بالصور.. "أبو ياسر".. آخر صناع "السمينة" حلوى بورسعيد الشعبية

السبت، 22 أبريل 2017 12:43 ص

عم ياسر

بورسعيد - محمد عوض - محمد عزام

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

على زاوية شارع ضيق بوسط السوق التجارى بمدينة بورسعيد يقف "أبو ياسر"، أحد آخر صناع "السمنية"، أشهر حلوى شعبية فى المدينة.

يضع محمد محمد سالم عبود، الشهير بين تجار الحى باسم "أبو ياسر" على العربة الصغيرة أمامه خبرة، 75 عاما هى سنوات عمره، الذى قضى جله فى صناعة حلوى "السمنية" إحدى الأكلات الخفيفة الشهيرة فى بورسعيد فقط.

يقول "أبو ياسر": "قضيت 40 عاما من عمرى فى هذه الحرفة، ولم أحصل على وظيفة حكومية، ولكنها معرضة للانقراض لأن عدد ممارسيها يقل".

ويضيف: "أبنائى ابتعدوا عن هذه الصناعة بمبدأ" لن أعيش فى جلباب أبى"، ولم يفضل أى منهم العمل معى، وأخشى عندما أموت أن تختفى "السمنية" من المدينة، ولكن هناك اثنان آخران مازالا فى الصناعة".

وقال إسلام الشريف، وهو شاب يبدو فى أواخر العشرينيات من عمره، وقف ليشترى قرطاس من السمنية، "لا أعرف أحد أفضل من العم أبو ياسر فى صناعة هذه الحلوى، وأشتريها يوميا فى طريق عودتى للمنزل".

ويضيف: "ارتبطت بها بورسعيد منذ زمن لأنها حلوى حفيفة وطعمها حلو وأيضا سعرها زهيد".

يشرح أبو ياسر خطوات صنع السمنية، بأنها تطبخ من خليط من "الدقيق والسمن والسكر" تطبخ فى "إزان نحاسى" وتقلب على النار لمدة طويلة، ثم توضع فى الفرن حتى ينضج سطحها ويتحول للون الأحمر، ثم تترك لتبرد، و يقطعها البائع إلى مكعبات وتسخن فى السمن أمام الزبائن على صينية نحاسية كبيرة وتلف فى قرطاس من الورق الأبيض.

يقول أبو ياسر، يفضل أن تأكل ساخنة، كنا فى الماضى نضيف مع السمنية قطع بسبوسة أو الحلوى، ولكن أسعار الخامات جعلته يكتفى ببيع السمنية فقط.

ويضيف البائع العجوز: "مازالت الحلوى رخيصة الثمن، أقبل أن يطلب الزبون قطعة بجنيهان أو خمسة جنيهات، ولكن الصناعة ارتفعت تكاليفها، لأنى استخدم دقيق أبيض فاخر يصل سعر الجوال إلى 260 جنيها".

لا يتذكر أبو ياسر كيف وصلت حلوى السمنية إلى المدينة، ولكنه متأكد أن بورسعيد تتفرد بها، ولا تعرفها أى محافظة أخرى، قائلا يمكن أن يكون لها مثيل فى دمياط".

عاطف الخضرى صاحب محل لبيع الملابس أمام عربة العم أبو ياسر، يقول، إن حلوى "السمنية" مفضلة فى بورسعيد، لأنها حلوى رخيصة ومشبعة، ويمكن أن تكون وجبة عشاء خفيفة، أول افطار سريع لا يكلف أكثر من جنيهين فقط، ويبقى فى حالة من الشبع لمدة طويلة".

يضيف الخضرى: "فى الماضى كانت الحلوى هى تناول البسكويت مع الشاى، أو الحلويات الغربية، ولكن تحولت السمنية إلى حلوى شعبية، منتشرة فى بورسعيد، ويبدو أنها كانت معروفة فى الأربعينيات والخمسينيات كحلوى شعبية أمام عادات الجاليات الأجنبية التى كانت متواجدة فى بورسعيد.

ويقول نجد السمنية فى الساعات المبكرة، وفترة العصر، لذلك تكون وجبة أفطار بسيطة رخيصة لمن يبدأ عمله فى السادسة صباحا، ويستطيع أن يتناول إفطار بجنيهين ويبقيه يشعر بالشبع لمدة طويلة، وكذلك فى فترات الليل".

يبدأ أبو ياسر عمله يوميا من الساعة الرابعة عصرا وحتى الواحدة بعد منتصف الليل، ويصل إلى زاوية عمله ويترك دراجته البسيطة أمام العربة ويبدأ فى تجهيز السمنية للزبائن.

للسمنية شقيقة صغرى يثنيها أهل بورسعيد " التمرية"، وهى عجينة يقطعها صانع الحلوى لمكعبات صغيرة ويغلفها بالجلاش البلدى الرقيق وتحمر فى الزيت المغلى حتى تنضج وتباع أيضا فى قرطاس ورقى ويرش عليها السكر البودرة.