ماذا ينتظر الشرق الأوسط من الرئيس الجديد لأمريكا؟.. هيلارى كلينتون تواصل تنفيذ مشروع الفوضى الخلاقة بالمنطقة.. ترامب يعلن الحرب على التطرف ويتوعد المهاجرين.. ومستقبل أسود للفلسطينيين والسوريين

الأحد، 04 سبتمبر 2016 04:00 م
ماذا ينتظر الشرق الأوسط من الرئيس الجديد لأمريكا؟.. هيلارى كلينتون تواصل تنفيذ مشروع الفوضى الخلاقة بالمنطقة.. ترامب يعلن الحرب على التطرف ويتوعد المهاجرين.. ومستقبل أسود للفلسطينيين والسوريين هيلارى كلينتون وترامب
تحليل يكتبه: صابر حسين

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يترقب العالم إجراء الانتخابات الأمريكية، المقرر لها بعد عدة أسابيع، والتى انحصرت المنافسة فيها بين هيلارى كلينتون، زوجة الرئيس الأمريكى الأسبق بيل كلينتون ووزيرة الخارجية فى عهد أوباما، والمرشح المثير للجدل دونالد ترامب.
 
وفى الوقت الذى تظهر كلينتون أكثر عقلانية وتحظى بدعم عدد من رؤساء الدول الكبرى، يبدو منافسها الجمهورى أكثر تهوراً بتصريحاته المثيرة للجدل والمحرضة ضد المسلمين، ما يساعد على إكساب أمريكا مزيداً من العداوات وخسارتها للعديد من حلفائها، فضلاً عن زيادة موجة العنف والتطرف، الأمر الذى يثير مخاوف المجتمع الأمريكى على مستقبل بلاده، كما يترقب رؤساء دول الشرق الأوسط للأوضاع وما ستسفر عنه نتائج تلك الانتخابات وتأثيرها على السياسة الخارجية للولايات المتحدة، خاصة المتعلقة بالشرق الأوسط.
 
وبعد الوعود الرنانة والكلمات "المعسولة" التى أطلقها باراك أوباما، أثناء ترشحه لانتخابات الرئاسة الأمريكية، قبل ثمانى سنوات، ولم ينفذ منها شيئاً، وأبرزها خطابه بجامعة القاهرة فى يوليو 2009، والذى أكد خلاله أنه سيفتح صفحة جديدة ومصالحة العالم العربى والإسلامى وتحقيق سلام عادل وشامل بمنطقة الشرق الأوسط، ومحاولة تحسين العلاقات التى دمرها بوش الابن عقب غزو العراق.
 
فى تلك الفترة، من 2009 ـ 2013، فرضت هيلارى كلينتون، وزير خارجية أوباما، نفسها بقوة، وواصلت تنفيذ المشروع الذى بدأته سابقتها "كوندليزا رايز" تحت مسمى نظرية "الفوضى الخلاقة"، وكيفية انتقال الدول العربية والإسلامية من الديكتاتورية إلى الديمقراطية، ولجوء الولايات المتحدة إلى سياسة نشر الفوضى فى الشرق الأوسط لتحقيق مشروعها، ما يتطلب وصول المجتمع إلى أقصى درجات الفوضى، المتمثلة فى العنف وإشاعة الرعب والفوضى، لإعادة بنائه بهوية جديدة، وهو ما استكملته هيلارى وحقق نجاحاً كبيراً، لاسيما فى مصر وليبيا والعراق واليمن، وقوبل بمقاومة عنيفة فى سوريا، خاصة بعد تحالف بشار الأسد مع روسيا وإيران.
 
هنا يطرح البعض عدة تساؤلات أبرزها، ماذا ينتظر الشرق الأوسط من الرئيس الأمريكى الجديد، وهل تتغير سياساته تجاه المنطقة أم يكون صورة من سابقيه، خاصة بعد تغير الأنظمة واختلاف الحكومات؟.
 
إذا نظرنا إلى برنامج هيلارى كلينتون الانتخابى فيما يخص الشرق الأوسط ورؤيتها للتعامل مع قضايا، تجدها محصورة فى عدة ملفات، أبرزها تنظيم داعش الإرهابى فى سوريا والعراق، والذى تؤكد مرشحة الحزب الديمقراطى ضرورة القضاء عليه عسكرياً، ما يتطلب تكثيف أمريكا تدخلاتها العسكرية وضرباتها الجوية لجميع حصون ومواقع التنظيم المسلح وقطع كافة التمويلات الخارجية عن أعضائه.
 

"القضية الفلسطينية"

ولم تخفِ هيلارى انحيازها للوبى الصهيونى لما يمثله من قوة فى صنع القرار داخل البيت الأبيض، وهو ما ترجمته فى تصريحاتها حول رفضها وقف المستوطنات كشرط لاستئناف المحادثات الإسرائيلية الفلسطينية، بل أيدت فى تصريحات أخرى إسرائيل فى توسعاتها الاستيطانية، كما لعبت دوراً كبيراً عقب اندلاع ثورات الربيع العربى، تلك الفترة الأكثر اشتعالا فى الشرق الأوسط، خاصة بمصر، والتى وصفها أوباما بأنها اضطرابات أدت إلى فوضى عارمة، قبل أن يتحول الموقف الأمريكى للتخلى عن مبارك ودعم وصول الإخوان للحكم، وهو ما حاولت هيلارى الدفاع عنه فى مذكراتها التى صدرت مؤخراً تحت عنوان "خيارات صعبة"، وتطورت الأوضاع بسقوط الإخوان واتخاذ واشنطن موقفاً معادياً لمصر بعد 30 يونيو.
 
كما وضح فى برنامج كلينتون تجاهل القضية الفلسطينية، حيث ركزت المرشحة الديمقراطية على الحفاظ على أمن إسرائيل، خاصة فيما يتعلق بالتعامل مع البرنامج النووى الإيرانى، مشيرة إلى أنه يساعد على تعزيز أمن الولايات المتحدة وإسرائيل معاً، مشددة فى الوقت نفسه على أن منطقة الخليج شريك مهم للولايات المتحدة من النواحى الأمنية والتجارية والدفاعية.
 

"الأزمة السورية"

وفى الأزمة السورية أكدت كلينتون تمسكها بنفس سياسة أوباما، بضرورة رحيل الأسد وانتقال الحكم إلى حكومة منتخبة، مؤكدة رفضها بقاء رئيس فقد شرعيته، على حد وصفها، بالإضافة رفض إرسال قوات عسكرية أمريكية كبيرة لمحاربة "داعش" فى سوريا والعراق، مفضلة الاعتماد على حلفائها بالدول العربية والأكراد، لتنفيذ عملياتها العسكرية ضد التنظيم دون أن تفقد جندياً واحداً من القوات الأمريكية، فضلاً عن تكثيف الضربات الجوية لتدمير جميع حصونه.
 

"أزمة اللاجئين"

أما ملف اللاجئين فأكدت هيلارى، فى برنامجها، على ضرورة توفير مناطق آمنة للاجئين تمكنهم من البقاء فى بلادهم وتحميهم فى الوقت نفسه من بطش التنظيم المسلح، فضلاً عن تأكيدها دعم بلادها لاستضافة لاجئى سوريا وحث دول أوروبا على استقبالهم.
 
أما "ترامب" فرفع، منذ اللحظة الأولى، راية الحرب على المسلمين فى جميع أنحاء العالم، محملاً إياهم مسئولية ما تعانيه أوروبا وأمريكا من أحداث عنف، ولم تخل مؤتمراته الانتخابية من التحريض ضد المسلمين، مؤكداً أنه سيسعى لطردهم من الولايات المتحدة، الأمر الذى ساهم فى تفاقم أزمة الإسلاموفوبيا التى يعانى منها المجتمع الأمريكى بالفعل، وفى الوقت نفسه يغذى الأفكار المتطرفة لدى الجماعات المسلحة التى تجعل من الدين الإسلامى ستاراً لإخفاء جرائمها.
 

"ترامب"

وعلى الرغم من إعلان ترامب رفضه الغزو الأمريكى للعراق والتدخل العسكرى فى الشرق الأوسط، محملاً منافسته هيلارى كلينتون مسئولية ظهور تنظيم داعش الإرهابى بالعراق بسبب انتهاجها التدخلات العسكرية، فضلاً عن أنها تضعف اقتصاد البلاد، منتقداً تدخل الولايات المتحدة المباشر فى سوريا، واصفاً المعارضة بأنها ربما تكون أسوأ من بشار الأسد، قائلا، "لا ندرى ربما تكون أسوأ من بشار ولا نعرف نواياهم"، واصفا تدخل روسيا فى الأراضى السورية بأنه سيؤدى إلى "إفلاسها"، إلا أنه سرعان ما غير موقفه مؤكداً ضرورة التدخل العسكرى ضد داعش فى العراق، مهدداً بتدمير آبار البترول لحرمان التنظيم الإرهابى من مصادر التمويل وتجنيده الجهاديين، كما رفض ترامب الاتفاق النووى الموقع مع إيران، واصفاً إياها بأنها أسوأ صفقة فى التاريخ، وأن إيران أكبر راعٍ للإرهاب فى العالم.
 

 "أزمة المهاجرين"

بينما جاء ملف الهجرة أكثر إثارة للجدل فى ملف المرشح الجمهورى، حيث أكد ترامب رفضه استقبال اللاجئين فى أمريكا، مشيراً فى تصريحات له إلى ضرورة ترحيل ما يزيد عن خمسة ملايين مهاجر من الولايات المتحدة، من ضمن أحد عشر ألفاً، وكشفت صحيفة واشنطن بوست خطة ترامب المتعلقة بملف الهجرة، مؤكدة أنه يستهدف على الأقل ترحيل خمسة ملايين من المهاجرين غير الموثقين، كما أنها ستتطلب توسيعاً كبيراً ومكلفاً فى نظام السيطرة على الحدود الأمريكية، الأمر الذى يسفر عن ترحيل ملايين الأشخاص فوراً، كما تصعب على ملايين آخرين دخول البلاد بشكل قانونى.
 
وتبقى أزمة اللاجئين بالولايات المتحدة النقطة الأكثر إثارة فى برنامج ترامب، وتمسكه بفرض حظر على المهاجرين المسلمين سيؤدى إلى نتائج عكسية ربما تؤجج نيران السخط الحضارى للمسلمين تجاه أمريكا، بينما قادة دول الشرق الأوسط لا يملكون إلا الانتظار لما تؤول إليه الأوضاع وما ستسفر عنه نتائج الانتخابات. 






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة