رحبت ليتوانيا رسميا الثلاثاء بمئات الجنود الألمان الذين وصلوا فى سياق عملية للحلف الأطلسى تهدف إلى تعزيز خاصرته الشرقية فى مواجهة روسيا.
وقالت الرئيسة داليا جريبوسكايت فى قاعدة روكلا العسكرية على مسافة ساعة بالسيارة من فيلنيوس "إن ليتوانيا لم تستقبل من قبل قوات حليفة بهذا الحجم".
وتابعت خلال حفل رسمى فى حضور وزيرة الدفاع الالمانية أورسولا فون دير ليين "إنها رسالة واضحة وهامة للجميع: الحلف الأطلسى قوى وموحد".
وسئلت فون دير ليين عن احتمال أن تحدث الانتخابات الألمانية المقبلة فى سبتمبر تغييرا فى موقف برلين بهذا الصدد، فأجابت أن "كل الأحزاب تتقاسم الإلتزام القوى ذاته" تجاه الحلفاء.
وقالت أمام الصحفيين "إننا مصممون على حماية ليتوانيا" مضيفة "بالنسبة لنا نحن الألمان، إنه يوم خاص. يربط بيننا تاريخ صعب منذ زمن طويل. ومن الرائع بالتالى أن ندافع معا عن الديموقراطية والصداقة".
والعسكريون الألمان مكلفون قيادة كتيبة متعددة الجنسيات تابعة للحلف الاطلسى وتضم حوالى 1200 عنصر، يشكل الألمان القسم الأكبر منهم. وسبق أن وصلت إلى ليتوانيا وحدتان بلجيكية وهولندية، كما سينضم أليهم جنود من لوكسمبورج والنروج وفرنسا وكرواتيا فى 2017 و2018.
كذلك سيتم نشر ثلاث كتائب مماثلة فى بولندا ولاتفيا واستونيا، استجابة لطلب الدول الثلاث بعدما ضمت موسكو القرم عام 2014. وتنفى روسيا أن تكون لديها أى طموحات جغرافية، متهمة الحلف الأطلسى بالسعى لمحاصرتها.
وقالت جريبوسكايت إن هذا الانتشار "يعزز إلى حد كبير قوة الردع" فى مواجهة "الجهاز العسكرى الذى يتم تطويره حول حدودنا"، منددة بـ"النزعة العسكرية المكثفة" فى جيب كالينينجراد الروسى المجاور.
وقال محلل فى معهد العلاقات الدولية الليتوانى كيستوتيس غيرنيوس إنه "بوضع جنودها على خط النار، فإن دول الحلف الاطلسى تقدم دليلا ملموسا على التزامها بحماية أمن ليتوانيا".
وتبقى طموحات ألمانيا العسكرية محدودة بسبب دورها فى الحرب العالمية الثانية، والذى يمنعها من إرسال جنود إلى الشرق. غير أن وجود قوات ألمانية فى ليتوانيا لا يطرح جدلية كما فى بلدان أخرى، إذ أن روسيا هى التى تعتبر الخطر الرئيسى على هذا البلد.
