مثقفون: أحمد أمين دعا إلى عقيدة بلا مذاهب مثلما عاشها جيل الصحابة

قال محمد سيد، أستاذ الفلسفة بكلية دار العلوم فى جامعة القاهرة، إنه  يشكر اللجنة المنظمة لمعرض القاهرة للكتاب أنها جمعت بينه وبين الكاتب السودانى حيدر إبراهيم، فى ندوة بعنوان "أحمد أمين"، وذلك ليكون هذا اللقاء رمزًا على وحدة "النيل" ودليل على التماسك والترابط وحتى نمحى الآثار السلبية الناشئة عن تقسيم البلاد العربية إلى دوليات. 

وأوضح محمد سيد، أن الكاتب والمفكر أحمد أمين عاش فترة من الزمن كانت ممتلئة برواد النهضة، فقد عاش عصر محمد عبده وقاسم أمين ومصطفى عبد الرازق والكواكبى، الذين مثلوا الجذور الأساسية لما نسميه النهضة العربية المعاصرة.

وأشار محمد سيد، إلى أن أحمد أمين نشأ فى بيئة أزهرية ثم ترك الأزهر والتحق بالقضاء الشرعى الذى أخرج مجموعة من علماء الأمة الإسلامية الأصلية والوسطية الذينى حاربوا الإفراط كما حاربوا التفريط.

ولفت محمد سيد، إلى أن سلسلة كتب أحمد أمين التى تحمل عنوان "فجر الإسلام وضحى الإسلام وظهر الإسلام،  تتحدث عن البيئة الإسلامية فى مكة والمدينة، وتبرز مجموعة من القوانين فى دستور الإسلام وقتها ومستقبل الإسلام فيما بعد.

وتابع محمد سيد، أن أحمد أمين قدم مدرستين، وهى "المدرسة المحافظة" التى مثلها علماء الحديث وسلف الأمة، أما المدرسة الثانية فهى مدرسة "الحرية أو التجديد" وهى مدرسة المعتزلة التى مثلت حائط الصد أمام الغزو الثقافى الوافد على الأمة الإسلامية.

وتابع محمد سيد، أن أحمد أمين لا يتحدث عن الأخلاق كلامًا نظريًا، بل تحدث عن الصدق والوفاء والأمانة والعدل والمساواة ومبادئ تجسد أوامر القرآن ونواهيه دون عزله عن المجتمع.

وأضاف محمد سيد، أننا فى حاجة إلى عقيدة بلا مذاهب كما عاشها جيل من الصحابة والتابعين، أما العصبية المذهبية تمثل فوهة البركان، التى تبرز التعصب والتطرف، فهذه القضية حاول أحمد أمين إبرازها فى بداية منتصف القرن العشرين.

ومن جانبه، قال المثقف السودانى حيدر إبراهيم، أن المفكر أحمد أمين كان أكثر واقعية وارتبط بالحياة والمجتمع، فهو يتحدث عن الحياة العامية كما يعيشها الناس، مضيفًا أن أحمد أمين كانت لديه رؤية تجديدية فى الفكر الإسلامى، كما أنه فسر الفرق بين العلمية والعلمانية.

وأوضح حيدر إبراهيم، أن أحمد أمين يعتبر من رواد التاريخ، شغل تفكيره تطبيق الديمقراطية فى التعليم وهو امتداد لفكر طه حسين.