أثار قرار الرئيس السودانى عمر البشير، عن تخصيص جزيرة سواكن الواقعة فى البحر الأحمر شرقى السودان لتركيا كى تتولى إعادة تأهيلها وإدارتها لفترة زمنية لم يحددها، العديد من الجدل حول المحاولات التركية لترسيخ تواجدها فى المنطقة.
وسواكن مدينة تقع فى شمال شرق السودان، على الساحل الغربى للبحر الأحمر على ارتفاع 66 مترًا فوق سطح البحر، وتبعد عن العاصمة الخرطوم حوالى 642 كيلومترًا.
ويعتبر ميناء سواكن هو الأقدم فى السودان ويستخدم فى الغالب لنقل المسافرين والبضائع إلى ميناء جدة فى السعودية، وهو الميناء الثانى للسودان بعد بور سودان الذى يبعد 60 كلم إلى الشمال منه.
وتناولت العديد من الدراسات والأبحاث الحديث عن مدينة سواكن من الناحية التاريخية وأهميتها الاستراتيجية فى المنطقة، ومنها:
أرض الملك سليمان.. أصل التسمية
اسم سواكن مشتق من لفظ "سجون" جمع سجن، والطريف بل الغريب أن يعتبر ذلك الموقع سجنا يضم الخارجين عن القانون والمجرمين، وبحسب دراسة نشرت بعنون "الاتصالات التجاریة والبشریة والدینیة على ساحلى البحر الأحمر سواكن ودورها فى رحلة الحج إلى بلاد الحجاز حتى العصر الحدیث" للدكتور حسن مجدى صالح، فيها أن الملك سليمان -النبى سليمان بن النبى داوود- استخدمها لذلك الغرض، وذكرت الدراسة مستندة لدراسة بعنوان "سواكن فى العصر العثمانى" إن لفظ سجون أصابه التحريف مع مرور الزمن فأصبح "سكون" ومنها اشتقت كلمة سواكن، مع وجود رأى آخر مأخوذ من بعض الحكايات التاريخية بحسب وصف الدراسة ترى أن الاسم فى الحقيقة "سجن الجن" وأن الملك سليمان كان يسجن فيها الجان العاصى والمردة فى هذا الموقع، ثم حرف بعد ذلك فصار سواكن.
كما عرضت الدراسة أيضًا وجهة نظر أخرى، بحسب الكاتب شاطر بصيلى إلى أن اسمها من أصل مصرى قديم "شواخن" ويعنى أنها محطة "شوا" التى تعتبر إقليما نيليا من صميم الحبشة، وتحولت كلمة "خن" إلى "كن"، مع مرور الزمن وظروف أخرى متعلقة باللغة.
الدولة العثمانية وتابعيتها لمصر
بحسب الدراسة نفسها فإن الباب العالى، السلطان العثمانى، كان أصدر فرمانا بالموافقة على طلب الوالى محمد على باشا، بضم كل من سواكن ومصوع إلى أملاكه، باعتبارهما مستعمرتين تابعتين لاسطنبول منذ استيلاء الأميرال سنان باشا عليهما، شريطة إعادتهما لولاية الحجاز بعد وفاته، وأن تدفع جماركها لخزينة جدة، واتخذهما محمد على قاعدتين حربيتين وتجاريتين لتصدير السلع التجاربة المستجلبة من بلاد السودان والحبشة إلى مصر والحجاز، ونصب عليهما محافظا، وأكدت الدراسة على أن سواكن لم تزدهر إلا تحت الإدارة المصرية على المستوى المحلى والإقليمى".
وبحسب دراسة للدكتور طارق محمد نور، بكلية الآداب جامعة الخرطوم، بعنوان "إضاءة على جانب من تاريخ السودان على ضوء الوثائق العثمانية، سواكن 1840، 1864"، إن المدينة ظلت خارج التاريخ قبل فترة ضمها لإدارة الوالى محمد على باشا، بعد ضمها لممتلكاته للقضاء على الثورة الوهابية، وعادت إلى ولاية الحجاز خلال الفترة ما بين 1840 – 1864.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة