فؤاد ياسر عامر يكتب: كلية طب.. التقدير خسرنا كتير!

الجمعة، 19 أغسطس 2016 10:00 م
فؤاد ياسر عامر يكتب: كلية طب.. التقدير خسرنا كتير! دكاتره - أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا أشفق على أحد أكثر ممن يلتحقون بكلية الطب، وهل يستحق سواهم الإشفاق؟! بالطبع لا أخبرك بأن تتركها أو ألا تدخلها - وليس هذا سبب الإشفاق - فأنا بها أصلًا، ولكن المشكلة أنك تدخلها مفعمًا بالأمل والتفاؤل الذى سيخدعك بالطبع فى النهاية، كما يقول المثل لا تضع آمالًا كثيرة على الشىء حتى لا تنخدع، أظن الشئ الذين يقصدونه هاهنا هو كلية الطب. 
 
ناهيك عن المواد التى ندرسها فهى قليلة جدًا أربعة مواد كل سنة حتى الرابعة، ومادتين فقط فى السنتين الخامسة والسادسة، فلا تخف كثيرًا من المواد، وخذ برأى أحد أصدقائى فى كلية التجارة بأنهم يدرسون حوالى أربعة عشرة مادة فى السنه الواحدة، فياله من شىء صعب !
 
و ناهيك عن عدد السنوات السبعة، آسف، أقصد السبعة التى ندرسها بداخل الكلية دعنا من السبعة التى بخارجها الآن. وناهيك عن بدل العدوى القليل نسبيًا.
 
ناهيك أيضًا عن الدراسة ومحتواها فهى سهلة جدًا، يكفى أن تذاكر مادة (الكيمياء الحيوية) على إحدى شواطئ الساحل الشمالى ليلًا فيالها من مادة ممتعة! ومابالك بلحظة دخولك المشرحة بالبالطو الأبيض وانت تمسك بالمشرط كى تفتح بطن الجثة مشرحًا إياها؛ لترينا مابداخلها - هذا فى السنة الأولى بالطبع - ونحن ننبهر ! 
 
وناهيك عن فتيات كلية الطب، فأنا أعرف أن الفتيات الجميلات غالبا لا يفضلن دخول كلية الطب ولكننى - وإن كنت أريد اللطف منهن قليلًا - لا أهتم. عش بدراستك وهدفك فقط وحينما يأتى وقت الزواج - وهذا إن أتى - تزوج بفتيات من خارجها. 
 
اترك كل مايقولون عن الكلية وراء ظهرك الآن واذهب لعمل كوبٍ من القهوة السادة وتخيل معى.. هلّا أتيت؟ 
 
تخيل أنك بداخل ذلك المكان، وتطير فى الهواء ومعك حارسان بالطائرة المتجهة إلى بريطانيا والتى تسير بسرعة كبيرة، ها قد وصلت، تنزل منها آخر واحدٍ وأنت تنظر لكتفك نظرة فخر مستخدمًا عضلات العين التى تحفظها منذ السنة الثانية بدرس الأناتومى بالطبع! وهنا يظهر رئيس الوزراء البريطانى تحت الطائرة منتظرًا إياك وهو متوسل لأن تسرع بالقيام بالعملية لإبنته التى تحتضر، تلبس البالطو، تمسك المشرط مرة ثانية، وتطلب من الوزير بلهجتك الأجنبية التى تعلمتها مع اللغتين الآخرين: 
- Get the hell out of the location. - Now!
 
ثم ها أنت تفعلها، فتستفيق الفتاة ذات الستة عشرة عامًا وتحتضنك، ويالجمال البريطانيات فى أحضانهن! ثم يأتى الوزير ويشكرك لأنك لم تؤخر له الطلب وأتيت من مصر (عين شمس) سريعًا؛ کى تفعل ما لن یستطيع الأطباء البريطانيين فعله، ثم يطلب منك أن تأتى فى زيارة الإسبوع التالى للحفل الذى أُعد لك بحضور الرئيس البريطانى. 
 
و يأتى اليوم المنتظر، لتتسلم وسام الاستحقاق البريطانى (Order of merit). وها أنت الآن فخرٌ لمصر وللعالم. 
 
ادخل كلية الطب يا صديقى كى تكون هكذا، ولا تفكر فى أن مرتبك سيكون 273 جنيهًا، لأنه يزداد عامًا بعد عام، فقد كان 270 فقط منذ ثلاث سنوات. 
 
و تذكر أنك يمكن أن تصبح مثل د. مجدى يعقوب، ودعنى أخبرك بقصتك فى الكلية لتكون د. مجدى يعقوب. 
 
فى السنة الأولى ستخرج ناجحًا لأنك كنت تملك الهمة العالية والأمل والحلم، ولذلك ستحصل على تقدير (مقبول) ثم بعد الحزن يومين ستحدث نفسك قائلًا: 
- لن أيأس ( فمجدى يعقوب) - دون أن تضيف حرف الدال قبل إسمه - تخرّج من الكلية بتقدير عام ( مقبول ) غير أنه خرج بمادةٍ وأنا ناجحٌ تمامًا.
 
ثم تأتى السنة الثانية وتقل الهمة قليلًا فتخرج بمادةٍ فى الدور الثاني، بعد الحزن القليل ستحدث نفسك قائِلًا: 
- وهاهى المادة التى خرج بها (يعقوب) من الواضح جدًا أننى سأكون مثله. وتهلل كثيرًا لأنك تسير على هذا النهج. 
 
ثم تأتى السنة الثالثة - التى هى أسهل سنوات الكلية - فتكبر قليلًا ويكبر مستوى تفكيرك وتدرك كم التنمية البشرية التى كنت تسير على نهجها فى السنتين السابقتين، وهنا تقرر إلغاء فكرة (المجدى يعقوب) ثم تبدأ من جديد لتخرج بامتياز أو جيد جدًا للسنوات الآتية ذلك ليس لأنك لغيت الفكرة بل لأن السنوات الآتية سهلة بالطبع! 
~~
الخلاصة:
دعك من هذا الذى قلت، وإن كان أغلبه حقيقيا، وادخلها وتحمل دخولك إياها، فأنت قوى جدًا لتثبت أنك غير أولئك المحبطين، وأنت جدير لأن تضيف عليها. ضع هذا الهدف أمامك. وتذكر "إن لم تزد على الدنيا فأنت زائد عليها ".. وأظننى لا أحتاج لأن أطلب منكم أن (تُعکِسوا) كل هذه السخرية فى المقال عدا جزء فتيات كلية الطب بالطبع !









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة