يوسف وردانى

ستين سنة على تأميم قناة السويس

السبت، 28 مايو 2016 10:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تاريخ أى شعب أو مجتمع هو جذوره وبذوره الخصبة التى تزرع فى أجياله الجديدة معانى الانتماء والولاء والفخر بالأجداد، وبدون استذكار هذا التاريخ، وإيصاله رسائله الأساسية إلى النشء والشباب بصورة جذابة، فإن أحداث الوطن الكبرى تصبح مجرد سرد للأحداث، وحنين إلى الماضى فى معزل عن الحاضر ودون استشراف للمستقبل.

أقول هذه المقدمة بمناسبة أن هذا العام يشهد مرور ستين عاماً على إعلان تأميم قناة السويس فى ذكرى العيد الرابع للثورة فى 26 يوليو 1956، وانتصار مصر فى حرب السويس فى 23 ديسمبر بعد ملحمة بطولية بدأت من اليوم الأول للعدوان الثلاثى على مصر فى 29 أكتوبر، ومروراً بالدور البارز الذى لعبه الإنذار الروسى الشهير لرئيس الوزراء السوفيتى بولجانين فى 5 نوفمبر 1956 فى وقف العدوان الثلاثى الذى شنته بريطانيا وفرنسا وإسرائيل على مصر، وهى أحداث وطنية كبرى لا تخفى أهمية تذكير الشباب بها واستحضار العبر والدروس منها عن العيان.

أبرزت هذه المناسبات قيم الاستقلال الوطنى فى المجالين السياسى والاقتصادى، وإعلاء صانع القرار السياسى للمصلحة الوطنية المصرية، وهو يعمل تحت أحلك الظروف، كما دلت - ومازالت - على أهمية الدور الذى يلعبه تضافر الجيش وقوى الشعب فى اجتياز مصر للأزمات، والتصدى للقوى الدولية الكبرى التى تهدف إلى ترهيب المصريين بالضغوط السياسية ثم بالعمل العسكرى لاحقاً.

والاحتفال بهذه المناسبات ينبغى أن يكون على رأس أولويات الدولة المصرية، ولا يقتصر على الحكومة فقط، بل تشارك فيه كل مؤسسات الدولة من أحزاب ومؤسسات مجتمع مدنى وجامعات وغيرها، إدارة الشئون المعنوية بالقوات المسلحة والوزارات وهيئة قناة السويس من خلال تنظيم فعالية كبرى فى قناة السويس يحضرها الرئيس وأبرز قادة الدول التى لها علاقة بالحرب، ويقام على هامشها ندوة دولية علمية يشارك فيها خبراء وباحثين ومؤرخين من فرنسا وبريطانيا وروسيا والولايات المتحدة، ومعرض صور وحفل فنى يشير إلى استمرارية جهود التنمية التى تقوم بها الدولة فى مجال تنمية إقليم القناة، والأحزاب والهيئات الشبابية من خلال تنظيم زيارات ميدانية مباشرة لأعضائها لإقليم قناة السويس والأماكن الباقية الدالة على الانتصار، وفتح باب التسابق الثقافى والفنى بينهم عن هذه الأحداث وعلاقاتها بما تشهده مصر حالياً من تحديات، داخليا وخارجياً، وأسوة بذكرى الأحداث العالمية الكبرى، فمن الممكن أن تقوم سفاراتنا فى روسيا والمملكة المتحدة وفرنسا بتنظيم فعاليات مماثلة يتم دعوة مسئولى حكومات تلك الدول وأبرز أساتذة السياسة والتاريخ إليها.

ولا شك أن اهتمام الدولة بالاحتفال بمرور ستين سنة على ذكرى تأميم القناة هو أبلغ رسالة على تواصل تاريخ مصر وحاضرها، وأن معركة البحث عن الكرامة مازالت معركة مستمرة ينبغى أن تكون حاضرة فى عقل وقلب كل شاب مصرى.. معركة ضد أعوان الاستعمار والاستعمار بدون جنود كما ذكر الرئيس عبد الناصر فى خطابه بمناسبة تأميم قناة السويس، وضد كل المخاطر الداخلية والخارجية التى تحيق بمصر الآن.

معاون وزير الشباب والرياضة.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة