فى عام 1937 كانت الكاتبة الإنجليزية الشهيرة فى عالم روايات الجريمة أجاثا كريستى بصحبة زوجها عالم الآثار البريطانى ماكس مالوان فى زيارة إلى مدينة الأقصر، خلال ممارسة عمله، فى ذلك الوقت، كانت أجاثا كريستى تبحث عن باب الخروج عن المألوف فيما عرف عن عالمها الروائى.
فالكاتبة التى تمر اليوم، الثانى عشر من يناير 2017، الذكرى الواحدة والأربعون لرحيلها، أرادت أن تقدم عملاً إبداعيًا مختلفًا عما قدمته من روايات بوليسية جعلتها أعظم كاتبة روايات جريمة فى التاريخ، وبيعت أعمالها لأكثر من مليار نسخة، وترجمت لأكثر من 103 لغة.
فى ذلك الوقت كانت أجاثا كريستى تكتب رواية بعنوان "جريمة فى وادى النيل"، والتى نشرت فى نفس العام فى المملكة المتحدة، ونشرت فى الولايات المتحدة الأمريكية عام 1938، وتدور أحداث الرواية فى مصر، وتحديدًا فى وادى النيل.
وتدور أحداث رواية "جريمة فى وادى النيل" حول فتاة ثرية جميلة تدعى "لينيت ريدجواى" تقوم بخيانة أعز صديقاتها "جاكلين بالفور" مع خطيبها "سيمون دويلى"، ثم ما تلبث أن تتزوج به، وحينما يقرر الزوجان قضاء شهر العسل فى مصر، تقوم "جاكلين بالفو" بملاحقتها، وتقيم معهما فى نفس الفندق الذى يتواجد فيه المحقق البلجيكى "هيركيول بوارو".
ومع تصاعد وتيرة الأحداث، ويفاجئ كل من كان على متن القاطرة البخارية التى كانت تقوم بجولة فى نهر النيل، بمقتل "لينيت ريدجواى"، فإن أصابع الاتهام تتجه نحو "جاكلين بالفور" إلا أن المحقق "هيركيول بوارو" لا يقتنع بهذا فيقرر التحقيق فى القضية لاكتشاف خفاياها.
وفى الوقت الذى كانت أجاثا كريستى مشغولة فيه بمتابعة تحقيقات "هيركيول بوارو" فى جريمة القتل التى حدثت فى وادى النيل، إذ بها تتجه إلى عالم آخر. أرض جديدة. لهذا خلعت ثوب المحقق وشغفه بالوصول إلى معرفة الحقيقة.
اتجهت أجاثا كريستى فى ذلك الوقت، إلى أرض المسرح، محملة بروح محبة وعاشقة لمصر الفرعونية، كانت كمن يدخل محرابًا للصلاة، فأتت تحمل رسالة السلام والتمجيد لحضارة أحبتها وعاشت بين جدرانها فترة، فكتبت عن "إخناتون" أول من نادى بالتوحيد في تاريخ البشرية.
وهنا قدمت أجاثا كريستى لجمهور الأدب والقراءة كشفًا ثريًا لم يكن يعرف عنها من قبل، كشف أتى من حب دفين حان موعد بوحها به، كتبت عن مصر، وعن حضارتها، وقدمت صورة رائعة للسلام والخير والفن والجمال بلغة رشيقة وبلاغة مرهفة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة