شرفت هذا الأسبوع بحضور حفل الإفطار الذى إقامته القوات المسلحة بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسى، وعلى مدى أكثر من ثلاث ساعات تقريبا قضيتها فى القاعة المخصصة للإفطار أدركت القيمة الحقيقية لمثل هذه الإفطارات وكيف أنها فرصة للتلاقى بين فئات وشخصيات متعددة فى المجتمع بعيدا عن خلافات السياسة، رأيت حالة من التقارب والحوار الإنسانى ليس فقط على المائدة الرئيسية التى جلس عليها الرئيس وبجواره المشير محمد حسين طنطاوى والقائد العام ورئيس الأركان والمستشار على منصور ورئيسا البرلمان والوزراء، وإنما على كل الموائد التى حرصت المؤسسة العسكرية على ضمان التنوع فى كل مائدة منها فجلس أحد رجال الجيش مع ضابط الشرطة مع الصحفى والنائب والمحافظ والوزير، وهو ما فتح الباب لنقاشات أخوية انتهت بتعارف أعتقد أنه سيدوم لأن مناسبته مختلفة.
أسعدنى جداً حرص القائد العام الفريق أول صدقى صبحى ومعه رئيس الأركان وقيادات القوات المسلحة على الاصطفاف لمصافحة كل من حضروا الإفطار دون استثناء وكأنهم أهل بيت يرحبون ويشكرون ضيوفه على الحضور.
تساءلت مع نفسى وأنا أتناول الفطار وسط هذا الحشد لماذا لا يصبح هذا الشهر فرصة لهذا النوع من التلاقى الاجتماعى الخالص، ولماذا لا تمتد هذه الإفطارات إلى فئات أخرى أعتقد أنها تلقى اهتماما خاصا من الرئيس وفى الوقت نفسه يلقى الرئيس حبهم واحترامهم.
تساءلت عما إذا كان ممكنا ان نجد الرئيس يتناول الإفطار مع أطباء مصر وأطفال ٥٧٣٥٧ أو داخل مركز الدكتور مجدى يعقوب بأسوان، وما المانع أن يفطر مع علماء مصر فى الجامعات والمراكز البحثية، أو نشهد حفل إفطار تقيمه وزارة الثقافة يحضره الرئيس مع مثقفى مصر ومفكريها، تخيلت لو أن هناك حفل إفطار جمع الرئيس بعساكر المرور وجنود القوات المسلحة أو أصحاب المعاشات والأمهات المعيلات، أو ان هناك إفطار يجمع رجال الأزهر والأوقاف مع قساوسة مصر، وبالطبع هناك فئات أخرى كثيرة تستحق هذا الإفطار.
قلت لنفسى إن هذا ليس صعبا ولا مستحيلا وربما يكون أسهل مما أتوقع بل ولا أظن أنه مستبعد أن نجد حفل إفطار يحضره الرئيس مع الأحزاب دون استثناء بين مؤيد أو معارض.
أو أن نجد الرئيس يتناول الإفطار فى محافظة أو أكثر من الصعيد ومثلها فى الوجه البحرى بحيث يكون إفطارا إنسانيا يجلس فيه الرئيس بين من أحبوه وانتخبوه ويصرون على مساندته مهما اختلفوا مع بعض القرارات أو ضاقوا ببعض الوزراء.
أنا هنا لا أتحدث من قبيل الخيال ولا على سبيل المزايدة على أحد وإنما لأنى أرى أمامى رئيسا لديه كل مواصفات القبول الشخصى ويمتلك رصيدا ضخما من الشعبية، وكلما تعامل مع المواطن بشكل مباشر كان تأثيره أكبر والالتفاف حوله أكثر، أرى أمامى رئيسا لا يحتاج وسيطا مع الشعب، وليس فى حاجة إلى البقاء فى خندق النخبة وحدها وإنما لديه القدرة على الانطلاق إلى مساحات أكبر بكثير، فالشارع هو مصدر قوة السيسى وبسطاء مصر وعوامها هم سنده الرئيسى لأنهم يحبونه ويدعمونه دون طمع فى مكسب أو بحث عن تقرب وإنما فقط يحلمون معه بمصر مختلفة فيها أمان واستقرار وكرامة للمواطن.
هؤلاء هم الأولى منا جميعا بالسيسى الذى يعتبرهم أهله وناسه، وهو أولى بأحضانهم المخلصة ودعواتهم البريئة، وأى محاولات لإبعاد الرئيس عن هؤلاء أيا كان مبررها ليست مقبولة، ومن يحاولون بناء حاجز بين الرئيس وأهله سواء بالشائعات ومحاولات التشويه أو تحت مبرر الدواعى الأمنية خاسرون.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة