عادت 40 فتاة وسيدة بدوية فى شمال سيناء، لامتهان حرفة الأمهات والجدات، وهى "التطريز"، للسير على طريق من سبقهن وفتح أبواب جديدة لتحسين الدخل.
الفتيات والسيدات المتدربات جميعهن من قرى غرب مركز بئر العبد، بينهن ربات بيوت وموظفات وطالبات، وجدن فرصة التدريب على أشهر وأقدم حرفة خياطة لا تزال حاضرة فى المجتمع السيناوى وهى التطريز، القائمة على استخدام الخيوط الملونة والإبرة، وبها ترسم أشكال هندسية ولوحات فنية مشكلة على القماش .
وقالت حنان مقيبل، المسئولة عن دورة تعليم فنون التطريز، إنه يجرى تنفيذها بمعرفة إحدى الجمعيات الأهلية القائمة بأنشطة تنمية المشروعات الصغيرة، وبتمويل من جهاز تنمية المشروعات الصغيرة، وتجرى فى مركز بئر العبد على دورتين وفى كل دورة تستقبل 20 متدربة.
وأشارت "مقيبل"، لـ"اليوم السابع"، إلى أن الهدف إحياء أهم حرفة خياطة فى سيناء، وربطها بجيل الحاضر وتعظيم الاستفادة منها، من خلال قيام متدربات ممن يتفنن فنون الحرفة بتعليم أخريات لها، ليبدأن بدورهن إنتاجهن من المشغولات المطرزة .
ولفتت المسئولة عن الدورة، إلى أن الفائدة التى ستعود على المتدربات أنهن ومن بيوتهن يمكنهن القيام بإنتاج مشغولات مطرزة على القماش، وتسويقها عن طريق معارض الجمعيات الأهلية وغيرها، وتحقيق دخل إضافى .
وقالت "أم سامى"، إحدى المتدربات، إنهن يحضرن يوميًا ويتم تعليمهن أصول وأسرار المهنة التى تتطلب صبرًا ومهارة، خصوصًا أنها تعتمد على قوة العقل والبصر .
وأعربت عن أملها أن تشارك كسيدات أخريات من قريتها فى بيع مشغولات، وتحقيق دخل إضافى يعينها على تربية أبنائها.
وأوضحت "نصرة محمد"، إحدى السيدات المسنات، أن حرفة التطريز ليست سهلة، وفى الماضى كانت تتقنها البدوية فى مراحل طفولتها المبكرة، ومع تقدم عمرها تتمكن أكثر من البراعة فيها، حتى تصبح قادرة بمفردها أن تقوم بتطريز ثوب كامل، وكل هذا باستخدام الخيوط والإبرة، وقد تتشارك فيه هى وأخريات، ومعروف أن لكل قبيلة فى سيناء طرقًا معينة فى التطريز واختيار الألوان للخيوط وأشكال النقوش، وجميعها تتوارثها الأجيال، وهى رغم مشتقها تقوم بها البدوية فى لحظات فراغها ولا تعطلها عن أعمالها الأخرى، سواء داخل المنزل أو خارجه، فكلما وجدت الفراغ أمسكت بخيوطها وإبرتها وبدأت النقش على قطع القماش.
وقال المهندس سليمان العمارى مدير جهاز تنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة بمحافظة شمال سيناء، إن المشروع ضمن مشروعات قطاع النوع الاجتماعى، ويتضمن سلسلة من الدورات التدريبية فى مجال الحرف التراثية، تم إسنادها لجمعيات أهلية متخصصة، بعد أن تبين دور هذه الحرف فى المجتمع ونجاح تحويلها لمشروعات صغيرة تحقق الفائدة منها وتكسر حاجز البطالة، وتفتح آفاقًا جديدة لإنتاج اقتصادى مختلف ونوعى .
وأشادت حسناء الشريف مقرر المجلس القومى للمرأة بشمال سيناء بالتجربة، مشيرة إلى أن سيدات سيناء أبدعن فى مهنة التطريز مِن قديم الزمن، حيث كانت السيدة البدوية تتفنن فى نقوش التطريز على القماش وتصنع الثوب البدوى المعروف، وكان من الحظ الجيد أنه رغم اندثار الاهتمام بارتداء الأثواب المطرزة إلا أن الحرفة لم تندثر، ونجحت سيدات سيناء فى تطوير الاهتمام بها، ونقش التطريز على الملابس الحديثة من العباءات والشالات، وتطور الأمر للنقش على المشغولات من شنط وأساور وإكسسوارات، وحتى جراب المحمول والميداليات وغيرها، وأصبحت هذه المشغولات المطعمة بالتطوير تباع ولها أسواق وعليها طلب فى المعارض المحلية والعالمية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة