استيقظ سكان منطقة شارع 9 بالمقطم، أحد الأحياء الهادئة بضواحى جنوب القاهرة، على جريمة ميراث وشرف وعقوق، تخلص فيها الابن العاق من والده رجل الأعمال بـ9 طعنات قاتلة، أسقطته فى بركة من الدماء.
انتقلت "اليوم السابع" إلى مسرح الجريمة بشارع 9 بالمقطم للوقوف على ملابسات الواقعة، والوصول إلى الحقيقة الغائبة بعد أن اعترف المتهم بدوافعه لقتل والده وتصويره على أنه شيطان رجيم لا يستحى من نشر فيديوهات معاشرته لزوجته على مواقع التواصل الاجتماعى من أجل التنازل عن ميراثها.
.jpg "مصحف مفتوح على سورة الجن بمدخل العقار")
فى البداية تحدث الحاج جميل أحد جيران المجنى عليه قائلا، الخبر نزل علينا كالصاعقة، بعد سماع صراخ زوجة القتيل فى البلكونة للاستغاثة بالجيران لإنقاذ زوجها. وتابع حديثه مسترسلا: الحاج سيد راجل محترم وفى حاله ولم نسمع عنه شيئا بطال وكان يكثر من أعمال الخير على الفقراء، بالإضافة لمبلغ شهرى كان يودع فى صندوق الجامع المجاور لنا، وكان ابنه عبدالله يتردد عليه كل يوم خميس للمبيت وقضاء يوم الجمعة معهم حيث يذهبون إلى الصلاة بصحبة والده وشقيقه من زوجة أبيه ولم نشك لحظة أنه القاتل.
.jpg "محرر اليوم السابع أمام شقة المجنى عليه")
"سمعت مرات عم الحاج سيد بتصرخ افتكرته بيضربها" بهذه الكلمات تحدثت زوجة حارس العقار قائلة: صعدت إلى الشقة ووجدت الباب مغلقا وصوت الصراخ والعويل من وراء الباب، فقمت بالطرق على الباب بشدة، وبعد أن فتحت الباب وجدت عم الحج ملقى على ظهره أمام الحمام غارقا فى بركة من الدماء.
وتلقط السيدة العجوز زوجة حارس العقار أنفاسها لتقول بلهجة آسى ومرارة "والله عم الحج سيد راجل طيب وسمعته كويسة ومشفتش منه حاجة غلط، ده راجل بيصلى وعارف ربنا وبيعمل خير كتير".
.jpg "محرر اليوم السابع بمنزل المجنى عليه")
وتصمت السيدة العجوز ليتحدث زوجها حارس العقار قائلا، بعد ما صعدنا للشقة وشفنا عم الحج فى الحالة دى اتصلنا بالإسعاف ونقلناه إلى المستشفى وبعد شويه حضر عبد الله ليسأل عن أبيه وكأنه لا يعلم شيئا، وعندما علم بالحادث رسم على وجهه علامات الحزن ثم طلب مفاتيح السيارة للذهاب إلى المستشفى للاطمئنان على والده.
ويستكمل حارس العقار حديثه قائلا بلهجة صعيدية غاضبة "لو كنت أعرف أنه هو اللى عمل كده كنت قطعت رقبته بيدى"، وتابع قائلا "عم الحج كان بيحبه أوى وبيصرف عليه، وكان يعامله بكل حب وحنان وعطف لأنه نجله الأكبر، ولا يبخل عليه بشىء ويدفع له مصاريف الجامعة ومصاريفه الشخصية كل شهر دون انقطاع، وسيارة له للذهاب بها للمعهد الذى يدرس فيه لكى لا يتحمل عناء المواصلات مطلقا.
.jpg "غرفة إقامة المتهم بمنزل والده")
فيما يلفت انتباه الداخلين إلى العقار مسرح الجريمة وجود مصحف على تربيزة رخام ومفتوح على سورة "الجن"، حيث تبين أن أحد الجيران قام بوضعه فى مدخل العمارة لبث الطمأنينة والسكينة فى قلوبهم من هول الجريمة.
فيما كشف مصدر أمنى أن المباحث الجنائية توصلت بعد 12 يوما إلى الجانى وذلك بعد مراقبة تصرفات وأفعال المتهم وتتبع هاتفه المحمول والذى كشف تواجده فى نطاق الشقة فى ساعة وقوع الجريمة، وكذلك صديقيه، وبمواجهته أنكر ذلك وبالضغط على أصدقائه اعترفوا عليه بأنه هو منفذ الجريمة، بعد إغرائهم بالحصول على مبلغ ربع مليون جنيه.
.jpg "المجنى عليه وزوجته")
انتقل أحمد عبد العزيز، رئيس نيابة حوادث جنوب القاهرة الكلية، إلى شارع 9 بالمقطم لإجراء تمثيل لجريمة مقتل رجل أعمال على يد نجله، بسبب خلافات على الميراث.
ومثل المتهم الرئيسى أمام النيابة العامة، الجريمة كاملة منذ لحظة وصوله بالسيارة بمساعدة 2 آخرين، وكيفية صعودهم لشقة المجنى عليه لتنفيذ الجريمة وصولاً إلى هروبهم.
فيما أدلى الطالب المتهم بقتل والده بالمقطم باعترافات مثيرة أمام نيابة حوادث جنوب القاهرة الكلية، برئاسة المستشار أحمد عبد العزيز، حيث أكد أن السبب الحقيقى وراء ارتكابه الواقعة، هو اكتشافه أن والده كان يقوم بتصوير مقاطع فيديو لوالدته أثناء معاشرته لها، وعندما انفصلا عن بعضهما هددها بنشر مقاطع الفيديو على يوتيوب، مقابل تنازلها عن المؤخر وبعض الممتلكات الخاصة بها.
.jpg "زوجة حارس العقار")
وأضاف المتهم فى أقواله أمام النيابة أن والده كان يسىء معاملته، وتوعده بحرمانه من الميراث، مشيرا إلى أنه علم بزواج والده من امرأة أخرى بعد طلاق والدته.
وأوضح المتهم أنه قرر أن ينتقم لوالدته ويحفظ حقه بالميراث، حيث جهز خطة للتخلص من والده قبل أن ينفذ وعده له بحرمانه من الميراث، وحتى لا ينفذ تهديده لوالدته ويفضحه أمام أصدقائه، وأكد المتهم أنه اتفق مع اثنين من أصدقائه لمساعدته فى التخلص من والده مقابل نصف مليون جنيه.
وأضاف المتهم أنه تنفيذا لذلك أحضر المتهم الثانى "صديقه" مفكا احتفظ به، وسلاحا أبيض "مطواة" قام بتسليمها للأول و2 شال لإخفاء معالم وجهيهما، واتفقا مع الثالث على توصيلهما مقابل مبلغ 150 جنيها عقب إيهامه بتوجههما لدائرة القسم لإنهاء خلافات مالية دون الإفصاح عن نيتهما الحقيقية فى التخلص من المجنى عليه، وانتظرا بالقرب من مكان الواقعة لحين وصوله عاقدين العزم على التخلص منه بمدخل العقار إلا أنهم فوجئوا بحضوره وبصحبته الخفير.
.jpg "زوجة حارس العقار تروى تفاصيل الحادث")
.jpg "حارس العقار يتحدث لليوم السابع")
حارس العقار يتحدث لليوم السابع
.jpg "حارس العقار يروى تفاصيل الحادث")
حارس العقار يروى تفاصيل الحادث
.jpg "العقار مسرح الجريمة")
العقار مسرح الجريمة
