"كنت بأخذ طريقة العلاج على الواتس آب".. كانت جملة قالها المحامى الذى قرر ترك مهنته، واستسهل العمل فى الطب، حتى تسبب فى وفاة طفلة بمنطقة الزيتون، فيما أمرت نيابة الزيتون تحت إشراف المستشار عبد الرحمن شتلة المحامى العام لنيابات غرب القاهرة بإحالة محامى لمحكمة الجنايات بتهمة انتحال صفة طبيب وأنشاء عيادة طبية بدون ترخيص وتسببه فى وفاة طفلة.
جاء ذلك بعدما استلمت النيابة تقرير الطب الشرعى الذى أكد أن سبب الوفاة هو إعطاء الطفلة عقاقير خاطئة.
تعود أحداث الواقعة عندما توجه والد الطفلة "وليد " إلى أحد المستشفيات عقب إصابتها بنزلة برد، وكشف عليها طبيب أطفال وأبلغه أن طفلته تعانى من "لحمية وبلغم بالصدر"، وكتب لها على مضاد حيوى وغسول أنف وأخبره أن حالتها ستتحسن.
حالة الطفلة مطمئنة ثم الطفلة ماتت
بعد مرور 4 أيام أصيبت الطفلة بارتجاع وكحة، فتوجه بها إلى المستشفى مرة أخرى، وأخبره طبيب أطفال أن ابنته مصابة بالتهاب رئوى ويجب حجزها بالرعاية ونصحه بضرورة التوجه بها إلى مركز طبى خاص وحجزها هناك.
وأضاف والد الطفلة فى تحقيقات النيابة أن "طبيب المستشفى قالى لى سأرسل معك ممرضا بأسطوانة "أكسجين" للمركز الطبى، وكان يرافقه ممرض أوصله إلى المركز بمنطقة الزيتون، وحصل منه الممرض على 40 جنيها رسوم الأكسجين وكان فى استقبالهم شخص يدعى "محمد ع" على أنه طبيب الأطفال فى المركز واستقبل حالة ابنته وأخبرهم أنه طبيب المركز واستفسر عن حالتها الصحية والرضاعة والترجيع وطلب 2000 جنيه، تم دفعهم له وأبلغ والد الطفلة بحجزها فى "الحضانة" وعندما طلبت منه والدة الطفلة المبيت معها رفض وقال لهما: "أنا هبقى قاعد جنبها 24 ساعة" .
وتابع والد الطفلة: " بالفعل حضرنا له اليوم التالى وكان ذلك الشخص يقوم بإعطاء "ريتاج" الأدوية والحقن والمحاليل، كل ذلك على أنه طبيب أطفال ومتابع لحالة ابنتى، وصباح اليوم الثانى كانت الطفلة بصحة جيدة، ولا يوجد بالمركز طبيب غير الدكتور محمد "المتهم".
يقول والد الضحية: "فى صباح اليوم الثالث توجهت للمركز الطبى الذى تعالج فيه ابنتى وشاهدتها فى حالة صحية سيئة، وعينيها بها احمرار، وعندما سأل الدكتور محمد "المتهم" أخبرنى أن سببه قلة النوم، وعدت إلى المنزل قلق على طفلتى وعندما اتصلت بالدكتور "محمد" أخبرنى أنها فى تحسن مستمر".
وأوضح أنه فى اليوم الرابع، توجه إلى المركز للاطمئنان على "ريتاج" وقابله "الدكتور المزيف محمد"، وأخبرهم أن قلب طفلته توقف وتوفيت إلى رحمة الله.
وأشار والد الطفلة إلى أنه طلب من الطبيب الذى عالج ابنته، بإبراز تحقيق شخصيته المهنية، بعدما شك فى أمره عندما قال له "الطفلة ماتت بسكتة قلبية" فرد عليه المتهم "أنا نسيت الكارنيه والبطاقة فى البيت".
يضيف والد الضحية: " انتظرته 3 ساعات، لكن لم يبرز أى تحقيق شخصية فاتصلت بالنجدة، وحضرت سيارة الشرطة إلى المركز الطبى، وعندما سألوه عن وظيفته كانت المفاجأة والصدمة أنه عامل بالمركز".
اقتادت قوة الشرطة العامل إلى قسم الزيتون وحبسته النيابة، غير أن صاحب المركز هرب بعد الواقعة وأغلق عدة مراكز طبية كان يمتلكها بعد حادث وفاة الطفلة"ريتاج".
المتهم أمام النيابة: أعمل موظف حسابات وصاحب المركز كان يرسل العلاج عبر واتس آب
المتهم "محمد ع" الذى انتحل صفة طبيب أطفال وكان يعالج الطفلة بالمركز الطبى فجر مفاجأة أمام نيابة الزيتون، عندما قال إن صاحب المركز الطبيب "الهارب" عمرو كان يرسل للممرضات طريقة علاج الطفلة "ريتاج" والأدوية اللازمة لعلاجها على "الواتس آب"، مشيرا فى أقواله أمام النيابة إلى أنه استقبل حالة الطفلة بناء على موافقة صاحب المركز الدكتور "عمرو" بعدما أخبره تليفونيا باستقبالها وإيداعها فى "الحضانة" وطلب من والدها 2000 جنيه وكان الممرضون يشرفون على علاج الطفلة إلى أن ساءت حالتها وأبلغوه بوفاتها.
وأضاف المتهم فى اعترافاته، أنه يحمل كارنيه محاماة، ويعمل موظف حسابات بالمركز الطبى بالمستشفى منذ 3 شهور دون عقد عمل، معترفا بأنه عرض تقرير حالة الطفلة "ريتاج" على صاحب المركز الدكتور عمرو عبر "الواتس آب"، وبسؤاله عن مواعيد تردد الطبيب صاحب المركز أكد أنه ليست له مواعيد محددة، مشيرا إلى أنه لم يلتق والد الطفلة "ريتاج" وكان يتابع معهم عبر الهاتف، مشيرا إلى أن صاحب المركز طبيب بمستشفى المطرية، ليأمر المستشار إسلام الأحمدواى وكيل أول نيابة الزيتون بحبس المتهم بعد توجيه تهمة انتحال صفة طبيب والتسبب فى وفاة طفلة بالعلاج الخطأ.
