قبل أسبوعين من زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي المقررة للولايات المتحدة الأمريكية، التى يعقد خلالها مباحثات مع الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، وبالتزامن مع تحركات الإدارة الأمريكية لتصنيف جماعة الإخوان تنظيماً إرهابياً، كشف موقع "دبليو إن دى" الأمريكى أن تنظيم الاخوان أنفق ملايين الدولارات من أجل الضغط على واشنطن وعرقلة مساعى التقارب بين مصر والولايات المتحدة الأمريكية، ووقف محاولات إدراج الجماعة على قوائم الإرهاب.
ونقل الموقع تقرير نشره معهد بحوث إعلام الشرق الأوسط، كشف عن توقيع جماعة الإخوان عقداً مع شركة لوبى أمريكية مقابل 4.8 مليون دولار للمساعدة فى تأسيس روابط مع مسئولى إدارة ترامب ، وقال المعهد الأمريكى إنه فى نوفمبر 2016، وبعد فوز دونالد ترامب فى انتخابات الرئاسة الأمريكية، بدأت الجماعة فى الاستعداد لمواجهة التحركات الأمريكية لإدراج الجماعة على قوائم الإرهاب.
وتحدث التقرير عن دراسة نشرها المعهد المصرى للدراسات السياسية والإستراتيجية ، والذى يديره عمرو دراج، رئيس المكتب السياسى للجماعة فى الخارج، قدمت توصيات للحركة للتعامل مع مساعى أمريكا لتصنيفها جماعة إرهابية ، وشملت تلك التوصيات تعين عناصر داخل الحركة للإشراف على هذه الخطوة والاتصال بخبراء فى العلاقات الدولية وسيايسيين ورجال دين والدول التى يمكن أن تتعاطف مع الإخوان من أجل تحسين صورتها فى الكونجرس، وتأسيس فريق إعلانى قانونى وتكوين علاقات مع أعضاء فى الكونجرس، والتعاقد مع شركة محاماة أمريكية وفرق علاقات عامة وتأسيس لوبى إسلامى فى الولايات المتحدة مع تعزيز العلاقات مع الحركات المعادية لسياسة ترامب.
وذكر معهد بحوث إعلام الشرق الأوسط أن الإخوان بعد تجديد السيناتور الأمريكى تيد كروز مساعيه لتصنيفها جماعة إرهابية ، استعدوا لمواجهة مشروع القانون ومنع تمريره ، وقالوا إنهم قاموا بشن حملة إعلامية معلوماتية واسعة تشمل التعاقد مع شركات "دعاية وعلاقات عامة وأخرى قانونية والتواصل مع الصحافة وفى أمريكا ونشر المحتوى المعلوماتى الذى يهدف إلى تحسين صورتها فى الغرب لاسيما فى الولايات المتحدة، وحاولت الجماعة تأكيد أنها ليست جماعة إرهابية.
وأشار التقرير إلى أن عدة مقالات نشرت تمجد فى الإخوان، وهناك جهود ليس فقط فى مصر ولكن فى 82 دولة حول العالم من أجل منع إدراجها على قوائم الإرهاب ، ويشمل تعاقد الإخوان مع إحدى جماعات الضغط "اللوبى" والذى تبلغ قيمته 4.8 مليون دولار لقاءات مع مسئولى الإدارة ونشر مقالات فى الإعلام الأمريكى وتقديم منابر لمسئولى التنظيم.
وكان عمرو دراج قد حاول وضع خطة للتنظيم للتعامل مع إدارة ترامب ومساعى تصنيف الجماعة تصنيفا إرهابيا دعا فيها إلى التواصل مع الأطراف المؤثرة داخل الإدارة الأمريكية والاستفادة من تناقضاتها فى تحقيق بعض النجاح، ومن بين ما طرحه دراج فى هذه الخطة الاعتماد على السيناتور جون ماكين، الذى يعد من الجمهوريين البارزين المعارضين لترامب.
ويأتى القلق البالغ الذى يسود مسئولى تنظيم الإخوان مع دعوة الرئيس دونالد ترامب للرئيس عبد الفتاح السيسى لزيارة البيت الأبيض فى ظل إعادة التقارب فى العلاقات المصرية الأمريكية عقب رحيل إدارة أوباما، والذى كان الموقف المشترك من إرهاب الإخوان أحد أسبابه.