دائما أطرح على نفسى سؤالا: لماذ أنا مفتون بشعر عبدالرحمن الأبنودى؟ ولماذا أتتبعه دائما وأتتبع أبطاله الحاملين أقدارهم والسائرين دوما بحثا عن أنفسهم؟
وكيف تدمع عيناى عندما يئن جسد «جودة» صديق أحمد سماعين فى الديوان الشهير الذى يحمل الاسم نفسه، بعدما يصبح ضحية لماكينة الطحين، فيقول عندما يدرك اقتراب موته «أمر الله يا صاحبى.. جيتها خفيف وأمشيها خفيف»؟ وأتمنى أن أعرف كيف كان الأبنودى يحدث الأرواح الساكنة فى قصائده؟
أول أمس حضرت احتفالية جميلة نظمها بيت السنارى التابع لمكتبة الإسكندرية، بمناسبة أن المكتبة الأشهر فى مصر بدأت فى توثيق تراث الشاعر المصرى الكبير عبدالرحمن الأبنودى، حيث أقامت معرضا باسم «الخال»، بينما ألقت آية الأبنودى عددا من قصائده، وتحدثت نهال كمال ومحمد توفيق ومصطفى الفقى فى هذه الاحتفالية.
تنبهت جيدا عند دخولى بيت السنارى إلى أن صوت الأبنودى يسرى فى البيت الأثرى عبر مكبرات صوت، كانت قصائده تتجسد أمامى يقول «قلت وبعدين/ راح تفضل لامتى يا غلبان» ويقول «على شط جروحى شب الحب عيدان/ العود موال/ تعريشة مواويلى الخضرة / أنا تحتك مش باحلم ولا اطير/ مش واخد بالى غير من زقزقة العصافير/ والنيل حواليا سواقى/ ومناديل وطواقى ومواويل/ ونخيل وحفيف ودروب وديوك/ وولاد بتغنى بصوت شواديف/ والكنكة أحمر الشاى فيها.. كييف.. أنا واد كييف» وغيرها من الإبداع الذى قرأناه واستمعنا إليه بصوته الجميل وإلقائه المميز المختلف، لكن فى كل مرة كأننا نسمعه للمرة الأولى، كأنها حكمة طازجة لا تنتهى أبدا بل يمنحها الوقت النار الكافية للنضج.. فلماذا الأبنودى؟
كيف فعل الأبنودى ذلك، ما الذى كان يفهمه عن معنى الشعر؟ هل يكمن السر كما قالت الإعلامية نهال كمال زوجة الأبنودى فى أنه كان يرى أن شاعر الربابة هو نموذج الشاعر، لأنه يتواصل مع الناس ويعيش معهم، أم أن سر الأبنودى الذى جعله فارقا عن الجميع أنه حكى عن الناس البسطاء، الذين كانوا يظنون أن كل شىء نسيهم الدولة والفن والحياة فإذا بأهم شاعر فى عصره يحولهم أبطالا يقودون الوعى الإنسانى، ويتسببون فى طرح عدد من الأسئلة الوجودية والمصيرية عن كرامة الإنسان ودوره.
لن نستطيع أبدا أن نصل إلى رأى واحد فى إدراك شعرية الأبنودى ولا حتى طريقة واحدة لفهم إخلاصه العظيم للفن والإبداع، لكننا لا نختلف حول الموهبة والمتعة التى نجدها دائما كلما قرأناه أو استمعنا إليه.
عدد الردود 0
بواسطة:
اعلامى .محترم.
شاعر متمكن
رحمة الله على الشاعر عبد الرحمن الابنودى فقد كان متميزا لكن لم يكن الأفضل فقد كان شاعر عاديا جدا الا القليل جدا من الاغنيات التى كتبها وهناك الكثير جدا افضل منه لم يأخذوا حقهم الاعلامى هى دى الدنيا قيراط حظ ولا فدان شطارة وبعدين اتجوز الغنية جدا نهال كمال صاحبة العزب والاطيان فى السماعيلية وساعدته فى الانتشار والنجاح وبكننى اعتقد ان صلاح جاهين ومحمد حمزة وفؤاد حداد وحسين السيد واحمد فؤاد نجم افضل منه كثيرا ..الدنيا حظوظ على رأى فنان الشعب يوسف وهبى ..واختتم لتمنباتى ان انشر قريبا جدا مقالى الأول معكم فى هذه الصفحة لليوم السابع الموقع العالمى ..وستكون عن التعليم الفنى الميت اكلينيكيا .علميا واخلاقيا ....نسية النجاح فيه اقصد الوصول للجامعات لاتزيد عن 10 % على اقصى تقدير .ربنا يسترها على مستقبل التعليم السنين الجاية