على حافة ترعة بالطريق السياحى بقرية البعيرات بالبر الغربى بالأقصر، تقع شجرة طيبة أصلها ثابت فى الأرض وفروعها تمتد لعنان السماء منذ 127 سنة، وهى (شجرة الجميزة) التى تعد أكبر شجرة معمرة لتواجدها فى موقعها منذ عام 1890، وتعتبر مصدر علاج لأبناء القرية الذين يؤمنون بقدراتها فى مساعدتهم بمختلف الأمراض، وكذلك موقع سياحى فريد لتوافد السياح عليها لالتقاط الصور التذكارية بجانبها.
(شجرة الجميزة) شفاء للمرضى ومصدر غذاء راق، يتسلق عليها الأطفال ليجنوا ثمارها، فى فرعها وجذورها ذكريات كثيرة تلتصق بتاريخ حياة الأجداد وأحفاد المصريين القدماء، تحمل فوائدها بين أغصانها الكثيفة التى عادت على من يعرفها بالنفع والشفاء.
وفى هذا الصدد يقول الحاج عبد الراضى الجهلان وريث (شجرة الجميزة)، أنه منذ زراعتها فى عهد والد جده الكبير، وهبها أجداده للعلاج من الأمراض الجلدية، حيث يتم ثقب الشجرة فى أى منطقة بهيكلها، وتفرز نوعا من السائل يشبه اللبن اللزج، ويتم وضع هذا السائل الذى تخرجه الشجرة على منطقة الإصابة فى وجه أو جسد المصاب بأى نوع خطير من الأمراض الجلدية لعدد مرات معينة، وبعدها يتم الشفاء من هذا الداء.
ويضيف الحاج عبد الراضى الجهلان، أنه قام بنفسه بعمل تجربة لتلك الأمور حيث إن إبنه أصيب بمرض جلدى، فقام بجمع قطرات من هذا السائل الذى تفرزه ووضعه على يديه وربطه ليوم وليلة، وشاهد السحر العجيب وهو شفاء ابنه بصورة مميزة من هذا الطفح الجلدى الذى أصيب به.
ويؤكد وريث الشجرة المعمرة بغرب الأقصر، أن هناك الكثير يترددون عليها للحصول على السائل للعلاج به، حيث إن طبيب شهير يعمل مفتش بالصحة – رفض ذكر اسمه – يتجه بصورة دائمة على الشجرة للحصول على كميات من السائل الذى تفرزه لعلاج أفراد أسرته والمرضى الذين يترددون عليه من الأمراض الجلدية المختلفة، مشدداً على أنه كلما أصب أحد من القرية بمرض جلدى كالبهاق والصدفية والقوباءء، يتواجه للشجرة للحصول على السائل ويضعه بمكان الإصابة ليرى العجائب فيما بعد من العلاج.
وتعتبر (شجرة الجميزة) بقرية البعيرات التى يبلغ عمرها أكثر من 127 عاما، والتى تعتبر فاكهة الأغنياء على مستوى الجنوب الإفريقى مازالت تنتج ثمارها حتى الآن، ويتوجه إليها السائحين الذين يعتبرونها واحدة من المزارات التاريخية بالبر الغربى، حيث تقف بجوارها عدد من الباصات السياحية، ويقوم السياح بإلتقاط الصور بجانبها ويحصلون على ثمارها بصورة متكررة دوماً خلال زيارتهم لمعالم الغرب الآثرية.
أما الحاج الشاذلى أبو العباس أحد أهالى مدينة القرنة غرب الأقصر، فيؤكد أنه دائم التردد على (شجرة الجميزة) التى يعتبرها مركز علاجى طبيعى، حيث إن آخر حالة عالجها من سائل الشجرة كان إبنه "أبو الحسن" البالغ من العمر 16 سنة، وعالجه من سائل الشجرة لعدة أيام بسبب إصابته بأنواع من الأمراض الجلدية فى رقبته ووجهه، وشافاه الله بالفعل منها واختفت آثار تلك الأمراض.
وأكد الشاذلى أبو العباس لـ"اليوم السابع"، على أن الشجرة المعمرة يخرج منها سائل العلاج الذى يتوافد عليه الكثير يوميا للاستفادة منه، حيث إنه يعتبر علاج وتداوى من أمراض الجلدية وأبرزها "الحزازة" أتى عالج بها عدد من أفراد عائلته وجيرانه، وكذلك علاج "حب الشباب" عند الذكور والإناث.
ومن جانبه يقول محمد نور أحد أبناء قرية البعيرات، أن تلك الشجرة المعمرة هى نوع من النباتات التابعة لجنس التين من الفصيلة التوتية، فهى شجرة معمرة كان المصريون قديماً يهتمون بزراعتها فى الريف لإعطاء الظل وتنقية الجو من الأتربة، واستخدامها كوسيلة للعلاج أيضا لأبرز المشاكل الجلدية، وهى من الأشجار المثمرة لنوع من التين، موطنها الأصلى الشرق الأوسط وشرق أفريقيا وجنوب الجزيرة العربية.
ويضيف إبن قرية البعيرات لـ"اليوم السابع"، أن هذا النوع من الأشجار بدأ المصريين القدماء فى زراعتها منذ عصر ماقبل الأسرات، وكان القدماء يقدسون هذه الشجرة تحديداً لإعتبارها "شجرة الحياة"، وهى التى تقف بين عالم الأحياء وعالم الاموات حسب اعتقادهم، واستخدم الفراعنة خشب هذه الأشجار فى أنشاء التوابيت الخاصة بالموتى من الملوك والوزراء، ورسموها لقدسيتها فى عدد من المعابد والمقابر داخل الأقصر.
أما الدكتورة علياء المهدى الباحثة بمركز البحوث الزراعية، فتؤكد أن سر اختفاء شجرة الجميزة من الصعيد هو أن الهندسة الوراثية تلعب دور كبير، حيث إن استخدام المواد الكيمائية أضر بالتربة، مما أدى إلى عدم وجود الأنواع الأصلية من النباتات، وكذلك عدم الاهتمام بالتربة الزراعية والمحافظة على النوع النباتى.
وأكدت علياء المهدى، على أنه لابد من عمل تحليل "دى.إن.إيه" وعمل بنك لحفظ الجينات بحيث يتم عمل بصمات وراثية لكل الأنواع النباتية والاحتفاظ بها فى بنك الجينات، مما يساعد على حفظ النوع، والكشف عن الفيروسات النباتية مما يجعل فرصة العلاج تتم بشكل سريع.
ويقول الدكتور سليم الطاهر أستاذ التغذية، أنه يستخدم لبن الجميزة فى علاج العديد من الأمراض الجلدية مثل مرض الصدفية، فهو يحتوى على العديد من المضادات الحيوية وهذا ما أكدته البحوث والدراسات الحديثة، كما يساعد على التئام الجروح وإبادة الجراثيم التى تصيب معدة الإنسان، كما يستخدم كملين ومنبه جيد للمعدة والأمعاء فهو طارد جيد للغازات ويعمل على علاج التهابات اللثة ومطهر، ولعلاج النزلات المعوية وانتفاخات البطن، ملفتا إلى أن أكل ثمار الجميز على الريق يعالج الإمساك بحيث يتناول الفرد كوبا من العصير كما أن مضغه لأطول فترة ممكنة فى الفم يساعد فى علاج التهابات وترهلات اللثة، كما يستخدم لخفض ضغط الدم المرتفع وتنشيط الجهاز العصبى المركزى.
شجرة الجميزة بقرية البعيرات أقدم شجرة معمرة تعود لعام 1890م
وريث شجرة الجميزة يفند فوائدها في العلاج من الأمراض الجلدية
الأهالي يستخدمون سائل يخرج منها في العلاج من الأمراض الجلدية كالصدفية والحزازة والبهاق وحب الشباب
قلب شجرة الجميزة يؤكد علي تاريخها الذي يبلغ 127 سنة
السائحين يتوقفون لإلتقاط الصور التذكارية معها لكونها تبلغ من العمر 127 سنة
وريث الجميزة يؤكد أن الأهالي والأطباء يحصلون علي لبن الجميزة لعلاج أبناؤهم ومرضاهم
وريث شجرة الجميزة وإبنه الذي عالجه بسائلها المميز
طبيب يؤكد علي قوة سائلها في إلتئام الجروح وقتل جراثيم المعدة وإحتوائه العديد من المضادات الحيوية
وريث شجرة الجميزة يؤكد علي تقديمه سائلها بالمجان للمواطنين
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة