تواصل الصحف الإيطالية اهتمامها بزيارة بابا الفاتيكان البابا فرانسيس لمصر، اليوم الجمعة، وتستمر حتى مساء غد السبت، ونقلت صحيفة "لاريبوبليكا" تغطية "اليوم السابع" للزيارة، كما نقلت كلمة البابا بعد وصوله إلى القاهرة: "مصر هى الأرض التى نشعر وكأنها أرضنا، متابعا: "مصر أم الدنيا"
وقال بابا الفاتيكان، إننى سعيد للغاية لتواجدى فى مصر أرض الحضارة العريقة، ومازلنا حتى اليوم ننبهر بحضارتها، فكأنها تتحدى العصور".
وقالت صحيفة "باليرومانيا" الإيطالية إن مصر تستقبل البابا فرانسيس تحت شعار "بابا السلام فى مصر السلام"، وهناك توقعات كبيرة لنجاح تلك الزيارة، مشيرة إلى أن الوضع الأمنى والإجراءات الأمنية المشددة التى اتخذها الرئيس عبد الفتاح السيسى والداخلية فى مصر لاستقبال البابا فى مصر، من أهم الأسباب التى تبشر بنجاح الزيارة، والتى من شأنها أن تعزز من انتعاش قطاع السياحة فى الفترة القادمة.
وأبرزت وكالة "ميتروبولا نوتثياس" تصريحات، الأنبا بولا أسقف طنطا حول زيارة البابا لمصر: "الكنائس اليوم أكثر ازدحاما أكثر من وقت الاحتفالات، وإذا اعتقد أى شخص أن التفجيرات التى حدثت فى الكنائس بأحد الشعانيين استطاعت تخويف المؤمنين المسيحيين من القنابل والهجمات فهو مخطئ".
ونقلت قول الأنبا: "الآن لدينا احتفالات كبيرة، وعاد المسيحيون إلى حشد أكثر من ذى قبل لإظهار الإيمان الأقوى من الخوف من الموت".
وقال المحلل السياسى الإيطالى والأستاذ فى معهد الدراسات السياسية الدولية بـ"ميلانو" سيمون ماسى، حول زيارة بابا الفاتيكان البابا فرانسيس لمصر، إن "الرحلة تحمل قيمة رمزية كبيرة سواء دينية أو سياسية".
وأضاف ماسى، أن "مصر تحاول استعادة دورها الدولى، ولكن هناك العديد من الصعوبات التى تواجهها، خاصة "تنظيم داعش"، فالحكومة تتعرض لضغوط من الإرهاب التكفيرى المتمثل فى داعش وجماعة الإخوان، والذى من الواضح أن بلد الأغلبية المسلمة المعتدلة ليس لديها أى رغبة فى وجود تلك الجماعة فى مصر، ولذلك فإنه لا يوجد مستقبل للإخوان فى مصر فى ظل وجود حكومة السيسى".
وتابع المحلل الإيطالى، أن جماعة الإخوان تم تصنيفها كمنظمة إرهابية، وذلك لأنها تترتكب أعمال عنف لا تتناسب مع دولة ديمقراطية.
أما رئيس الدائرة المعنية بخدمة التنمية البشرية المتكاملة فى الفاتيكان الكاردينال "بيتر توركسون" قال إن "زيارة بابا الفاتيكان البابا فرانسيس لمصر مفتاح لحل مشكلة التطرف وحالة الرعب الذى يسببه الإرهاب فى المنطقة".
وأشاد الكاردينال توركسون فى تصريحات لوكالة "سير" الإيطالية بالرئيس السيسى خاصة بعد إعلانه الحداد بعد تفجيرات أحد الشعانين، وقال "هذه لافتة إيجابية منه"، كما أشاد بتعهداته بتعديل تشريعات بناء الكنائس المسيحية لإعطاء المزيد من الفرص لبناء وإعادة بناء أماكن العبادة".
وشدد الكاردينال على تعزيز الحوار، قائلا: "فى مصر يوجد مكونات مسيحية مختلفة، ولكن يجب علينا أن نتحدث عن المسيحيين كمجتمع واحد دون تمييز".
وقال الأنبا أنطونيوس عزيز مينا، مطران الجيزة الأسبق، والتى تستمر اليوم وغدا، إن "البابا يبعث برسالة سامية للمسلمين والمسيحيين فى مصر وحول العالم".
وأضاف مينا، أن هناك "توقعات كبيرة على هذه الزيارة، لأن البابا قادم إلى مصر فى لحظة تاريخية، حيث يمر المسلمون والمسيحيون بأوقات صعبة، بعد الهجمات الأخيرة على الكنائس، فهو يأتى ليعطينا القوة والسلام والأمل"، موضحا أنه أصبح من الواضح أن الإرهابيين ينفذون هجمات لزعزعة استقرار الدولة، ويهدفون لزرع الفتنة وإفساد التناغم بين أبناء الشعب المصرى مسلمين ومسيحيين.
وأكد الأنبا أنطونيوس عزيز لموقع "إنفو فاتيكان"، فى نسخته الإسبانية، أن هناك ثلاثة مفاتيح أساسية لفهم أسباب زيارة البابا فرانسيس إلى مصر هى: مسكونية الدم، فالبابا يأتى للتعبير عن تضامن الكنيسة جمعاء مع جميع المسيحيين فى مصر، مشدداً على أن البابا يدافع عن فكرة "الدم المسكونية"، ويعنى ضمنا وحدة المسيحيين الحاليين من خلال دماء الشهداء التى سالت فى أجزاء كثيرة من العالم".
وأكد أن "أهم أهداف زيارة البابا إلى مصر هو الحوار الذى يتم بين الكرسى الرسولى والأزهر، والذى توقف لبضع سنوات، ولكن الآن يتم إعادته بقوة كبيرة، فزيارة البابا تعزز الرغبة فى الحوار والتفاهم، مع الأخذ بالاعتبار أن هذا الحوار ليس له أى علاقة بالنظرة إلى الدين الإسلامى لأن العقيدة لا تناقش أبدا".
وأخيرا الأمن ، فقد أكد الأنبا العزيز أنه "ليس هناك خطر على البابا أثناء وجوده فى مصر، فالحكومة المصرية تضمن أمنه وحمايته، فهناك العديد من رؤساء البلاد يأتون إلى مصر، واعتادت الشرطة وقوات الأمن ضمان وجودهم فى مصر فى أمان، والبابا خاصة محمى بشكل جيد"، قائلا، "الحكومة تبذل كل جهد ممكن لضمان سلامة البابا، ولا أعتقد أن هناك أى مشكلة".
ومن جانبها، قالت صحيفة "كورييرى دى لا سيرا"، إن زيارة بابا الفاتيكان البابا فرانسيس إلى القاهرة تعتبر أضخم حملة دعائية ترويجية للسياحة فى مصر، خاصة السياحة الدينية.
وقالت إن مصر تستقبل بابا الفاتيكان بلوحات كبيرة بصورة للبابا فرانسيس وشعار الزيارة "بابا السلام فى مصر السلام" باللغتين العربية والإنجليزية، فتلك الزيارة حاسمة تحمل استراتيجية "الحوار"، فهى "عناق لعزاء وتشجيع لجميع مسيحيى الشرق الأوسط" و "رسالة الأخوة والمصالحة لجميع أبناء إبراهيم، وبخاصة فى العالم الإسلامى."