كرم جبر

«فيس بوك» ومنصات الاغتيال!

الأحد، 24 ديسمبر 2017 08:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
«فيس بوك» تحول إلى منصة اغتيال عشوائية، من خلال بعض المواقع التى لا تعرف الانضباط ولا الأخلاق، ومن شاشة لتعارف الأصدقاء، إلى مستنقع للنيل من الأبرياء، ما أكثر ضحاياه الذين جرفتهم تلك الوسيلة الساحرة، دون أن يعرف مخاطرها! ومأساة بعض وسائل الإعلام والإعلاميين، هى الجرأة فى ترديد ما تنشره الصفحات المجهولة على أنه حقائق، دون أن يكلف نفسه مشقة البحث والتحرى.
 
مواقع التواصل الاجتماعى تنقل عن بعضها كالببغاء، وبمجرد أن ينزل الخبر فى موقع، حتى لو كان كاذبا، يسرى سريان النار فى الهشيم فى بقية المواقع الأخرى، وخلال دقائق معدودة، يمتلئ الفضاء الإعلامى بدماء الضحايا وأشلائهم، وتنتحر الحقيقة وتسود شريعة الغاب، ولن تأخذ حقك إذا أصابتك سهام الإعلام الكاذب بكل صنوفه، فإذا ذهبت إلى الموقع أو الجريدة، فلن تجد قبولا، وإذا ذهبت إلى المحاكم فأمامك سنوات وسنوات، والأكثر خطورة هى الصفحات المجهولة والمواقع المدسوسة، وصفحات أسست من أجل الابتزاز والإثارة والتحريض، ولا يمكن أن تصل لصاحبها، وإذا خاطبت الأخ «مارك» رد عليك بأنها لا تخالف القواعد الأخلاقية، أخلاق «مارك» التى لا تعرف شيئا عن معايير الأخلاق، ولا عمليات التدمير الواسعة للأخلاق.
 
غيرنا من الدول انتبهت لذلك، وأصدرت قوانين تحمى مواطنيها، وتصون مهنة الإعلام من المندسين، وتمنع تحولها إلى أسلحة فاسدة لاغتيال الأبرياء وتلويث سمعتهم، ومن الأهمية أن تفعّل المواقع المحترمة مدونات أخلاقية لقواعد النشر الأخلاقى، فلا تتسابق لنشر أكاذيب، ولا تتبارى لنقل شائعات، وأن توجد آلية لوضع هذه الضوابط موضع التنفيذ.
 
الإعلام ليس سيفا مسلطا على الرقاب، والإعلاميون ليسوا آلهة فوق النقد والحساب، والمهنة أصبحت مثل الأسواق العشوائية، التى تحتاج إلى إعادة تنظيم، فالإعلام المحترم هو الذى يعلى شأن الحرية والممارسة الديمقراطية، ويقود وعى الجماهير إلى الاستخدام السليم للوسائل التكنولوجية، وفى صدارتها السوشيال ميديا، ففى عصر تصعب فيه الرقابة والغلق والمنع، أصبحت القوانين الرادعة هى الحل، القوانين التى توسع دوائر الممارسة الديمقراطية، وتحفظ الحريات الشخصية، وتصون أعراض الناس، ولا تدعى عليهم كذبا وزورا وبهتانا.
 
الخطر قائم ولن ينجو منه أحد يمكن أن تناله السهام الطائشة..  وإذا لم يتم التنظيم الشامل لأسواق السوشيال ميديا العشوائية، فالأخطر قادم.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة