بالصور.. المنسوجات اليدوية بـ"سوهاج" تعانى الإهمال فى التسويق واختفاء صناعة الحرير.. 272 وحدة نول للصناعة بالكوثر والصناع يطالبون بتسويق المنتجات خوفا من انقراضها.. ورئيس الحى يحذر من إغلاق الوحدات

الجمعة، 24 يونيو 2016 07:55 م
بالصور.. المنسوجات اليدوية بـ"سوهاج" تعانى الإهمال فى التسويق واختفاء صناعة الحرير.. 272 وحدة نول للصناعة بالكوثر والصناع يطالبون بتسويق المنتجات خوفا من انقراضها.. ورئيس الحى يحذر من إغلاق الوحدات جانب من الاعمال اليدوية
سوهاج – عمرو خلف – تصوير حسين طلال

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تعتبر صناعة المنسوجات اليدوية والحرير بمركز أخميم بمحافظة سوهاج، من أقدم الصناعات التى تشتهر بها المحافظة، منذ سنوات طويلة جعلها من أفضل المحافظات تقدما، وخاصة صناعة المفروشات، ولكن جاءت الرياح بما لا تشتهى السفن وعلى مدار السنوات بدات صناعة الحرير تختفى تماما، بل ولم تلق صناعة المنسوجات اهتماما كبيرا من المسئولين بالمحافظة، مما جعل صناعة المنسوجات اليدوية تقل تدريجيا رغم وجود قرية كاملة فى مركز أخميم لصناعة المنسوجات اليدوية تسمى "قرية النساجين" بحى الكوثر .

انتقل "اليوم السابع" إلى قرية النساجين بحى الكوثر بمركز أخميم وتحدث مع أصحاب الصناعات هناك للتعرف منهم على مشاكل الصناعة اليدوية حاليا وما يعانيه العمال حيث قال فى البداية محمد حمدان الدقيشى رئيس مجلس أمناء مؤسسة الفراعنة والتابعة لمديرية التضامن الاجتناعى بسوهاج، أن فكرة إنشاء قرية النساجين بحى الكوثر كانت عام 1995، بعدما اندثرت صناعة النسيج اليدوى والتى تعانى الإهمال واتجهت محافظة سوهاج بالتعاون مع البنك الدولى لإنشاء قرية النساجين الأولى بحى الكوثر لنقل الراغبين فى الاستمرار فى صناعة النسيج فى هذه القرية وعلى مدى 20 عاما، لم تتقدم هذه القرية بالشكل التنموى لإهمال المحافظة لها، ولعدم متابعة المشروع مما أدى إلى عشوائية القرية وانحدار مستواها وسوء الخدمات للمقيمين بها .
كما تم إنشاء قرية أخرى عام 2005 بشكل أكثر تطورا من القرية الأولى على بعد 3 كيلو مترات منها ولكن أهملت الأسر المقيمة بالقرية الثانية كثيرا لإحياء الصناعة ونقلها من المنازل بقرار من المحافظة والبنك الدولى، وكان المسكن فيها بنظام التمليك لكى تتوسع القرية الأولى ولكن البعض لم يكن لديه رأس المال فاضطروا إلى العيش فى هذه الوحدات كمكان للسكن وليس للعمل.

ويضيف الدقيشى أن عدد الوحدات فى القرية الأولى 150 وحدة نول، وتتكون من غرفتين وصالة بالإضافة إلى النول، اما القرية الثانية عددها 122 وحدة نول بها مكان للسكن عبارة عن غرفتين وصالة ومكان منفصل للنول، وهى على بعد 3 كيلومترات عن القرية الأولى.
وأكد الدقيشى أنه نظرا للصعوبات التى كانت تواجه الصناعة فأصبح الصناع يعملون بنسبة لاتتعدى 30%، وتحول سكان القريتين إلى تجمعات سكنية ليس لديها القدره على العمل بما يفى باحتياجاتهم اليومية والكثير لايملك دفع الإيجار فى القرية الأولى تتراوح من 50 إلى 60 جنيها فى الشهر، وبالنسبة للقرية الثانية وصل قيمة القسط الشهرى من 215 إلى 300 جنيه.
ويضيف الدقيشى أنه تم وضع خطة عن طريق المحافظة وبمشاركة كل المعنيين بهذه الصناعة وتطويرها من قطاع التعليم الفنى بالتربية والتعليم ورئاسة حى الكوثر والثانوية النسيجية بحى الكوثر ومركز تحديث الصناعة، لوضع برنامج للنهوض بهذه الصناعة وتطويرها بالاضافة إلى قيام مؤسسة الفراعنة بعمل مبادرة تحت أشراف وزارة التضامن الاجتماعى لتدريب 1000 شخص على صناعة المنسوجات اليدوية .

ويطالب الدقيشى المسئولين بالمحافظة بالاهتمام بتوفير حضانة ووحدة صحية ومجمع استهلاكى فى القريتين، وتشغيل النول الخاص بالنسيج .

ويضيف علاء الدين محمود مدير التسويق الخارجى بمؤسسة الفراعنة بحى الكوثر أن عدد من الأسر التى كانت تعمل فى صناعة النسيج اليدوى بأخميم يتراوح من 50 إلى 75 أسرة، فيما استغل المكان كمسكن إيواء 50 أسرة أخرى وأن عددا من الأسر التى استغلت المكان للمتاجرة فى العقار لتأجيره للغير أو غلقه وبقائه للبيع بأعلى سعر فى المستقبل يتراوح عددهم من 100 إلى 120 وحدة.
ويؤكد علاء أن هناك سوء فى الخدمات فى القريتين، حيث لاتوجد أى خدمات صحية أو اجتماعية أو تعليمية داخل القريتين، كما أن أقرب مكان للخدمات الصحية هو مستشفى أخميم على بعد 8 كيلو، والمركز الطبى على بعد 2 كيلو عن القرية الأولى وهو لا يعمل.

فيما يقول بكر السيد بخيب مدير مشروع القروض للأسر المنتجة بمؤسسة الفراعنة، أن هناك عدة مشاكل يعانى منها الصناع وهى عدم وجدود أنوال فى عدد كبير من الوحدات يصل إلى 120 نولا، نظرا لعدم قدرة تلك الأسر على توفير قيمة النول الذى يتم التصنيع عليه، وطبقا للدراسة بأن قيمة النول تتراوح ما بين 3000 إلى 5000 جنيه، وكذلك عدم رغبة بعض الأسر التى لاتعمل فى النسيج فى الدخول فى هذه الصناعة لعدم معرفتها بالعمل، وعدم وجود خدمات فى القريتين، ويؤدى إلى إصابة عدد كبير من تلك الأسر بحالة من اليأس لعدم الثقة فى أجهزة الدولة.

كما أن عدم وجود حضانة أو مركز صحى أو وحدة صحية يؤثر تأثير مباشرا على إهمال الأطفال والسيدات لأبسط القواعد الصحية والقانونية وعدم وجود محلات تجارية أو مجمعات استهلاكية، لتسهيل عملية الحصول على الاحتياجات اليومية من ماكل ومشرب وملبس، وعدم الاهتمام بالنظافة والتشجير بهاتين القريتين، ما يؤدى إلى تأخر المستوى الحضارى للقريتين والنزول لمستوى العشوائيات.

وعدم وجود الخبرة والتوعية لدى الأسر مما يعوض استمرارها فى عملية التطوير والارتقاء بالمهنة والحفاظ على هذه الصناعة التى يرجع تاريخها لى عهد الفراعنة، كما أن عدم الفصل بين الإنتاج والتسويق، مما يؤدى إلى عدم قدرة هذه الأسر على تسويق منتجاتهم بالشكل الذى يتناسب مع المنتجات اليدوية والحرفية.
وأيضا عدم الاهتمام بالأنشطة التنموية والاقتصادية والاجتماعية لهاتين القريتين بالرغم من وجودهم بالقرب من المناطق الصناعية بحى الكوثر.
فيما يقول ثروت كامل جبرة من قدامى النساجين بالقرية أنه يعمل فى القرية منذ 20 عاما وقد ورث المهنة أبا عن جد وترك منزله فى أخميم ليوسع فى العمل والإنتاج فى قرية النساجين، وبالرغم من أن لديه 2 من أولاده المعاقين إلا أنه حرص على تشغيلهم فى هذه الصناعة حتى لا يكونوا عبئا على الدولة .
وأوضح أنه خرج حاليا خرج إلى سن التقاعد وأصبح يصرف معاشا من التأمينات الاجتماعية، حيث إنه كان من ضمن الأفراد الذين وافقوا على المشاركة فى التأمينات .

وقال إن العمل فى النسيج مهنة سهلة ولا يواجه أى صعوبات ولكن تواجهه مشكلة ارتفاع أسعار الخامات وغلاء المعيشة، ما أدى إلى عزوف الشباب عن العمل فى المهنة والبحث وراء العمل فى مشروع التوك توك الذى يدر دخلا كبيرا على الشباب .

ويضيف محمود إبراهيم من عمال النسيج أن تبلغ مصنوعية العامل يوميا من 60 جنيها إلى 120 جنيها، حسب قدرته على الانتاج والعمل، وأكد أن الصناعة فى طريقها إلى الزوال لعدم اهتمام المسئولين بها مطالبا بفتح معارض دائ مة لتسويق هذا المنتج المهم وتطويره بالشكل الذى يتلائم مع المنافسة العالمية فى عالم المفروشات .

ومن جانبه قال حازم أبو الخير رئيس حى الكوثر بمحافظة سوهاج إن مشاكل الصناعات اليدوية تكمن فقط فى التسويق، وقام الدكتور أيمن عبد المنعم محافظ سوهاج بإقامة معرض صنع فى سوهاج منذ فترة لتسويق المنتجات مطالبا وزارة الصناعة والتجارة بتسويق منتجات المنسوجات اليدوية وإقامة معارض والترويج لها .

وأضاف رئيس حى الكوثر أن هناك وحدة صحية فى قرية النساجين بوار معهد الخدمة الاجتماعية لخدمة أهالى المنطقة وتمارس نشاطها الطبى دون أدنى مشاكل .
وأكد رئيس الحى على إغلاق عدد من الوحدات فى القريتين فى حالة تأجيرهما من قبل أصحابها أو إغلاقها تماما وعدم ممارسة نشاطها فى صناعة المنسوجات اليدوية، وأشار إلى أن هناك وفود سياحية تزور القريتين لتعرف على أهم الصناعات التى تنتجها محافظة سوهاج .




المنسوجات اليدوية بسوهاج (1)
أحد صناع المنسوجات اليدوية


المنسوجات اليدوية بسوهاج (2)
الصانع أثناء عمل المنسوجات


المنسوجات اليدوية بسوهاج (3)
النول


المنسوجات اليدوية بسوهاج (4)
الأدوات الخاصة بالمنسوجات اليدوية


المنسوجات اليدوية بسوهاج (5)
الثقالة الموجودة فى آخر النول


المنسوجات اليدوية بسوهاج (6)
الصانع أثناء وضع الخيط فى أدوات النول للتصنيع


المنسوجات اليدوية بسوهاج (7)
الأدوات الخاصة بالنول


المنسوجات اليدوية بسوهاج (8)
معرض المنسوجات اليدوية


المنسوجات اليدوية بسوهاج (9)
أحد العاملين يعرض أحد المنتجات


المنسوجات اليدوية بسوهاج (10)
منتج آخر داخل المعرض بقرية النساجين


المنسوجات اليدوية بسوهاج (11)
منتجات سوهاج داخل المعرض بحى الكوثر


المنسوجات اليدوية بسوهاج (12)
أصناف عديدة من المنتجات داخل المعرض






موضوعات متعلقة..



محافظ سوهاج يعلن عن مبادرة لتشغيل الشباب بمشروع "العربة الذكية"









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة