> لم نطالب بإغلاق "الجزيرة" واعتراضنا على المضمون ونشر العنف
> نقدر الشعب القطرى.. وكنا نأمل تغيير سياسة الدوحة لتعود للعرب
> الكونجرس الأمريكى من أقدم على تخفيض المعونة العسكرية لمصر
> مطالب الدول الأربع تجاه قطر مثل الدم المصرى غير قابلة للتفاوض
> لم نتوقع انسحاب قطر من انتخابات اليونسكو وسعي الدوحة فى غير محله
قال سامح شكرى، وزير الخارجية، إن ترشح قطر لانتخابات مدير عام اليونسكو، جاء فى وقت مبكر جدا قبل أن يكون هناك احتمال لخلو المنصب بعامين ونصف، وهذا ما دعى للتقدم للترشيح المصرى مبكرا.
وأضاف شكرى، خلال حواره مع الإعلامى عمرو أديب ببرنامج "كل يوم" على فضائية ON E، أنه لم يكن بالإمكان أن تترك مصر الساحة خالية لمرشح أوحد من قطر مع الاعتبار بحجم الدولتين وإسهامهما فى الحضارة والثقافة والعلوم، وتابع: "بالتالى لم يكن فى الإمكان أن يترك هذا الترشيح ليأخذ زخمه بانفراد وبدون مقارنة بمرشح آخر"، وفى حالة وجود مرشح آخر غير قطرى ومن دولة عربية، لكان الموقف المصرى هو تقييم فرصة، وأيضا سيكون هناك إلحاح بأن مصر جديرة بهذا الموقع.
سامح شكرى
وأوضح وزير الخارجية، أن المرشح العراقى له مكانة وتاريخ وكل المقومات التى تؤهله لهذا المنصب، لكن تراجع العراق لإدراكها بأن هذا المنصب تستحقه مصر، وفى هذا التراجع تقييم واهتمام بالعلاقة الثنائية وشعور بأن الترشيح المصرى أمر يصب فى مصلحة العلاقات الثنائية بين الطرفين.
وأشار وزير الخارجية المصرى، إلى ن معركة انتخابات اليونسكو كانت ملحمة كبرى، وشكلت وزارة الخارجية لجنة لاختيار مرشح لخوض انتخابات المنظمة، مبينًا أن اللجنة لم تصر على شخص بعينه.
وأكد "شكرى"، أن اللجنة التى شكلتها وزارة الخارجية وضعت معايير منذ البداية بأن يكون الشخص المرشح ذو خبرات ومجالات فى التعليم والثقافة، وبالفعل انطبقت تلك المعايير على السفيرة مشيرة خطاب بين عديد من الأسماء الموضوعة، وتابع: "مصادفة أن تكون المرشحة لها انتماء لوزارة الخارجية ولكن الأمر موضوعى".
وتابع سامح شكرى، وزير الخارجية، أن الموقف العربى المصرى كان يدعم المرشحة الفرنسية فى انتخابات اليونسكو، ولم يدعم المرشح القطرى، "لأن الأخير لم نستشعر أنه يثمل العالم العربى".
وأضاف وزير الخارجية: "قطر كانت تساهم فى تأجيج الصراعات بالعالم العربى، وتدعم التنظيمات والكيانات التى استهدفت أمننا، وأدت لاستشهاد مواطنين أبرياء بشكل مباشر أو غير مباشر، ونرى الوضع فى العراق وسوريا واليمن وليبيا، وكل هذا لا يجعلنا ندعم قطر.. لم نر أن قطر ممثلة للدول العربية، وما تردد داخل أروقة اليونسكو كشف عن قدر عال من عدم الارتياح من الأسلوب القطرى فى الاستقطاب والتحفيز، لدعم مرشحها بما هو غير مألوف".
الأمم-المتحدة
وأوضح أن قطر استخدمت أساليب خارج المألوف لفوز مرشحها، وهذه الممارسات حفزت مصر على مقاومة هذه التوجه، مضيفًا: "أدرنا حملتنا بكفاءة وقدمنا أنفسنا، ووجدنا تقبلا وتقديرا للمرشحة المصرية، ومركز مصر، وكان هذا شيئًا محفزًا لنا، ومن الإيجابيات والنتائج المرضى عنها، وأعضاء المجلس التنفيذى قدروا النزاهة والأمانة المصرية والأسلوب اللائق".
وأكد أن اليونسكو ليست للبيع أو الشراء ولكنها تقدم أهدافًا نبيلة، فهى مؤسسة مهمة ومرتبطة بالدخل القومى للدول الأعضاء، ومن يتولى رئاستها لا يتولى الإنفاق عليها، وإلا كانت المنظمة قابلة للبيع والشراء، موضحًا أن أصغر دولة فى منظمة الأمم المتحدة تتساوى فى عملها مع أغنى دولة.
واستكمل حواره: هناك قدر من المكابرة من قِبَل السياسات القطرية، وعدم رغبة فى الإعلان بشكل واضح عن قبول المطالب الـ13 التى طالبت بها مصر والسعودية والإمارات والبحرين، مضيفًا أن الدوحة أهملت كل ذلك. وأوضح وزير الخارجية، أن الدول الأربع تحمى أنفسها بالتضامن فيما بينها، وطرح الأمر للعالم الخارجى بأهمية بذل الجهود لإقناع الدولة القطرية بتغيير منهجها. وأضاف وزير الخارجية: "نعمل على حماية أمننا القومى، ولدينا القدرات والإمكانيات لذلك، ونأمل عودة قطر للسياسات الرشيدة، وفى هذه الحالة سنكون منفتحين على صياغة مبادئ العلاقات مع قطر وفقًا لمنهج العلاقات العربية المشتركة".
وعن إمكانية جلوسه مع وزير الخارجية القطرى حال التزامه بالـ13 بندًا المتفق عليها، قال سامح شكرى: "الدول الأربع متطلعة لإقرار قطر بالمبادئ المتفق عليها، وفى هذه الحالة سيكون من الضرورى التواصل بين الدول الأربع وقطر لصياغة المستقبل بالشكل الذى يحمى الدول الأربع".
وأشار إلى أن المطالب المصرية تتضمن عدم التدخل فى شئون مصر، وتسليم الإرهابيين الذين تحتضنهم الدوحة، وتحول وسائل الإعلام القطرية عن منهج الإثارة والتطرف، مضيفًا: "إغلاق قناة الجزيرة لم يكن مطلبنا لأن ذلك مرتبط بوسائل الإعلام، وهى داعمة لأى مجتمع.. ولكن نتحدث عن المضمون وما تطرحه القناة للعمليات الإرهابية وقنص الجنود المصريين، والترويج لفكر استهداف التفجيرات من أشخاص كالقرضاوى.. لن أقول الشيخ القرضاوى لأن المشايخ لهم مكانتهم، ولكن أحاديث تزكية الإرهاب لا يمكن أن يكون مبعثها الأزهر الشريف والفكر الإسلامى الرشيد.. نعترض على مثل هذا المحتوى فى أى وسيلة إعلام".
وفيما يتعلق بتسليم قطر القرضاوى إلى مصر، قال: "لو أن هناك تعاونًا قضائيًا، وحسن نية، وتقدير لأحكام القضاء الصادرة، فلا بد أن يكون هناك تسليم للقرضاوى.. أتوقع ذلك إذا قررت قطر تغيير منهجها وسياستها، أما إذا أصرت على نفس السلوك والتوجه الحالى فالأمر مستبعد.. ولدينا التفاؤل وهذا وارد".
وأضاف وزير الخارجية، إن الرئيس عبد الفتاح السيسى كان يتابع انتخابات اليونسكو عن قرب، وتفاعل مع عدد كبير من الزعماء الأفارقة وأعضاء المجلس التنفيذى لطرح المرشحة المصرية السفيرة مشيرة خطاب، والتنسيق خلال استمرار الجولات المختلفة، مضيفًا أن الرئيس كان يهتم بفوز المرشح المصرى حفاظًا على مكانتها ولم يهتم كثيرًا بوجود المنافس القطرى بقدر اهتمامه باستحقاق مصر لهذا المنصب لتمثيل الأمة العربية.
وأكد وزير الخارجية تقديره للشعب القطرى، موضحا أنه تربطه علاقات وثيقة بالشعوب العربية ولا يوجد أى نوع من التجاوز فى حقه، مضيفاً: "كنا نأمل فى تغيير سياسات الحكومة القطرية حتى تعود للعالم العربى"، لافتاً إلى أن إسرائيل ليست عضوا بالمجلس التنفيذى ولم تكن مصوتة فى انتخابات اليونسكو.
وتابع: "شعرت بالسعادة لما حققته مصر والتقدير الذى لاقته من وزراء الخارجية الأجانب.. كنت سعيدًا بالشعور بمكانة مصر لدى الآخرين وكذلك التأييد المطلق لبعض الدول وسعيها للتواصل مع مصر.. شعرت بالارتياح والاطمئنان بفوز المرشحة الفرنسية أودرى أزولاى خاصة لتحقيق الأهداف التى تصب فى مصلحة المجتمع الدولى ومصر أيضًا".
واستطرد قال سامح شكرى، وزير الخارجية، إن مطالب الدول الأربع غير قابلة للتفاوض مع قطر، لأن الأمن القومى والدم المصرى وحماية المجتمع من المخاطر غير القابلة للتفاوض، وكل هذه الأمور مرتبطة بقضايا جوهرية لا تنطبق عليها الموائمات السياسية، مشددا على أن كافة تلك المشاغل مدونة وموثقة وغير قابلة لأى نوع من التجزئة.
وكشف شكرى، كواليس مشادته مع مندوب قطر فى الجامعة العربية بأعمال الدورة العادية الـ 148 لمجلس الجامعة على مستوى وزراء الخارجية، وقال إنه لم يتحدث إلى مندوب قطر وذهب لتناول الغداء بعد الجلسة، وتواجد فى هذه اللحظة مندوب قطر الذى ظهرت عليه علامات الاستغراب قبل أن يعود الجميع للجلسة مرة أخرى، مشيرا فى السياق ذاته إلى أنه لم يتوقع هذه المشادة ولم يكن هناك تحضيرا لها لكنها أتت لخروجًا عن المألوف، ويجب أن تتضمن هذه الجلسات شكل لائق لمثل هذا المستوى من الاجتماعات.
وأكد أن هناك ملف متكامل لدى وزارة الخارجية يثبت دعم قطر للإرهاب من كل أوجه الدعم التى وفرتها قطر بشكل مباشر أو غير مباشر، من خلال التمويل والدعايا والاحتضان وبث الرسالة، وتم رصد وتوثيق ذلك من قبل الأجهزة الأمنية.
وأوضح وزير الخارجية، أن الجانب الأمريكى لم يتطرق فى اللقاءات الرسمية إلى موضوع تحسين العلاقات مع قطر، لأن العلاقات الثنائية هى التى هيمنت على اللقاءات نظرا لضيق الوقت، وتابع: "الولايات المتحدة ترى أهمية لديها لإنهاء هذا الملف وترى إنهاؤه يؤدى إلى استقرار المنطقة واحتواء التوتر إلى مصالح أمريكية مرتبطة بوجودها فى قطر، وتقدر أيضا أن هناك مشاغل حقيقية لدى الدول الأربعة".
ونوه بأن الجانب الأمريكى فتح ملف حقوق الإنسان فى مصر خلال الزيارة الأخيرة للولايات المتحدة، فى الإطار الطبيعى والحوار القائم بين الشركاء والأصدقاء، وكان هناك توضيح لهذه الأمور من خلال توضيح الحقائق والاعتبارات، اتصالا بقانون الجمعيات الأهلية والتوجه نحو إصلاح الأوضاع السياسية فى مصر، مشيرا إلى أن إفراغ الاهتمام والقلق الأمريكى بقانون الجمعيات الأهلية تم قبل الإطلاع على القانون قبل صدوره واعتماده، وهذا ما خلق نوع من الانطباع غير مماثل لحقيقة الأمر.
وقال سامح شكرى، وزير الخارجية، إن مصر لم تتوقع إطلاقا انسحاب قطر من أمام مصر فى معركة اليونسكو مثل انسحاب المرشح العراقى، لأن السعى القطرى فى غير محله فى هذا الأمر، واقتناص خصوصية أخرى للتباهى بإثبات الذات، وهذا الاحتياج لا يوجد لدى مصر.
الكونجرس-الأمريكي
وأضاف شكرى، خلال حواره مع الإعلامى عمرو أديب ببرنامج "كل يوم" المذاع عبر فضائية ON E، أن مصر عندما تتولى أى منصب تكون راعية لمصالح الأمة العربية، لإحساسها بأن مصالح العرب واحدة وتضامنهم هو الذى يدفع بهم إلى الأمام، وهذا ما يجعل مصر تخوض تلك المعارك وتتقدم لهذه المناصب وتجد من أشقاءها العرب مساندة مثل مساندة العراق لها فى انتخابات اليونسكو.
وعلق وزير الخارجية، على واقعة "هتيف اليونسكو" قائلًا: "الحادثة ربما أتت من شخص غير منتمى لوزارة الخارجية"، مشيرا فى السياق ذاته، أن ترشح فرنسا لانتخابات اليونسكو كان مفاجئًا، خاصة لما استشعرته مصر من تقبل الدول لترشيحها عندما طرحت الأمر فى البداية.
وأشار إلى أن الدور حرصت على عدم منح الفرصة للترشيح القطرى بسبب تورط الدوحة فى دعم التنظيمات الإرهابية والتوجيهات المتطرفة والفكر المنغلق واستشعارهم بخطورة ذلك على المنظمة، والغيوم التى تحوم بالترشيح القطرى فى كل وقت.
وقال سامح شكرى، وزير الخارجية، إن الكونجرس الأمريكى هو من أقدم على تخفيض المعونة العسكرية لمصر مؤخرا، لكن اتخذت الإدارة الأمريكية قرارات تتسم بالإيجابية بالإعفاء عن بعض المساعدات التى كانت معلقة وبعض التوجيه لمساعدات كانت محظورة إلى دول أخرى نظرا لاستمرار الحظر الذى وضع من الكونجرس.
وأضاف شكرى، أن مصر على صلة دائمة مع الإدارة الأمريكية بالنسبة لطبيعة المساعدات، وتابع: "هى ليست منحة أو منه من الولايات المتحدة الأمريكية لمصر، والولايات المتحدة تعلم جيدا مدى استفادتها من هذه المساعدات وإلى أى مدى العلاقة الاستراتيجية القائمة بينها وبين مصر عادت عليها بمنافع تفوق بكثير للقيمة المادية لهذه المساعدات".
مشيرة-خطاب
وعن ضبط سفينة شحن كورية شمالية فى السويس، أكد مصر عضو غير دائم فى مجلس الأمن، وتاريخها ناصع البياض فى التزامها بقرارات مجلس الأمن والشرعية الدولية، وتطالب مصر باقى أعضاء المجتمع الدولى دائما بالالتزام، وحينما يرد إبلاغ حول أى شبهات تخرق قرارات مجلس الأمن تتعامل مصر فورا امتثالا لهذه القرارات، وأتت وفود ومحقيين من مجلس الأمن كانوا مراقبين وشاركوا فى كل الإجراءات التى اتخذت تجاه هذه السفينة حتى صدر تقرير لجنة العقوبات الذى كان فيه إشادة، وفى جلسة علنية أشاد رئيس لجنة العقوبات بالأسلوب الذى اتخذته مصر وطلب من المجتمع الدولى أن يعتبر أسلوب ممارسة مصر وتعاملها مع هذه القضية مثل يحتذى به لبقية دول العالم.
وأكد وزير الخارجية المصرى، أن قناة الجزيرة القطرية فى كثير من الدوائر أصبح النظرة إليها على أنها قناة موجهة ومرتبطة بسياسات دولة قطر، ويجب أن نعفى أنفسنا من استمرار بث هذه الأكاذيب، لأنها تصدر الأخبار التى تناسب التوجه السياسى وتطمس الأخبار التى تكشف حقيقة الأمور، وتابع: "لا تعتبر بالنسبة لى قناة لها مصداقية صحفية يعتد بها".
وعن العلاقات مع تركيا، قال الوزير سامح شكرى، إن هناك علاقات تجارية مع تركيا وتحرص مصر عليها لأن بها منفعة للدولة من حيث الاستثمارات والعمالة ويجب أن تستمر طالما ليس بها أى مضار على الأمن القومى المصرى، أما توجه أردوغان تجاه الإدارة المصرية لم تساهم به مصر، ومصر دائما على أتم استعداد لأن تكون علاقتها مع كافة الدول المبنية على الاحترام المتبادل، ويؤكد الرئيس السيسى فى كل مناسبة على أن سياسة مصر مبنية على أرضية وقاعدة من الأخلاق والمبادئ وهذه المبادئ ليست قابلة للموائمة والتغير، واستكمل: "من الوارد مستقبلا أن يأتى أردوغان لمصر وأن يزور وزير الخارجية المصري تركيا، ونحن نكن كل التقدير والاحترام للشعب التركى ونعتز بالعلاقات السابقة المصرية التركية ونأمل أن تعود للمستوى الذى يحقق مصلحة الشعبين على أساس المبادئ المذكورة فى الأعلى".
وحول جوانب من حياته الشخصية، قال الوزير، إنه يستمع للموسيقى الشرقية وما زلت أستمع لأم كلثوم التى نشأت عليها وأستمر دائما أن أسعد بالاستماع لها، وفى الموسيقى الغربية الهادئة وأحيانا الكلاسيكية، ومليش اهتمام بكرة القدم إلا لما يكون الفريق القومى بيلعب وبالتالى أكون من أكثر المتحمسين، وتابعت مباراة المنتخب فى فرنسا وتوترنا كثيرا وسعدنا أكثر لما أحرزنا الفوز، وإن شاء الله هتتواصل السعادة فى المونديال إن شاء الله".
وعن عودة السياحة الروسية، أشار إلى أن الأمور ستعود إلى طبيعتها، وتابع: "وكلى تفاؤل إن كل يوم هيكون فى تحسن فى موقفنا السياسى والاقتصادى وده بفضل جهد الشعب المصرى العظيم وإحساسه بالمسئولية وتقديره للأمور بشكل سليم"، وتابع: "نحن من أوائل الوزرات التى سيتم نقلها للعاصمة الإدارية الجديدة".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة