صور.. بنت بـ100 راجل.. أصغر جزارة فى بنها: بشتغل من عمر السابعة وتحملت المسئولية بعد وفاة والدى.. أكملت دراستى مع الشغل والتحقت بالجامعة.. ووالدتها: "آية" بتصرف على أخواتها الأربعة وعايشين بـ600 جنيه

السبت، 16 ديسمبر 2017 11:00 م
صور.. بنت بـ100 راجل.. أصغر جزارة فى بنها: بشتغل من عمر السابعة وتحملت المسئولية بعد وفاة والدى.. أكملت دراستى مع الشغل والتحقت بالجامعة.. ووالدتها: "آية" بتصرف على أخواتها الأربعة وعايشين بـ600 جنيه ايه أصغر جزارة في بنها
القليوبية_ نيفين طه

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

"بنت بـ100 راجل" تلك المقولة الدارجة ليست كلمة عابرة فهى تطلق على "آية" التى تبلغ من العمر 17 عاما وتمتهن بمهنة الجزارة، فتاة جميلة الملامح الضحكة تملأ وجهها ولكنها بالعمل راجل، خرجت للعمل من أجل أسرتها وتحمل مسئوليتهم بعد وفاة والدها، وأكملت دراستها حتى التحقت بالجامعة.

 

وتروى آية مدبولى البالغة من العمر 17 عاما قصة كفاحها لـ"اليوم السابع"، قائلة: منذ عمر السابعة كنت بشتغل مع والدى، وبأتى معه يوميا افتح المحل ثم أذهب لمدرستى، وبعد المدرسة أعود مرة أخرى أساعده فى العمل، ثم اذهب للمنزل لأرتاح بعد مشقة العمل، وأبدأ مذكراتى، وتعلمت مهنة الجزار من والدى فكنت أقف معه أثناء الذبح والتنظيف وأشاركه فى البيع، ومرت الأيام وكنت وأشقائى الأربعة نعيش حياة بسيطة يسودها الحب والأمان فى ظل وجود أبى.

 

وتابعت "آية": لم يستمر الحال وكشفت الحياة عن أنيابها وتوفى والدى ووقتها كنت بالصف الثانى الثانوى العام، وتبدلت حياتنا، فمن كان يرعانا توفي، وأصبحت وأشقائى ووالدتى فى مهب الريح، وقتها قررت أن أترك التعليم وأنزل افتح ومحل والدى وأشتغل بمهنته حتى أنفق على اشقائى ووالدتي، خاصة أنه تم صرف لنا معاش بقيمة 600 جنيه، وهذا المبلغ زهيد جدا ونحن جميعا بمراحل التعليم المختلفة.

واستطردت: شجعتنى والدتى ووقفت بجانبى ودعمتنى لإكمال دراستى بجانب العمل، وبالفعل بدأت العمل فى مهنة الجزارة، وبذهب الساعة السابعة صباحاً للسلخانة للدبح وأتى باللحمة إلى المحل بشارع الجزارين بمدينة بنها، لكى أبيعها وبفضل الله ربنا بيكرمنى بمصاريف يومنا التى تصل من 50 الى 60 جنيها وأحيانا لا نكسب شيئا.

وأكملت: بعد انتهائى من عملى فى حوالى الساعة السابعة مساء، أذهب إلى منزلنا وأرتاح بعض الوقت وأبدا رحلة المذاكرة، وبعتمد على الكتب الخارجية وبعض دروس فى عدد من مواد أذهب إليها خلال يومى بعد ترك المحل لوالدتى أثناء فترة الدرس، ثم أعود إلى العمل بعد انتهاء الدرس من أجل لقمة العيش، لأن المحل هو باب الرزق لى وإخواتى، ولم أستطع أخذ دروس فى جميع المواد بسب عدم مقدرتى المالية، بالإضافة إلى أن أخواتى بحاجة لدروس أيضا لأنهم فى مراحل التعليم المختلفة.

وأضافت: كل هذا من أجل أسرتى التى ليس لديهم عائل ينفق عليهم سوى عملى، ومرت الأيام حتى نجحت بالثانوية العامة، وفرحت جدا بنجاحى، الذى كان ثمره كفاحى ووالدتى ورفعت رأسى والدى أمام الجميع الذين كان يقولون له أن المحل سيغلق بعد وفاته لأن ليس له ولد، ولكن أراده الله فوق الجميع وأصبحت الآن واقفة بدلا من والدى بعد وفاته.

وأكملت "آية": بالرغم من حصولى على مجموع كبير بالثانوية العامة ولكنى فضلت الالتحاق بكلية الخدمة الاجتماعية ببنها، حتى لا تزيد مصاريفى وبحاجة للمال من أجل أشقائى، وحاليا بذهب للجامعة 3 أيام بالأسبوع وبفتح المحل 4 أيام.

وتابعت "آية": الحياة فرضت الشقاء والعمل من أجل أسرتى التى أعيش من أجلها، ومعروفة بشارع الجزارين ببنها، فالجميع يطلق على آية المكافحة وآخرين يطلق آيه البنت اللى بـ100 راجل، ولكنى بفضل منادتى باسمى فقط، يكفينى حبهم لى ووقوفهم جانبى ووالدتى بعد وفاة والدى.

وتقول "آية": بعرف أدبح وأنظف الدبيحة، وببيع كل أنواع اللحمة، بالإضافة إلى حلويات اللحوم، مرددة: "الرزق الحلال حلو وبيحب الخفية".

وأكملت: بخبرتى أفرق بين اللحوم الطازجة والرديئة، فاللحمة النظيفة تتمتع باللون الأحمر المائل للوردي، أما الرديئة فيكون لونها باهت، ولكن وبشتغل على اللحوم النظيفة ومعروفة بين الجميع بذلك".

وأضافت : عمرى ماتكبرت أو خجلت من عملى، دا وسام على صدرى لأنه عمل شريف، منذ صغرى تربيت على الأمانة والأخلاق، وبتوفيق الله أصبحت عائل أسرتى ومتحملة مسئوليتهم.

وأكملت : بنتحصل على معاش بقدر 600 جنيه ونحن 4بنات ونعيش بشقة سقفها إيل للسقوط، وهذا المبلغ لا يكفينا على تحمل متطلبات الحياة الصعبة،وأشقائى متطلباتهم كثيرة، فأتمنى فى معاش آدمى لنا أو شقة تجمعنا.

وقالت والدة "آية" الحاجة "ليلى": "ربنا يبارك فى ابنتى لولاها كنا مش هنلاقى نأكل، فهى تشتغل من الساعة السابعة صباحا حتى العشاء من أجل الإنفاق على أشقائها، وبجانب ذلك تذاكر وتجتهد"

وأضافت والدة "آية": منذ وفاة زوجى وابنتى تتحمل مسئوليتنا رغم أنها كانت بالثانوية العامة، ولكنها لم تتركنى وأشقائها، وتذاكر من الساعة الرابعة صباحا حتى السادسة ثم ترتدى ملابسها، وتتوجه للمحل مكان عملها حيث المسافة بين المنزل والمحل حوالى ساعة تقوم بفتحه وانتظرها بالمحل ثم تذهب الى السلخانة تذبح وتأتى باللحمه، وتقوم بوضعها بالمحل وتستمر بالعمل حتى يأتى موعد دراستها، ثم تتوجه إليه وتعود مرة أخرى للعمل وتظل حتى العشاء، ونذهب لمنزلنا .

وتابعت "الأم" : ربنا كريم وآية تعبت أوى وشجعتها لتكمل دراستها وألتحقت بالجامعة وبالرغم من أنها حصلت على مجموع عالى يؤهلها لكليات القمة، ولكنها ضحت بذلك من أجلى وأشقائها حتى تقلل مصاريفها ويكون لديها وقت للعمل بالمحل للإنفاق علينا.

ورددت الأم قائلة: "ابنتى معروفة فى شارع الجزارين ببنها بأنها بـ100راجل وشاطرة فى كل حاجة وتعرف تدبح كويس أوى". مطالبة بمساعدتها بشقة من أجل أولادها البنات.


 

 


 

 


 

 


 

 


 

 


 

 


 

 


 

 


 

 










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة