الأسئلة الأكثر جدلا فى ميزان شيوخ قوائم الفتوى.. الموسيقى الهادئة حلال والفن فى أصله مباح واللمس محظور.. منع المحجبات من الأماكن العامة إثم.. "بحبك" فى الخطوبة حلال.. الشات ليس خلوة والصداقة وصور الفيس بضوابط

بعد سنوات طويلة من الجدل، من هم أهل الفتوى القادرون على مواجهة أسئلة الجمهور والرد عليها؟، حسمت قوائم الإفتاء ذلك الجدل بإعلان أسماء ما يقرب من 250 عالما، من علماء الأزهر والأوقاف ودار الإفتاء، هم فقط المصرح لهم بإصدار الفتوى وأصحاب الأهلية لذلك.

وأعادت تلك القوائم إلى الساحة مسائل جدلية، بعضها قديم، وبعضها حديث، لكنها جميعا ترتبط بفتاوى صدرت من شيوخ ودعاة فى أوقات مختلفة، وأثاروا جدلا بتلك الفتاوى، وكانت الأزمة حول مدى أهليتهم وصلاحيتهم لأخذ الفتوى منهم من الأساس، ما يجعل الجميع الآن أمام فرصة أفضل لحسم ذلك الجدل من خلال من تقول عنهم مؤسسات الأزهر والإفتاء والأوقاف إنهم أهل الفتوى.

لذلك يطرح "اليوم السابع" على بعض من علماء تلك القوائم، أسئلة ومسائل كانت ولا تزال مصدرا للجدل مع كل  جيل جديد، أو حتى الأجيال السابقة التى لا تزال تبحث عن إجابات من أهل الثقة.

ما حكم منع ارتداء الحجاب ببعض الأماكن العامة مثل المنتجعات السياحية؟
 

يجيب على هذا السؤال الدكتور الشحات الجندى عضو مجمع البحوث الإسلامية وعضو قوائم الإفتاء، مؤكدا أن الأمر هنا يختلف عن النقاب، لأن الحجاب فرض، وعلى كل مسلمة أن ترتديه كما شرع الله، وألا يظهر منها إلا الوجه والكفين، مشيرا إلى أن منع ارتدائه إثما يحاسب عليه صاحبه، لأنه يمنع ما فرضه الله.

وأوضح الجندى، أنه لا وجه لأن تخلع سيدة حجابها بحجة أن هذه ضوابط المكان، وعليها أن تبحث عن بديل له سواء كان مكان عمل أو مكان عام أو مكان ترفيهى.

يجيب أيضا الدكتور الشحات الجندى على ذلك السؤال، مؤكدا أن النقاب ليس فرضا، وأن ارتداءه حق وحرية لأى امرأة تريد ارتدائه، أما اشتراط مكان ما كالجامعة أو غيرها بحظر ارتدائه يراه أمرا جائزا طالما له ضرورته، لكنه يرى فى نفس الوقت أن حرية ارتداء النقاب يجب أن تبقى حرية ممنوحة طالما أن النقاب لا يوقع ضررا على أحد، وطالما هناك حلول بديلة لفكرة منعه كأن يتم تخصيص أكشاك صغيرة للتفتيش خاصة بالمنتقبات.

منع ارتداء النقاب فى بعض الأماكن حرام أم حلال؟
 

مضيفا، أنه إذا رأى مكان ما أن لا مفر من حظر ارتداء النقاب فلا حرمة فى ذلك، وللمتعاملات مع ذلك المكان من المنتقبات أن يقبلن ذلك أو يرفضن ولا حرج عليهن، سواء التزمن بالقرار وخلعن النقاب، لأنه ليس فرضا، أو رفضن القرار وتركن المكان.

من أقدم الأسئلة وأكثرها جدلا سؤال هل الاستماع إلى الموسيقى حلال أم حرام، خاصة مع دخول أشكال جديدة من الموسيقى على المجتمع المصرى مثل الراب والمهرجانات وغيرها من أشكال الموسيقى التى يراها أهل الفن أنفسهم سيئة.

 هل موسيقى المهرجانات والراب حرام؟
 

يجيب الدكتور محمد الشحات الجندى على ذلك السؤال، مؤكدا أن الموسيقى فى أصلها حلال، ولا شىء فيها، لأنها عمل ينقى الروح ويهذبها، خاصة فى أشكالها الهادئة والحسنة والمحببة، وباستخدام الآلات الدافئة الناعمة.

أما ما يثير الغرائز والشهوات من أى نوع موسيقى فهو حرام وليس محببا، ولا يجب الاستماع إليه، مشيرا إلى أن هذه الأمور كلها تخضع لسؤال حول القيمة التى تقدمها، فإن كانت تقدم قيمة حسنة فهى حلال، وإن كانت لا تقدم قيمة حسنة فهى حرام.

وضرب مثلا بالأغانى الوطنية والأغانى الدينية، مؤكدا أنه لا يستطيع أحد أن يحرم تلك الأنواع من الأغانى لما لها من تأثير حسن وإيجابى على روح الإنسان ومشاعره.

ما حكم القبلات والمشاهد التى بها تلامس بين الرجل والمرأة فى السينما؟
 

عادة ما يعود هذا السؤال طرح نفسه على المشهد مع كل جيل جديد من الفنانات، خاصة إذا قررت  إحداهن اعتزال الفن أو ارتداء الحجاب، وقد كشف المنتج حفظى فى حديث تليفزيونى له مؤخرا مفارقة بأن أغلب ممثلات الجيل الحالى يرفضن القبلات فى الأفلام.

ويجيب الدكتور أحمد المالكى أحد أئمة الأزهر الشريف وعضو قوائم الإفتاء على هذا السؤال، موضحا أن الفن فى أصله مباح وحلال، لكن حكم بعض الممارسات التى تتم فيه مختلف، مؤكدا أن القبلات والتلامس بين الرجل والمرأة الأجنبية عنه حرام ومحظور فى الشرع، وأن ذلك لا يختلف سواء كانت القبلة أو التلامس فى الحياة العادية أو فى مشهد سينمائى، وأن الحديث عن أن ذلك تمثيل أو فى سياق درامى لا يبرر ارتكاب فعل حرمه الله.

ما ضوابط علاقة الحب بين الولد والبنت المخطوبين؟
 

أثارت تلك المسألة جدلا كبيرا، حول مدى صحة أن يتبادل الولد والفتاة كلمات الحب والمشاعر فى فترة الخطوبة، حيث ذهب بعض أئمة الأزهر إلى تحريم كلمة "بحبك" فى فترة الخطوبة.

لكن الدكتور أحمد المالكى عضو قوائم الفتوى له رأى مخالف لذلك التحريم، حيث يرى أن الأصل فى الحب والمشاعر أنها خصال إنسانية أحلها الله ورسوله ومواقف الصحابة تؤكدها، مضيفا أن الأمر يظل مباحا وحلالا طالما أنه ظل كلاما فى إطار إظهار المشاعر الطيبة ولم يتحول إلى ممارسة أو فعل يؤثم عليه صاحبه، خاصة أن الخطبة لا تعد جوازا شرعيا.

ويؤكد المالكى أن كلام الفتى والفتاة لبعضهما خلال فترة الخطوبة ليس به شىء، طالما أن تعبير عن مشاعر صادقة وحقيقية وليس به تزييف أو كذب أو محاولة للإثارة أو الفتنة.

ما حكم الشات الخاص بين الولد والبنت باستخدام تطبيقات التواصل؟
 

ذهب بعض الشيوخ إلى اعتبار تبادل الرسائل "الشات" بين رجل وامرأة على فيسبوك أو واتس آب نوع من الخلوة المحرمة شرعا، لكن الدكتور أحمد المالكى يوضح أن الأمر ليس فيه أى حرمة، وأن الخلوة التى يحرمها الشرع هى خلوة الأبدان وليس خلوة الكلام.

موضحا أن الشات ليس فيه خلوة أبدان، مشددا على أن ذلك لايعنى أن يقول الرجل والمرأة كلاما محرما، لكن الإجازة هنا هى إجازة الفعل وليس تفاصيله، بمعنى أن الشات فى حد ذاته حلال، لكن قد يكون ما يقال فيه كلام يأثم عليه قائله.

ما حكم الصداقة وتبادل الأسرار بين شاب وفتاة؟
 

وبنفس التفسير السابق يرى المالكى أن الصداقة فى أصلها أمر مقبول ومباح وليس فيه شىء، ويؤكد أنه لا مانع من أن يكون هناك صداقة بين رجل وامرأة شرط ألا يتم فى هذه الصداقة شىء محرم فى الحديث أو الفعل.

موضحا أن الصداقة التى تعتمد على الدعم والمساندة والصدق لا شىء فيها طالما أن الطرفين يعرفان جيدا ضوابط وأحكام العلاقة بين الرجل والمرأة.

هل يجوز للفتيات المغالاة فى وضع صورهن على فيسبوك؟
 

فى الماضى كان بعض شيوخ السلفية يحرمون الصور ويعتبرونها بيتا من بيوت الشيطان، حتى جاء عصر الفيسبوك وأصبحت الصورة الشخصية ونشر الصور أحد تفاصيل الحياة اليومية للشباب وخاصة الفتيات.

ويرد المالكى على تحريم البعض للصور من الأساس بأن هذه التحريم خاطئ، مؤكدا أن الصور فى حد ذاتها ليس بها أى شىء، وأن استخدامها حلال وأن ما كان يقال على أن الشيطان يسكن بها ليس من الشرع فى شىء.

لكنه يضيف أنه كما أن الفتيات من حقهن استخدام الصور كما يشأن، إلا أنه عليهن أن يلتزمن فى تلك الصور بما أحل الله ظهوره، وأن يبتعدن عن ما حرم الله ظهوره، مفسرا أن الصورة هى فى الأصل للفتاة، وبالتالى ينطبق عليها شرعا ما ينطبق على لبس الفتاة ومظهرها، ولا يجوز أن يكون بتلك الصورة شىء يخالف الشرع.