اجتمعت أرواح الشهداء مع إنجازات خبراء ومهندسين وعمال مصريين، مع إرادة واضحة، لتنتج لنا مشهدا مهما فى تنمية قناة السويس وسيناء، والربط الدائم بين شرق القناة وغربها، وأنفاق للنقل والمياه والقطارات. لتظل سيناء على ارتباط دائم وعضوى بجغرافية مصر، مستعدة لتجاوز مراحل الفراغ والإهمال.
كان مشهد ربط غرب قناة السويس بشرقها عن طريق أنفاق دائمة، تحقيقا لحلم ممتد طوال عقود، وكانت مطالب تعمير سيناء بشكل حقيقى وليس سياحيا فقط أحد أحلام المصريين خلال عقود، لأنه يجعل الأمر مرتبطا بالتنمية وليس بمشروعات مؤقتة، أنفاق تمت فى فترة قصيرة لم تتجاوز العامين. وعدد من الكبارى العائمة تربط بين الإسماعيلية وسيناء.
أهالى سيناء والقناة هم الأكثر استفادة من الربط الدائم للضفتين، وخلق مجتمعات متكاملة، لا ترتبط بالسياحة، مجتمعات سكانية وصناعية وتجارية، وتعليمية. فضلا عن السياحة، وتمتد فوائد وثمار التنمية لعموم مصر، لأن هذه المجتمعات تعيد توزيع القوة البشرية وتفتح آفاقا أكثر اتساعا من الوادى الضيق.
نقل المياه إلى شرق القناة يفتح الباب لزراعة وتنمية عشرات الآلاف من الأفدنة مع مشروعات لتحلية المياه، والاستغلال العلمى لمياه السيول والطاقة المتجددة، والرياح والطاقة الشمسية، كل هذا يجعل التنمية عملية متكاملة لبناء مجتمعات تخرج من الوادى الضيق إلى مجتمعات تضيف إلى الجغرافيا وإلى السكان.
كانت لفتة وفاء من الدولة أن تحمل المشروعات الجديدة أسماء شهداء مصريين شباب استشهدوا فى مواجهة الإرهاب. وكان مشهد حمزة ابن الشهيد أحمد منسى وهو يزيح الستار عن الكوبرى العائم الذى يحمل اسم والده الشهيد أحمد منسى مؤثرا، والكوبرى الثانى حمل اسم الشهيد أبانوب جرجس. وكانت أسر الشهداء حاضرة فى تأكيد على أن المصريين يحملون كل الامتنان للشهداء الذين قدموا بطولات وقدموا حياتهم فى مواجهة إرهاب غادر.
نحن أمام عملية لإصلاح أخطاء ترك سيناء وإهمالها من دون تنمية ونمو التطرف والإرهاب فى فراغ الإهمال، وهى أخطاء تنهيها خرائط التنمية، والاستغلال الأمثل للموارد التعدينية والصناعية.
بدت عملية تنمية محور قناة السويس والأنفاق وسحارات نقل المياه، قبل عامين، أمرا صعبا، وكانت التوقعات كلها تشير إلى صعوبة إنجاز كل هذه الخطوات فى فترة ضيقة، لكن الانتهاء من هذه المراحل بسرعة ونجاح، يشير إلى وجود عمل وتخطيط واضح.
هنا يبدو الدرس الأكثر أهمية، أن التخطيط العلمى والاعتماد على أهل الخبرة والتخصص من شأنه أن يسهل العمل ويقود إلى بناء مشروعات متكاملة تعتمد على بعضها، مع الأخذ فى الاعتبار أن هذه المشروعات كلها تمت فى وقت كانت مصر تواجه فيه إرهابا من جهات متعددة، وهو إرهاب ليس محليا فقط، لكنه جزء من شبكات تمويل ودعم فرضت وجودها فى دول مختلفة، ومن هنا يمكن تقدير حجم التضحيات التى قدمها شهداء، يرمز لهم اليوم بأحمد منسى وأبانوب جرجس.
لفتة أخرى أعلنها الرئيس، أمس، وهى أن كل هذه المشروعات والأنفاق نفذتها شركات مصرية، خبراء ومهندسون وعمال مصريون، وأصبح لدينا خبرة فى مجالات صعبة.. إنها بشائر أرواح الشهداء وخبرات أبناء مصر من خبراء ومهندسين ومخططين.
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب الاصيل
بشائر الخير ..
بشائر الخير بدأت وسوف تستمر بإذن الله .. هذا ما نتوقعه من شعب مصر الاصيل ...
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب الاصيل
خبر مفرح طال انتظاره ...
تعمير سينا وإقامة المشاريع بها بداية النهضه التي يتمناها كل المصريين ..