"الإصلاح القبطى" VS "حماة الإيمان" جماعتان قبطيتان فى مواجهة الكنيسة.. المصلحون: سلاحنا الكلمة والبحث والنقاش وشعب الكنيسة صار أسيرًا للجهل.. و"الحماة" يردون: يبحثون عن الزعامة ويرتكبون مخالفات واضحة

الأربعاء، 29 نوفمبر 2017 05:30 ص
"الإصلاح القبطى" VS "حماة الإيمان" جماعتان قبطيتان فى مواجهة الكنيسة.. المصلحون: سلاحنا الكلمة والبحث والنقاش وشعب الكنيسة صار أسيرًا للجهل.. و"الحماة" يردون: يبحثون عن الزعامة ويرتكبون مخالفات واضحة البابا تواضروس الثانى
كتبت: سارة علام

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

تمر المؤسسة الكنسية بتحولات كبيرة منذ وصول البابا تواضروس إلى سدة الكرسى الباباوى، إلا أن تلك التحولات اتخذت مسارًا مختلفًا فى الأيام الماضية بعد إعلان مجموعة من أقباط المهجر والداخل تشكيل جماعة تسمى جماعة الإصلاح القبطى اتخذت صورة القديس حبيب جرجس مؤسس مدارس الأحد شعارًا لها، وهو ما لم يرضى جماعة قائمة بالفعل تطلق على نفسها "حماة الإيمان" وهى جماعة تقليدية تتآلف من خدام وشمامسة بالكنيسة ولاهوتيين تؤمن بأن التغيير يؤدى إلى فقدان هوية الكنيسة القبطية التى صدمت فى وجه كنائس العالم آلاف السنين لا تغير معتقداتها ولا تحركها قيد أنملة.

 

نشرت الجماعة الجديدة مبادئها الحاكمة فى وثيقة حظيت بتوقيع 40 شخصية قبطية، مؤكدة على سعيها لصلاح وخير الكنيسة بعيدًا عن أى غرض شخصى مع محاولة السير على درب القديس حبيب جرجس رائد حركة الإصلاح المعاصر، ومحاولة تحقيق حلمه الذى أعلنه فى كتابه «الوسائل العملية للإصلاحات القبطية»، لمواجهة التحديات المعاصرة الجديدة والمُلحّة.

ولفت البيان الأول للحركة، أن ما يجرى فى المؤسسة الكنسية وجه نظر الأقباط ودفعهم للقلق، وتراوحت ردود أفعالهم تجاهه، فالبعض تحاشى الخروج للعلن خوفًا على سمعة الكنيسة أو تمسكًا بشعارات ومفاهيم خاطئة أو انتهى عصرها، والبعض يرى أن الأوضاع العامة فى مصر لا تسمح بفتح هذه الملفات حاليا، والبعض لا يعرف كيف يبدأ الإصلاح ويكتفى بالدردشة فى الجلسات الخاصة، بينما يخشى آخرون الاقتراب من ملف الإصلاح خوفا من اتهامهم بمعاداة المؤسسة الكنسية أو قياداتها.

 

وأبعدت الجماعة الناشئة نفسها تماما عن المسائل العقائدية وعن التنظيم الداخلى (الهيراركي) الكنسى، مع الإعلان عن الاهتمام بعدة قضايا محورية بينهاقضية فصل الدين عن السياسة تماما فى الكنائس، وكيفية استفادة الشعب القبطى من تبرعات الأقباط بالمهجر، وكيفية استثمارها، وكذلك اهتمت الجماعة بقضايا التمثيل السياسى للأقباط، ونظم الأحوال الشخصية، وبناء الكنائس، ودور المجالس الملية.

 

واعتبرت الجماعة الناشئة فى ذلك، أن سلاحها سيكون الكلمة والعمل القانونى والبحث والدراسة والنقاش والمؤتمرات ـ كل ذلك بأساليب موضوعية وبنّاءة، بعدما أصبح الشعب القبطى أسيرا لجهل عميق الجذور ومتعدد الأسباب.

فى حين هاجم مينا أسعد المدرس بكلية اللاهوت ومؤسس رابطة حماة الإيمان الجماعة الناشئة قائلًا: من يدعى أنه قائد لحركة إصلاح لابد أن يثبت أولا أن هناك فسادا يحتاج إلى إصلاح بواسطة حركة مضيفًا:وهذا بكل تأكيد لم يحدث مع ضرورة التأكيد على أن إثبات وقوع فساد يختلف جذريًا عن فكرة أن السائد لا يروق لك.

 

وقال أسعد لليوم السابع، أن حركة الإصلاح الجديدة تبحث عن دور وزعامه وظهور مع كامل احترامنا لشخصياتها، مؤكدًا أن البيان المنسوب للحركة حمل مخالفات كنسية واضحة تخالف القوانين الكنسية والكتاب المقدس مضيفًا: لذا نندهش لصالح من هم يعملون وأتوقع أن يختفون سريعًا.

 

فى الناحية المقابلة، فإن كمال زاخر مؤسس التيار المسيحى العلمانى، قال لليوم السابع أن الكنيسة بحاجة إلى إصلاح ولا شك فى ذلك، فمن غير الممكن أن تحتفل الكنيسة الإنجيلية بمرور 5 قرون على حركة لوثر الإصلاحية، وتحتفل الكنيسة الكاثوليكية بمرور أكثر من نصف قرن على المجمع الفاتيكانى الثانى الذى أطلق ثورة فى علاقة الكنيسة بالأخر، وتقف الكنيسة القبطية محلك سر.

 

وتوقع زاخر، أن ينجح البابا تواضروس فى نهجه الإصلاحى رغم وقوف التيارات التقليدية له بالمرصاد، لأن التاريخ ينحاز دائمًا لحركة التنوير مهما استغرق ذلك من وقت أو جهد.

 

ورأى زاخر ضرورة أن تتم الدعوة للإصلاح الكنسى بين شقى الكنيسة الشعب ورجال الدين فإذا كان رأس الكنيسة وهو البابا تواضروس يقوم بخطى إصلاحية فعلية فلماذا تتم تلك الحركة بعيدًا عنها ملمحًا بوجود نية لمهاجمة البابا وراء مؤسسى الحركة.

 

يذكر أن البابا تواضروس الثانى ومنذ توليه كرسى مارمرقس يؤمن بضرورة التجديد فى الكنيسة إلا أن التيار التقليدى فى الكنيسة يرفض ذلك وكان آخر تلك المحاولات ما عرضه على المجمع المقدس الأخير من قبول معمودية الكاثوليك فقوبل الأمر بالرفض.










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة