المحافظ أكد سعيه لحل الأزمة

بالصور.. سكان عمارات إيواء المجزر بالمنصورة.. أجيال يتوارثون المعاناة

الأربعاء، 25 يناير 2017 02:41 م
بالصور.. سكان عمارات إيواء المجزر بالمنصورة.. أجيال يتوارثون المعاناة  إحدى غرفة مساكن الإيواء
الدقهلية ـ محمد حيزة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

عمارتان يقعان في أحد أحياء مدينة المنصورة الفقيرة، بمحافظة الدقهلية، تسميان بعمارات الإيواء، يسكنهما ما يزيد عن 250 أسرة، في 220 حجرة، مساحة الحجرة لا تتخطى 10أمتار، تعانى هذه الأسر حالة معيشية صعبة، اجتماعيا وثقافيا، وماديا، وخدميا.

عمارات الإيواء تم بناؤها في سبعينات القرن الماضي، لإيوء المشردين، أو لأصحاب المنازل المنهارة، بشكل مؤقت، لحين نقلهم إلى منازل أخرى، وهو مالم يحدث، حيث سكنوها وظلوا بها، وتعاقبت الأجيال عليها، حتى أصبحوا يسكنونها بشكل دائم، هم وأبناؤهم وأحفادهم.

 

تتكون العمارتان من 5 طوابق، العمارة الأولى تسمى إيواء الصحة، مكونة من 5 طوابق، الطابق به ما يزيد عن 20 حجرة، الحجرة تضم حجرة نوم وبلكونة وحمام صغير، وممر صغير للحمام يقع فيه المطبخ، حجرة النوم لا تزيد مساحتها عن 8 أمتار، قد تضم الحجرة الواحدة أكثر من أسرة، غير أقارب أو معرفة سابقة، سوى أن الدهر جمعهم لعشرات السنوات، في حجرة واحدة معا.

 

كما انحدر العديد من الأبناء من هذه الغرف، فلم يجدوا مكانا للعيش سوى ببناء "عشش" في الطرقات، حيث إن الطابق الواحد قد يصل طوله إلى 100م، فقام البعض ببناء عشش في نهاية هذه الطرقات، للإقامة والعيش، ويلجأون لدورة مياه مشتركة مع أقرب غرفة.

 

وتتكون العمارة الأخرى، والتي تكثر بها العشش، من 5 طوابق، الطابق يضم 20 حجرة، الحجرة مساحتها 10م، وتم تقسيم طرقات هذه العمارة إلى نصفين، لتصبح عمارتين، بمدخلين، ليسهل بناء العشش، بها، ويتشارك العديد من الأسر في الحجرة الواحدة، أيضا منذ عشرات السنين.

 

يعمل العشرات من أبناء العمارتين، في مهن مختلفة، فمعظمهم عمال باليومية، أو حرفيون، أو سائقون،  دخولهم منخفضة، خاصة مع ارتفاع الأسعار في الآونة الأخيرة، وأمام ذلك كله، لم يجد أحد من سكان العمارتين ملاذا، سوى جمعية الفردوس الخيرية ، المشهرة بوزارة التضامن الاجتماعي، والتي تعمل على رعاية أبناء العمارتين، بشكل مساعدات مادية للعديد من الأسر شهريا، أو مساعدات عينية من بطاطين ومأكولات وأغذية وتجهيز العرائس اليتيمات والمستحقات للرعاية، ورعاية اجتماعية وتثقيفية أيضا.

 

"اليوم السابع" زارت سكان إيواء " المجزر" ورصدت معاناتهم.. تقول وفاء ربيع ربة منزل، إن زوجها لا يعمل وعنده مرض الكبد والسكر والضغط،  وعندها طفل مصاب بمرض السكر، وتسكن منذ 22 سنة وتتقاضى معاشا 250 جنيه فقط، وعليها ديون باهظة وإيصالات أمانة، وتحلم بشقة لها ولابنتها وزوجها، ولا تستطيع السكن بالإيجار لأنه لا يوجد دخل يكفى" 

 

وتقول نادية إبراهيم، إنها كانت تطمح في دخول الثانوية العامة وإكمال تعليمها، إلا أن الحاجة وقصر ذات اليد، وعدم قدرتها على دفع مصاريف الدروس الخصوصية، منعتها من إكمال تعليمها ولجأت إلى العمل في خدمة المنازل، وربات البيوت،  من أجل أن تكفي نفسها لقمة عيشها.

 

 سعد صالح، عامل، أكد أن المجاري كثيرا ما تغرق العمارة، بسبب سوء شبكة الصرف الصحى، حتى بعد أن تم تجديدها، قبل عامين، ولكن طفح المجاري متواصل، و"نحن نريد أن تنظر الدولة لنا، وتوفر لنا شقق سكنية، وعمل، لأن  كثيرا من العمال يريدون فرصة عمل، يستطيعون أن ينفقوا من خلالها على أولادهم، وبيوتهم، ولكن أين ذلك في ظل غلاء الأسعار".

 

وتقول أم أحمد جابر، ربة منزل، 40 عاما:" أنا صممت أن أرسل أبنائي للمدرسة، مهما كانت التكاليف، أنا فكرت أني أبيع حلل البيت لتاجر الروبابكيا حتى أستطيع شراء قمصان المدارس لأبنائي، حتى يتعلموا ويصبح لهم شأنا في المجتمع، ويخرجوا من هذا المكان الذي نعيش فيه، القمامة محاصرة الإيواء من كافة الاتجاهات، الكهرباء ترتفع وتزيد وتحرق الأجهزة، والعمارة متهالكة، ومنظرها سيئ ومحزن، لا نستطيع استقبال أحد فيها ولا الحياة بسبب تدني العيش بها".

 

 وفوق كل هذه المعاناة،  تتمثل المشكلة الأكبر، في إقامة بعض الأسر، في حجرات مشتركة، مما يؤدي إلى اختلاط الذكور بالفتيات، بشكل اضطراري، فيفترش العديد من الأبناء الأرض، وينامون تحت الأسرة، بسبب ضيق الحجرة، وتعرض الحجرات لعوامل الرطوبة، والتشقق، ولا يوجد مأوى لتلك الأسر غير هذه الحجرات المشتركة، خاصة بعد ارتفاع أسعار العقارات.

تقول زوزو ربيع، 28 سنة:" نعيش مع أسرة أخرى في حجرة واحدة، نحن 5 أفراد قمنا بتقسيم الحجرة لقسمين، ننام نحن الخمسة في قسم، والأسرة الأخرى تنام في قسم، القسمان بهما سريران فقط، ينام 3 أفراد على كل سرير، وفردان على الأرض، والأسرة الأخرى مكونة من 4 أفراد، ينام 3 منهم على السرير وشخص على الأرض، ونتشارك في الحمام، والمطبخ الوهمي الذي أقمناه في ممر الحمام".

 

من جانبه قال محافظ الدقهلية لـ"اليوم السابع"، إن المحافظة تعمل حاليا على الانتهاء من جميع هذه المشاكل، مضيفا:"  عرضنا في حضور المهندس خالد صديق، مساعد وزير الإسكان، فيديو لحالة مشاكل الإيواء في منطقة المجزر بالمنصورة، والحالة التي عليها المواطنون هناك وتردي حالة المساكن، وسوف يتم الحل في أقرب وقت".

 

إحدى حجرات الإيواء
إحدى حجرات الإيواء

 

دورة مياه الغرفة
دورة مياه الغرفة

 

 

نموذج الغرفة وسقوط بعض الأسقف
نموذج الغرفة وسقوط بعض الأسقف

 

 

حجرة بالطابق الأرض غارقة بمياه الصرف
حجرة بالطابق الأرض غارقة بمياه الصرف

 

 

سقوط سقف إحدى الحجرات
سقوط سقف إحدى الحجرات

 

 

بعض العشش العشوائية على سطح المنازل
بعض العشش العشوائية على سطح المنازل

 

 

مطبخ في ممر دورة المياه
مطبخ في ممر دورة المياه

 

 









الموضوعات المتعلقة


مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة