طبعة جديدة من رواية عمار على حسن "جدران المدى"

الأحد، 12 نوفمبر 2017 03:00 ص
طبعة جديدة من رواية عمار على حسن "جدران المدى" غلاف الرواية
كتب أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

صدرت عن دار الدلتا للنشر والتوزيع طبعة جديدة من رواية عمار على حسن "جدران المدى".

 

وكتب عمار على حسن إهداء يقول فيه: "قبل نحو عشرين عاما، وفى أيام عصيبة، كتبت الجملة الأخيرة من هذه الرواية، التى كنت أجد فى سطورها الصبر والسلوى.. وها أنا الآن أهديها إلى تلك الأيام البعيدة القريبة، وأبلغها امتنانى لها، لأن من أرادوا وقتها الإساءة إلى أحسنوا إلى، وهم لا يدرون".

 

تتخذ الرواية، التى هى من أوائل الروايات التى كتبها مؤلفها، من مصر كلها مكانا لها، بحكم انتماء أبطالها، إلى بقع متفرقة على جسد الوطن، بدءا من الصعيد إلى الدلتا، وصولا إلى الصحراء الفسيحة، التى تعد المكان المركزى، الذى تدور حوله الأحداث بأيدى شخصيات عدة منها الصعيدى والفلاح والبدوى، الريفى وابن المدينة، القاهرة والسكندرى، السواحلى وسكان الجبل.

 

وأبطال الرواية موزعون على التيارات السياسية المصرية، أحدهم يسارى، خانه الرفاق وهجرته الحبيبة ولفظته الوظيفة الحكومية بعد معاناة شديدة، والآخر إسلامى متطرف حكم عليه غيابيا بالسجن أثناء رحلة هروبه، ولم يجد من يسمعه رغم تغييره لأفكاره بحكم تجربة جديدة عاشها وكتب مستنيرة قرأها فى هذه الرحلة، التى انتهت به إلى العيش فى الكهوف.

 

أما الثالث ففلاح مصرى بسيط، تدفعه الظروف الظالمة إلى أن يصبح قاطع طريق. وعلى أطراف هذه الشخصيات المحورية الهاربة من الوادى الخصيب إلى قلب الصحراء الغربية، تحفل الرواية بشخوص عدة، ينتمون جميعا إلى المهمشين، من سعاة وعمال تراحيل وطلبة يعانون فى سبيل استكمال دراستهم.

 

ويبدو الحلم هو القيمة المركزية فى هذه الرواية، لكنه حلم منسى ومقموع، لأبطال مأزومين، انكسروا حين انكسرت أحلام الوطن الضائع، فتاهوا فى الغربة والخوف.

 

ويقول المقطع الأول من الرواية: "كل شيء هالك هنا إلا المرارة المتدفقة إلى فمى، وصخرة عالية تعاند الفناء، امتطياها وخبأت عينى فى عمق الظلام يمنة ويسرة، وتركت أذنى لصفير الريح والغبار، وهواء بارد اصطكت له أسناني"، وكذلك المقطع الأخير الذى تنتهى به الرواية ويقول: "لم يكن هناك مجيب غير صدى يهزأ منى، وصراخى يلف الصحراء ليموت هناك على أسنة التباب البعيدة، ثم يسقط فى الرمال السافية التى ربما تنتظر قدمى المنهكتين فتبتلعنى، فريسة شهية فى ذلك الليل الساكن. صعود وهبوط. قيام وقعود. وقوف وسير بطئ. حركات فى الزمان والمكان لا تعنى شيئا سوى أننى تائه ضائع، أبحث عن ضالتى. وضالتى كهف رطب فى بطن الصخر الصوان، ورجال جاءوا ليقضوا هنا أياما يريدون لها جريانا، لكنها تمضى كسيحة رتيبة، لا يلوح أمل فى الخلاص منها سوى الموت".

 

ترسم الرواية بعض ملامح المرحلة الاجتماعية والسياسية التى كانت تمر مصر قبل ثورة يناير، حيث نجد أحداثا وتفاصيل حياتية عديدة، بدءا من الحياة الوظيفية إلى الفلاحة وحياة العمال وكدحهم وحياة اللصوص وأولاد الليل والمطاريد إلى بدو الصحراء، ومن المهمشين إلى المتمكنين فى الإدارة وعالم الأعمال.

 

يشار إلى أن عمار على حسن قد أصدر عشر روايات هى "خبيئة العارف" و"بيت السنارى” و"جبل الطير" و"باب رزق" و"شجرة العابد" و"سقوط الصمت" و"السلفى” و"زهر الخريف" و"جدران المدى" و"حكاية شمردل"، وله ست مجموعات قصصية، هى "عطر الليل" و"حكايات الحب الأول" و"التى هى أحزن" و "أحلام منسية" و"عرب العطيات"، إلى جانب كتب فى النقد الأدبى والتصوف وعلم الاجتماع السياسى.

 







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة