لم يعد الأمر غريباً، أن تلمح عربة مأكولات، كتب، أو حتى "سوشى" تقف خلفها فتاة على ناصية أحد الشوارع الرئيسية، بعد أن تحول مشروع "عربية الأكل" إلى طريق يلجأ إليه الشباب "لفك نحس" البطالة، والعمل بمشروع صغير يدر ربحاً أياً كانت قيمته "بدل القعدة"، الكثير من العربات الغريبة هى التى ظهرت مؤخراً، وعلى الرغم من اختلاف ما تقدمه لك العربة، إلا أن السمات واحدة، كلها "عربية شيك" أنفق صاحبها رأس مال مشروعه على تزيينها لتجذب الأنظار، تقف خلف معظمها فتيات اقتحموا الشوارع بأفكار غير تقليدية، مثل عربية فول "شيك"، عربية "سوشى" للمارة، عربات لبيع الكتب، وحتى عربات الورد المتجولة، أما أخر هذه الإبداعات فكانت عربة "مريهان البدرى" أحدث المنضمات حديثاً لعالم مشروع "العربية الشيك" بعد أن وقفت بقدرة "حمص الشام"، وشوربة عدس لتدفئة المارة فى التجمع الخامس.
1- حمص وشوربة عدس.. أسلحة "مريهان" ضد البطالة بعربية شيك فى التجمع الخامس
مريهان و مشروعها sopa
مريهان البدرى الفتاة العشرينية التى دخلت مجال المشروعات الصغيرة بعربة مبتكرة، تحدثت لليوم السابع عن فكرة مشروعها البسيط، وتقول: درست الحقوق باللغة الإنجليزية، وحاولت العمل بأحد الشركات، ولكننى كنت أحلم بإنشاء مشروعى الخاص مهما كان بسيطاً، وبعد عدة محاولات فاشلة نتيجة لزيادة الأسعار جاءتنى الفكرة بعد أحد أطباق العدس الليلية الدافئة، ففكرت فى تقديم العدس والحمص وكل ما يمكنه التدفئة، وتأكدت أن تقديم هذه المأكولات للمارة له فرصة كبيرة فى النجاح، وذلك لعشقنا جميعاً للعدس والحمص فى الشتا".
1300 جنيه فقط هو كل رأس مال "مريهان" لتأسيس المشروع، فالعربة بالكامل أو Sopaكما تطلق "مريهان عليها، عبارة عن قدرة ضخمة للحمص وأخرى لشوربة العدس، أما عن شركائها فى المشروع، فوالدتها هى من تحضر معها العدس، وشقيقها هو الدافع الإيجابى المحفز للمشروع.
ميرهان
درست مريهان مكان عربة الحمص والعدس قبل اتخاذ القرار، اختارت بقعة باردة ليلاً، وفى القوت نفسه بها الكثير من المارة، وتقول "بدأت من 3 أيام بس، لكن حاسة بالإقبال من الناس، الفكرة عجبت ناس كتير، مافيش حد ما بيحبش شوربة العدس".
2- مها خريجة فنون جميلة فتحت "عربية أكل" فى التجمع علشان "الشغل مش عيب"
عربة مها
رحلة سياحية مع أسرتها فى أبو ظبى جعلتها تفكر فى فتح مشروع لتقديم الطعام بعد عودتها لمصر، فكرت فى افتتاح مشروعها الخاص، دون انتظار وظيفة من الحكومة كما يفعل غيرها من الشباب، تابعت مشاريع سيارات الأكل التى انتشرت مؤخراً، ولاحظت أن أغلب القائمين عليها ممن حصلوا على شهادات جامعية ولم يجدوا وظيفة مناسبة فقرروا إنشاء مشروعهم الخاص.
قررت مها مصطفى التى تخرجت فى كلية الفنون الجميلة قسم الرسوم المتحركة، بمساعدة زوجها الذى يعمل محاسباً وأخيها المهندس افتتاح مشروعهم الخاص فى التجمع الخامس، وبدئوا فى اتخاذ الإجراءات اللازمة لذلك.
بدأت رحلة البحث عن السبل التى يمكن من خلالها امتلاك "سيارة الأحلام"، وتوصلوا لطريقة تساعدهم على استيرادها من موطنها الأم "أمريكا"، أما المطبخ المتواجد بداخلها، فتم تصنيعه فى مصر، وكانت البداية الحتمية التى لابد منها هى تعلم كل شىء يتعلق بهذا العمل، لذا خضعوا جميعاً لتدريب ودراسة كافة تفاصيل إدارة هذا المشروع، حتى حصلوا على الترخيص اللازم لبدء العمل، ثم أطلقوا مبادرة لتشغيل الشباب فى هذا المشروع استطاعوا من خلالها توفير فرص عمل لعدد حتى ولو قليل منهم، فكونوا فريق من الشباب الذين لم تتجاوز أعمارهم الثلاثون عاماً.
حرصت مها وفريقها على استخدام اللحم البلدى الصافى 100%، قائلة: "أنا لازم أقدم للناس أكل أوافق أقدمه لولادى، وعلشان كدا مش بستخدم لحم مستورد ولا مخلط"، ويقدموا من خلال مطعمهم الصغير أكلات مثل البرجر والمقبلات، ليتحقق بذلك حلم " SHOCKS" ويتحول لحقيقة ملموسة.
3- فى البطاقة "بشمهندس" والمهنة صاحب "عربية سوشى فى الرحاب"
بجوار بوابة الرحاب رقم 12، تجد عجلة اكتست باللون الأحمر تستقر أسفل لافتة كتب عليها بالإنجليزية "سوشى بايك"، أول عربة طعام في الشارع لبيع الـ"سوشى".
تماشيا مع ثقافة "الشغل مش عيب"، ترك "أندرو الديرى" العمل فى مجال الهندسة، وأتفق مع صديقه مارك عبد الشهيد، ليخرجوا بفكرة اول عجلة سوشى فى مصر، وحرصوا على تقديم خدمة تنفاس المطاعم الكبرى فى مصر من حيث جودة الطعام والخامات المستخدمة.
عربية السوشى
"عشان السوشى دايما طازة"، هكذا فسر أندرو الديرى قاعدة العملاء الكبيرة التى حظت بها "sushi bike" بالرغم من أنه لم يتعد عمرها 3 أشهر، يتم تحضير السوشى أول بأول فى مطبخ قريب من مكان تواجد "سوشى بايك" عند مدخل الرحاب، ويتم تجهيزه وفقا للإقبال على الأصناف يوميا، لضمان جودة السوشى دوما.
ويقول "اندرو الديرى" لليوم السابع، كان تحدينا الأول أن نحافظ على جودة الخامات المستخدمة لذا قررنا منذ البداية أن تكون أدوات الأكل والتغليف جميعها آمنة لصحة الإنسان على غرار عدد من المطاعم العالمية فى مصر.
وأضاف: أردنا أن نثبت أن طعام مثل السوشى ليس صعب التحضير ويمكن أن يحصل عليه الناس بجودة عالية وأسعار مناسبة، غير المغالاة التى تفرضها المطاعم الكبيرة، ونتمنى تعميم الفكرة على مختلف أنواع الطعام والشراب.
وتابع، ان الشباب لديهم حاليا من الطموح والأفكار المبتكرة ما يمكنهم من تغيير الحياة العملية وخلق فرص استثمار جديدة، لكن على الحكومة تسهيل الإجراءات وتذليل العقبات أمامهم لتحفيزهم على الابتكار والنهوض بالاقتصاد فى البلد.
4- "الثقافة دليفرى".. محمد وهدير يصنعان أول "عجلة" لبيع الكتب تحت عنوان "books bike
"book bike و الأطفال يتصفحون الكتب
على امتداد شوارع مصر ستجد العديد من العربات المتناثرة فوق أرصفة الطرق، يستقر عليها كل شىء تقريبا من الطعام وحتى أدق مستلزمات الحياة، ولكن من بينهم تطل هى بشكل مختلف، عربة تكسر روتين العربات المكرر بمجموعة كبيرة من الكتب، لتعلن عن أول مشروع لتوصيل الثقافة دليفرى.
عجلة الكتب
تعود القصة لهدير منصور ومحمد أبو السعود، بعد عملهما فى إقامة معارض للكتب فى المدارس والشركات واكتسابها الخبرة فى هذا المجال ليقررا أن يبتعدا عن العمل الروتينى ولكن دون الابتعاد عن هوايتها "القراءة والكتب" وكانت الفكرة "books bike".
ويقول محمد أبو السعود إن المبادرة بدأت منذ شهر ونصف تقريبا، بعد أن تركت "هدير" عملها فى مكتبة من أكبر مكتبات مصر وفكرت فى الخروج عن المألوف، مؤكدا أن هدفهما التشجيع على القراءة وأن جمهورهم المستهدف بشكل كبير هم الأطفال حتى يبتعدوا عن التكنولوجيا التى سيطرت عليهم بشكل كبير.
بدأ المشروع بغرفة فى منزل هدير التى قررت وضع عدد من الكتب بها، وتقوم بعمل معارض بها فى بعض النوادى الكبرى أو الشركات التى لديها عدد كبير من الموظفين، إلا ان جاءتهم فكرة شراء سيارة وبيع الكتب بها ولكن لأن أسعار السيارات مكلفة للغاية قرروا تصميم "دراجة" بتكلفة قليلة.
وأضاف محمد فى تصريحاته لـ"اليوم السابع" أنهم بحثوا عن شكل الدراجات التى تبيع المأكولات فى الشارع للتعرف على الأشكال الجذابة، كما أدخلوا تعديلات على الأشكال المعتادة حتى تصلح لعرض وبيع الكتب، لافتا أنه تم تصميم شكلها ليكون مناسبا لحماية الكتب من الأمطار وفى نفس الوقت يصبح جذابا للأطفال.
وأكد محمد أن عملهما بدأ فى كومباوند زيزينا بالتجمع الخامس لمدة ثلاثة أسابيع، ثم توجهوا إلى شارع التسعين بالتجمع أيضا لتفادى المضايقات والتحرش فى الأماكن المزدحمة والشعبية، لافتا أنهما تعرضا لمضايقات أمنية لعدم وجود تصريح ولكنهما فى طريقهما للحصول عليه.
وتابع محمد أن الكتب يحصلون عليها من دور النشر المختلفة، من الكتب العربية والكتب المترجمة وكتب الأطفال، مؤكدا أنهم يقرأون أغلب الكتب مما يكسبهم معرفة جيدة بمحتوى الكتب إلى جانب خبرتهم العملية فى لتسويق، مما يمكنهم من مساعدة الناس فى شراء الكتب المناسبة لاحتياجاتهم.
وأشادت الدكتورة مايا مرسى رئيسة المجلس القومى للمرأة بمبادرة "عجلة الكتب books bike "، التى ابتكرتها وتنفذها هدير منصور بالتعاون مع الشاب محمد، حيث تقوم فكرة المبادرة على وجود عجلة ملونة تتحرك وتوصل الكتب إلى أى مكان، بشرط أن تكون الكتب أصلية.
وأكدت رئيسة المجلس: "إننا نحتاج فى مصر فى الوقت الحالى إلى مثل هذه المبادرات المبتكرة والخلاقة، وأن هدف المبادرة المتمثل فى نشر المتعة والثقافة وتوصيلها للجمهور فى أماكنهم ومساندتهم فى اختيار الكتب هو هدف نبيل لأننا نحتاج فعلا لتشجيع الجمهور كبارا وصغارا على القراءة، موجهة التحية إلى الفتاة هدير لتفكيرها وتبنيها هذه المبادرة ووقوفها فى مكان مفتوح لبيع الكتب مما قد يعرضها لصعوبات، داعية الفتيات والشباب إلى محاولة الاقتداء بهدير ومحمد والتفكير فى مبادرات مبتكرة أخرى تفيد المجتمع".
كما أشاد بها أيضا الكاتب أحمد مراد ودعا متابعيه عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك" لتشجيع فكرة "هدير ومحمد"، فقال: "دور على عربية @booksbike، هاتقابل هدير ومحمد، واقفين فى الشارع بيبيعوا المتعة والثقافة، وبيساعدوا الناس فى اختيار الكتب، وكمان بيوصلوا الكتب لحد باب البيت".