أصبحت المدارس الحديثة ـ فى الآونة الأخيرة - لا تهتم بـ"اللغة العربية"، ولا توجد على قائمة أولوياتها، مما أدى إلى تراجع مستوى اللغة وأصبح من الطبيعى أن تجد خريج هذه المدارس ضعيفا فى الإملاء ولا يكتبون جملة عربية صحيحة.
قال الشاعر الكبير أحمد عبد المعطى حجازى: "إن سبب تراجع مستوى اللغة العربية بالمدارس الدولية، يرجع إلى فساد التعليم بمصر، وتراجع الروح الوطنية التى كانت وراء جلائل العمال خصوصا فى النصف الأول من القرن الماضى".
وأوضح أحمد عبد المعطى حجازى، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع": "نحن نتحدث عن الفترة التى كان يوجد فيها الكاتب الكبير طه حسين الذى كان يحفظ القرآن فى الكُتَّاب، وتلقى دروسه على أيدى معلمين لديهم ضمير"، لافتا إلى أن القرن الـ19 مرت على مصر أحداث كثيرة بداية من محمد على باشا وحتى ثورة عرابى، وما حدث نتيجة الاحتلال البريطانى وطرد الاحتلال، وكل هذه الأحداث أشعلت الروح الوطنية، ورفعت الروح المعنوية.
وأكد أحمد عبد المعطى حجازى، أنه خلال القرن الـ19 كان لدى المعلمين ضمير يعود له الفضل وكان الضمير موجودا فى كل الأعمال والأنشطة، فكان هناك من يحفظ القرآن والمدرس لديه ضمير، وفى ظل تراجع الأداء أصبحت المدرسة المصرية عاجزة على أن تنشئ أجيالا جديدة من المثقفين والعلماء، حتى ملامح المدارس قديما تساعد على التعليم الجيد، حيث كانت لكل مدرسة ملعب وحديقة ومسرح ومطعم، والآن أصبحت المدارس "مقلب للقمامة"، ولذلك أغلب خريجى المدارس الحديثة لا يتحدثون العربية بالطريقة الصحيحة.
وفى السياق ذاته، قال الشاعر إبراهيم أبو سنة: "إن مصر أخرجت أعلاما مصرية استطاعوا أن يبرزوا من خلال منظومة التعليم بفترة الخمسينيات"، موضحا أن السبب وراء إبراز تلك الشخصيات المصرية هى تمتعهم بالموهبة الشخصية والذكاء والإصرار والعزم والطموح.
وأوضح "أبو سنة"، أن منظومة التعليم قديما كان يتواجد بها طلاب يحرصون على القراءة الحرة، إضافة إلى هذا فالمنظومة كانت تهتم بالمواهب الأدبية والفنية فى مجال الشعر والقصة والخطاب، كما كانت المدارس تعد برنامجا للقراءة وتزود المكتبات المدرسية بأفضل الكتب، وكانت تقيم العديد من المسابقات الثقافية لتحقيق النبوغ وإظهار الموهوبين.
وتابع "أبو سنة" أن منظمة التعليم تعرضت للعديد من الهزات وكانت أخطارها الهزة الكبير التى حدثت عام 1967، والتى ترتب عليها إحداث خلل تعليمى وربما ثقافى. وأضاف "أبو سنة" أنه على المنظمة التعليمة الحالية الاهتمام بمواهب الطلاب، وإيجاد مدرس صاحب قدرة ويقظة وموهبة فى الاقتراب من الطلاب، وتوفير وسائل ثقافية تكن متاحة أمام الطلاب بسهولة.
وأشار "أبو سنة" إلى أن وزارة التربية والتعليم عليها إعادة التفكير فى الاستفادة من المثقفين والأدباء لوضع المناهج الدراسية المناسبة للتلاميذ والطلاب، حيث لا يمكننا الإغفال عن أن من وضع أفضل المقررات الدراسية كانت الكاتب الكبير طه حسين.
كما قال الكاتب صلاح عيسى: "إن التعليم رغبة من المتعلم نفسه، فعلى الرغم من وصول الكاتب والأديب طه حسين إلى أعلى المناصب التعليمية والثقافية إلا أنه واجه صعوبات فى التعليم الأزهرى، وقرر أن يتركه ليذهب إلى الجامعة، لذلك فالصعوبات متواجدة فى كل عصر فمن يريد العلم سيحصل عليه".
وتابع "عيسى": "من الضرورى توفير إمكانيات مالية لتطوير منظومة التعليم، حتى يصبح لدى المتعلم رغبة قوية فى التعليم"، مضيفا أنه لا بد من الإعلاء بقيم التعليم لخلق روح الانتماء الثقافية الوطنية.
ومن جانبه، قال الخبير التربوى سالم الرفاعى: "إن وزارة التربية والتعليم تحاول معالجة هذه المشكلة من خلال تفعيل مشروع (القرائية) الذى يهدف لتقوية الكتابة والقراءة لدى كل الطلاب على مستوى الجمهورية"، مشيراً إلى أن هذا المشروع يفعل ببداية العام الدراسى حتى نهايته.
وتابع سالم الرفاعى، أن هناك سببا وراء ضعف القراءة والكتابة لدى مختلف الطلاب، وهو اعتماد مرحلة الحضانة و"الكى جى" على تفعيل الأنشطة والابتعاد عن ممارسة عملية القراءة والكتابة، مضيفا أن استخدام التلاميذ فى سن مبكر للغة "الفرانكو عربى" أدى إلى تدهور اللغة العربية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة