فضائل الصوم كثيرة، والثابت منها أنه يكفر الذنوب التى بينه وبين رمضان السابق عليه.
لقوله «الصَّلَوَاتُ الْخَمْسُ وَالْجُمُعَةُ إِلَى الْجُمُعَةِ وَرَمَضَان إِلَى رَمَضَان كَفَّارَاتٌ لِمَا بَيْنَهُنَّ مَا لَمْ تُغْشَ الْكَبَائِر»، ومنها أيضا أنه يسقط الذنوب التى بعده، لقولـه صلى الله عليه وسلم، «مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ»، وكذلك تفتح فيه أبواب الجنة. لما روى عن النبى أنه قال «إِذَا جَاءَ رَمَضَانُ فُتِحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّة».
وقد اختص الله عز وجل شهر الصيام بأجر لا يجرى على قاعدة الحسنات المعروفة التى تضاعف فيها الحسنة من عشرة إلى سبعمائة ضعف، فأجر الصيام لا يعلمه إلا هو لقوله فى الحديث القدسى «كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ إلا الصِّيَامَ فَإِنَّهُ لِى وَأَنَا أَجْزِى بِهِ، وَالصِّيَامُ جُنَّة، وَإِذَا كَانَ يَوْمُ صَوْمِ أَحَدِكُمْ فَلا يَرْفُثْ وَلا يَصْخَبْ، فَإِنْ سَابَّهُ أَحَدٌ أَوْ قَاتَلَهُ فَلْيَقُلْ إِنِّى امْرُؤٌ صَائِمٌ، وَالَّذِى نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ، لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ يَفْرَحُهُمَا إِذَا أَفْطَرَ فَرِحَ، وَإِذَا لَقِىَ رَبَّهُ فَرِحَ بِصَوْمِهِ»، وإذا أخفى الأجر من كريم فهو لا شك عظيم.
كما اختص الله الصائمين بالدخول من باب الريان، تكريما وتشريفا. يقول المصطفى عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم: «إِنَّ فِى الْجَنَّةِ بَابًا يُقَالُ لَهُ الرَّيَّانُ يَدْخُلُ مِنْهُ الصَّائِمُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لَا يَدْخُلُ مِنْهُ أَحَدٌ غَيْرُهُمْ، يُقَالُ أَيْنَ الصَّائِمُونَ فَيَقُومُونَ لا يَدْخُلُ مِنْهُ أَحَدٌ غَيْرُهُمْ فَإِذَا دَخَلُوا أُغْلِقَ فَلَمْ يَدْخُلْ مِنْهُ أَحَد».
كما يمنح رب العزة الصائمين المغفرة عند نهاية صومهم لقوله. «وَيُغْفَرُ لَهُمْ فِى آخِرِ لَيْلَةٍ، قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَهِىَ لَيْلَةُ الْقَدْرِ، قَالَ: لَا، وَلَكِنَّ الْعَامِلَ إِنَّمَا يُوَفَّى أَجْرَهُ إِذَا قَضَى عَمَلَهُ»، فيه ليلة تزيد فى فضلها على ثلاثة وثمانين سنة وهى ليلة القدر التى قال عنها رب العزة «لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ»، فهى فيه على الراجح.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة