فى الوقت الذى دخلت فيه مصر فعلياً ضمن نطاق الندرة المائية ووقعها تحت خط الفقر المائى، بدأت وزارة الموارد المائية والرى فى البحث عن حلول وابتكارات وأساليب جديدة للتقليل من استنزاف الموارد المائية وتوفير كل قطرة مياه، وكان من ضمن هذه المقترحات زراعة الأرز بنظام التكثيف.
ويرصد "اليوم السابع" تفاصيل زراعة "الأرز بالتكثيف" بعد أن أثبتت التجربة التى تم تنفيذها على مدار السنوات الثلاث الماضية بأنها توفر حوالى 30% من مياه الرى التى تستخدم لزراعة فدان من محصول الأرز بالطريقة العادية، كما أنها تعطى أعلى إنتاجية والتى وصلت إلى 6.5 طن. وقررت الوزارة تعميم زراعة الأرز بالتكثيف فى 176 ألف فدان بمحافظة البحيرة منتشرة فى 15 مركزا، وذلك بعد نجاح التجربة فى مساحة 100 فدان العام الماضى بمركز المحمودية، حيث وفرت فى استهلاك المياه والأسمدة والتقاوى.. إلى التفاصيل مع الدكتور إيمان سيد مدير عام الموارد المائية بقطاع التخطيط بوزارة الرى.
وأكدت الدكتورة إيمان سيد مدير عام الموارد المائية بوزارة الرى، أن مصر استعانت بتجربة الفلبين فى زراعة الأرز بنظام التكثيف، مشيرة إلى أن هذه الطريقة مطبقة هناك منذ 20 عاما، ومعهد الأرز الدولى فى الفلبين هو صاحب السبق فى الزراعة بهذا النظام، وهى من الدول التى تصدر الأرز، وحان الوقت لمصر أن تستعين بالتجارب الناجحة، لتغير من النمط الزراعى الحالى لتقليل كميات المياه المستخدمة فى مشاتل الأرز.
وأضافت فى تصريحات خاصة لـ "اليوم السابع" أن الأرز بالتكثيف هو تغيير للعادات الزراعية الموروثة لدى المزارعين وتحويلها إلى طرق منتظمة فى الزراعة والشتل حيث يتم تسوية الأرض بالليزر وتسطيرها ووضع البذور على مسافات متساوية، نبتة واحدة بكل "جورة"، وهو ما يساعد على توحيد الكثافة الضوئية للأوراق بكامل الحقل وتحسين حالة المحصول والإنتاجية الزراعية وينتج عن ذلك تقليل عمر الشتل من 30 يوما إلى 15 يوما.
وأوضحت أن هدفنا فى البداية كان البحث عن حلول جذرية لمواجهة تحديات قضايا التلوث وإدارة المخلفات الصلبة بالإضافة إلى تحسين إنتاجية المياه، ومن بينها طريقة زراعة الأرز بالتكثيف خاصة فى ظل تراجع واردات المياه من نهر النيل خلال العامين الماضيين، والتى سجلت فيضان تحت المتوسط، كما أنها تأتى ضمن خطة الدولة لمواجهة التحديات التى تتمثل فى التغيرات المناخية وآثارها فى نقص ومحدودية الموارد المائية، وارتفاع درجات الحرارة مما تطلب تغيير السلوكيات الزراعية الموروثة لدى المزارعين وتحويلها إلى طرق حديثة فى الزراعة والرى.
وقالت: نقوم بتغير طريقة الرى التى يتم الزراعة بها من رى بالغمر لكامل الأرض والتى كان يتم غمرها بعمق 10 سنتيمترات وتحويلها إلى عدة ريات منتظمة بارتفاع من 2 إلى 3 سنتيمترات بحد أقصى، وترك الأرض حتى تجف وتظهر الشقوق وبعدها يتم إعطاء ريه إضافية مما يوفر فى استهلاك المياه أثناء الرى. وأكدت أن زراعة الأرز بالتكثيف مميزة وأثبتت نجاحها حيث أعطت أفضل انتاجية لطن للفدان بعد تجربتها مدار السنوات الثلاث الماضيه والتى وفرت حوالى 30% من مياه الرى التى تستخدم لزراعة فدان من محصول الأرز.
وأوضحت أنه فى 2014 و2015 و2016 تم تطبيقها فى ثلاث قرى بمحافظة البحيرة " كفر نكلا وكوم النصر وعزبة البنك" بمركز المحمودية، وتأكدنا من أنها أعطت زيادة فى الإنتاجية للمحصول من ٤.٥ إلى 6 طن للفدان فى الموسم، الذى يعطى فى الطريقة العادية من 3 إلى 3.5 طن ووفرت مياه الرى بنسبة 3٠ ٪ و٥٠ ٪ من التقاوى، والأسمدة والمخصبات المستخدمة فى الفدان.
واستكملت إيمان سيد بأنه فى عام 2016 لاحظنا أن الفدان يستهلك تقاوى فقط 30 كيلو بدلا من 60 كيلو فى الزراعة العادية، ووصل عدد المزارعين المشاركين إلى 78 مزارع بإجمالى مساحة 107 فدان بعدما تأكدوا من تفوق نظام التكثيف. وأكدت مدير عام الموارد المائية بوزارة الرى، أن أفضل الأصناف " سخا 104" حيث يعد صنف مثالى، موضحة أنه بعد استخدام صنف سخا 106 تمكنا من تقليل عمر المشتل لـ 15 يوما، ولم نتمكن من استخدام صنف "جيزة 177" لانخفاض عدد الخلفات به عن باقى الأصناف.
واختتمت بأن الوزارة ستقوم بإجراء المزيد من التجارب فى بعض الحقول الاسترشادية فى الفترة القادمة، وذلك لتوثيق نتائج الإنتاجية وكمية الوفر فى المياه لزيادة درجة الثقة فى البيانات والنتائج طبقا لقواعد البحث العلمى.
والجدير بالذكر أن وزارة الموارد المائية والرى، حددت المساحة التى سيتم زراعتها بمحصول الأرز الموسم الجديد "2017" بمليون و76 ألفا فى 8 محافظات فقط، البحيرة 174 ألفا و978 فدانا، الغربية 70 ألف فدان، كفر الشيخ 275 ألفا و18 فدانا، وبالدقهلية 300 ألف فدان، ودمياط 57 ألف فدان، الشرقية 176 ألفا و401 فدان، الإسماعيلية 3 آلاف 520 فدانا، وبورسعيد 30 ألف فدان.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة