سعيد الشحات

حزبية بلا أحزاب

السبت، 07 يناير 2017 07:33 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
هل نعيش حياة حزبية تختلف عما كانت خلال حكم مبارك؟
 
أطرح سؤالى استكمالا لما كتبته، أول أمس، فى هذه المساحة حول حالة الأحزاب المصرية، بمناسبة الخلافات التى شهدها حزب «المصريون الأحرار»، وفى الإجابة سنجد أن الحالة الحزبية أثناء حكم مبارك مرت بمراحل، كانت أخطرها ما يمكن تسميته بوجود «جناح لمبارك» فى كل حزب معارض، مما أدى إلى افتقاد الأحزاب إلى المواقف الجذرية فى المعارضة، وحدث ذلك فى الوقت الذى لم تترك الأجهزة الرسمية أى حزب يحاول أن يكسر الخطوط المسموح بها «رسميا» فى المعارضة، وأدى ذلك إلى ضبط الحياة الحزبية وفقا لما يراه نظام مبارك، وليس وفقا لما تراه هذه الأحزاب، وكانت الانتخابات البرلمانية خير شاهد على ذلك، بدءا من عدم السماح بفوز مرشح لا يرغب فيه النظام، وانتهاء بقيام رجال النظام بتقسيم كعكة البرلمان بحيث يوجد عدد قليل جدا من النواب يمثلون المعارضة، والباقى يكون للحزب الوطنى.
 
كانت من أهداف ثورة 25 يناير، كسر هذا النظام الحزبى العقيم الذى عبر عن حياة سياسية عقيمة، واللافت أن تحليلات كثيرة ذهبت إلى أن الأحزاب التقليدية القديمة أمامها تحدى التجديد أو الانتهاء، فى نفس الوقت ترقب الكل ولادة أحزاب جديدة تتجاوز الأحزاب القديمة وتعبر عن حساسية سياسية جديدة نبضها ثورة 25 يناير، فتأسست أحزاب، الكرامة، الوسط، العدل، الحرية والعدالة، النور، المؤتمر، الغد، الحرية، المصريون الأحرار، المصرى الديمقراطى الاجتماعى، الحرية، وأحزاب أخرى.
 
خاضت الأحزاب القديمة والجديدة انتخابات عام 2012، وكان أهم ملمح فيها هو ضعف نتائج الأحزاب القديمة، وفوز ساحق للأحزاب الجديدة فى مجملها مع تفاوت فى النسب التى حصل عليها كل حزب، وكان «المصريون الأحرار» و«الديمقراطى الاجتماعى» ضمن تحالف واحد تحت اسم « الكتلة المصرية»، وحققت نتائج طيبة.
 
بعد سقوط حكم الإخوان فى 30 يونيو، ضعفت الأحزاب ذات الصبغة الدينية، فتفاءل البعض اعتقادا بأنها فرصة للأحزاب المدنية، لكن لم يتحقق شيئا من هذا، ولا يمكن القياس بأى حال من الأحوال على نتائج الانتخابات البرلمانية الأخيرة، حيث كانت الكلمة العليا فيها للمال السياسى، أى العودة إلى ما كان قبل ثورة 25 يناير.
 
خلاصة ماسبق أن قراءة الخلافات الداخلية للأحزاب المصرية كما حدث فى «المصريون الأحرار» لا يمكن أن تتم دون بمعزل المشهد السياسى عامة، والنظر بعمق إلى السياق التاريخى للممارسة الحزبية فى السنوات الأخيرة، سواء فى عصر مبارك أو فى الوقت الحالى.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة