من البلطجة التى يجب أن تتوقف، إما بفصل كل من يتجاوز القانون، أو تعديل القانون لكى يتم تحويل أى فرد أو ضابط من جهاز الداخلية إلى محاكمة عسكرية إذا ارتكب جريمة قتل أثناء عمله، وما قام به وزير الداخيلة ضد أمين شرطة الرحاب وقبلها أمين شرطة الدرب الأحمر تعكس خطورة جرائم هذه النوعية من الأمناء، والتى يخشى الوزير أن تؤثر على سمعة رجال الشرطة وشهدائهم.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة