شيخ الأزهر خلال ملتقى الشباب المسيحى والمسلم: ثقتى فيكم قوية.. ويؤكد: الإسلام يوجه بالانفتاح على أتباع موسى وعيسى إلى درجة المصاهرة.. ويبرأ من نشر عقيدته بقوة السلاح أو المال

الأحد، 21 أغسطس 2016 12:25 م
شيخ الأزهر خلال ملتقى الشباب المسيحى والمسلم: ثقتى فيكم قوية.. ويؤكد: الإسلام يوجه بالانفتاح على أتباع موسى وعيسى إلى درجة المصاهرة.. ويبرأ من نشر عقيدته بقوة السلاح أو المال الدكتور احمد الطيب شيخ الازهر
كتب لؤى على

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قال الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، إن رسالة الأزهر تبين أن الأديان السماوية وآخرها الإسلام تؤكد تكريم الإنسان واحترامه وتحرم سفك دماء الأبرياء أو العدوان عليهم أو ترويعهم، وأن شيئا من ذلك فى ميزان الإسلام هو جريمة كبرى، وإفساد فى الأرض يأمر الشرع الحنيف بالتصدى له، وحفظ المجتمع من آثاره المدمرة.

 

وأضاف الطيب، فى كلمته خلال لقائه شباب الملتقى الدولى الأول المسيحى والمسلم، بمشيخة الأزهر، اليوم الأحد، فى ختام أيام الملتقى والذى عقد على مدار ثلاثة أيام، أن علاقة الناس والشعوب بعضها ببعض فى نصوص القرآن الواضحة بل الشديدة الوضوح هى علاقة التعارف والتعاون والتآخى وتبادل المصالح والمنافع من أجل حياة الإنسان وإعمار الأرض، مشيرا إلى أنه لا مكان فى فلسفة الإسلام الاجتماعية لعلاقات الصراع والهيمنة الاقتصادية والثقافية والعسكرية بين الأمم والشعوب، لأن منطق القرآن والإسلام يقوم على تقرير حقيقة ملموسة ومشاهدة وهى أن الله خلق الناس مختلفين فى عقائدهم وأديانهم وألوانهم ولغاتهم حتى فى بصمات أصابعهم.

 

وأكد الإمام الأكبر أنه من المستحيل أن يحشد الناس فى عقيدة واحدة أو دين واحد أو ثقافة واحدة وأن أية محاولة من هذا القبيل محكوم عليها بالفشل الذريع لأنها تسبح ضد إرادة الله تعالى ومشيئته فى خلقه.

 

 

 

وأشار شيخ الأزهر إلى أن الإسلام وإن كان هو خاتم الأديان السماوية فإنه يعد مكملا ومتمما لرسالات الله فى الأرض، وهو يؤمن بالدين الذى أنزل من قبله على إبراهيم وموسى وعيسى عليهم السلام، ويصدق بصحف إبراهيم، وتوراة موسى، وإنجيل عيسى، كما يصدق بالقرآن الكريم من غير فرق.

 

وأوضح الإمام أن الإسلام يوجه أتباعه إلى الانفتاح على أتباع موسى وعيسى عليهما السلام إلى درجة الزواج والمصاهرة وعلاقة البر والمودة والرحمة، كما أمرهم الإسلام بذلك، متابعا أن القرآن يقرر أن الله جعل فى قلوب أتباع عيسى عليه السلام رأفة ورحمة إلى يوم القيامة.

 

وتابع الطيب أن الدعوة إلى الله فى دين الإسلام محددة بطريق الحكمة والحوار الهادئ الذى لا يجرح الآخر ولا يسىء إليه أو إلى عقيدته، ويتبرأ الإسلام فى نشر عقيدته من قوة السلاح أو الإكراه أو الضغوط أيا كان نوعها حتى لو كانت ضغوطا فى شكل إغراء بالمال أو الجاه أو شراء القلوب والعقول، لأنه كما يقرر القرآن "لا إكراه فى الدين"، كما يقرر: "فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر".

 

وقال إن دور نبى الإسلام كما حدده له القرآن الكريم وهو دور المبلغ والموضح لطريق الله، وأنه لا يسيطر على الناس، ولا يكرههم، وإنما يدعهم لله بعد أن يبين لهم طريق الحق وطريق الضلال، قال تعالى "إن عليك إلا البلاغ"، "لست عليهم بمسيطر"، "أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين".

 

وأضاف أن الناس بالنسبة للمسلم إما أخ فى الدين أو نظير فى الإنسانية، وأن المسلم فيما يقرر نبى الإسلام هو من سلم الناس من لسانه ويده، أى هو من يسالم الناس، أى لا يلحق بهم أذى لا بلسانه ولا بيده، ويحرم الإسلام إلحاق الأذى بأبناء الأديان السماوية بوجه خاص، لدرجة أن الذى يفعل ذلك من المسلمين يكون خصما لنبى الإسلام يوم القيامة، كما يتبرأ الله ورسوله منه فى الدنيا والآخرة.

 

ووجه شيخ الأزهر رسالة إلى الشباب قائلا: أيها الشباب المسلم، أيها الشباب المسيحى ثقتى فيكم بعد الله قوية وأملى كبير فى براءة فطرتكم، وصفاء نفوسكم ونقاء عقولكم، وتحرركم من مواريث قديمة، كبلت كثيرا من جيلنا أن يؤدى واجبه فى نشر ثقافة السلام وإطفاء نيران الحروب التى يروح ضحيتها كل يوم آلاف الآلاف من البشر دون ذنب أو جريمة، ويدفع معهم الفقراء والبؤساء والمرضى والأطفال والنساء ثمنا باهظا من أرواحهم ودمائهم فى حروب لا ناقة لهم فيها ولا جمل، لم يؤخذ رأيهم فى إشعالها، وإنما تفرض عليهم فرضا، بقرارات عبثية لا تقر بحق الحياة للفقراء والمستضعفين فى الأرض، فعليكم أن تحاربوا الأفكار الهدامة الداعية للصراع والعنف والكراهية، وثقتى غير محدودة فى شبابكم وحماسكم الوثاب ووعيكم المتألق، أن تكونوا سفراء سلام ورحمة وتعاون بين الشعوب، وأن تكون قضيتكم الأولى هى كيف تصنعون عالما جديدا لا مكان فيه للدماء ولا للفقر ولا للمرض والجهل، والأزهر على استعداد تام لأن يدعمكم بكل ما يملك من جهد وطاقة، فهذه هى رسالته وأنتم جميعا أبناؤه فى حمل هذه الرسالة وتلبيغها.

 

يذكر أن فعاليات الملتقى بدأت يوم الجمعة بحضور الدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر، والدكتور إبراهيم الهدهد، رئيس جامعة الأزهر، والسفير موسى عبد الرحمن، مستشار شيخ الأزهر، حيث بدأ استقبال الوفود المشاركة يوم الخميس وقام الشباب المسلم بأداء صلاة الجمعة بالجامع الأزهر الشريف، أعقبها زيارة إلى حديقة الأزهر.

 

ويشارك فى الملتقى 40 شابا وفتاة تحت سن 30 عاما، مقسمين بين الأزهر ومجلس الكنائس العالمى، ويمثلون حوالى 15 جنسية مختلفة من أوروبا وإفريقيا ودول الشرق الأوسط.

 

ويشهد ثالث أيام الملتقى اليوم الأحد، لقاء الإمام الأكبر الشباب المسلم المسيحى فى جلسة تستمر ساعتين، يعقبها زيارة لجامعة الدول العربية، فيما يكون البيان الختامى فى الرابعة والنصف، على أن يلتقى الشباب البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقصية فى السابعة مساءً.


شيخ الأزهر خلال لقاء شباب الملتقى الدولى الأول المسيحى والمسلم

الأمام الأكبر أكد على وسطية الإسلام

الملتقى دعا للتسامح

الإمام الأكبر بعث بعدة رسائل خلال الملتقى

دعا الشباب للالتزام بقيم الإسلام السمحة

 


شيخ الأزهر حذر من التطرف 

 










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة