- عبد الباقى السيد بحثت 20 عاما فى الكتب والوثائق ومقابر مصر
- عمرو ابن العاص اختار مكان قبره وأوصى أن يكون بسيطا
- فقهاء الشافعية وكتاب التراجم أشاروا إلى مكان الدفن أكثر من مرة
- ذو النون المصرى وأبو بصرة الغفارى والليث بن سعد وفاطمة بنت الأنور جيران ابن العاص
أثار البحث عن المكان الحقيقى لضريح الصحابى الجليل عمرو بن العاص، جدلاً واسعاً خلال الأيام الماضية، وذلك بعدما خرج الدكتور عبد الباقى السيد عبد الهادى، أستاذ التاريخ الإسلامى بجامعة عين شمس، ليعلن تأكده من المكان الحقيقى لضريح فاتح مصر بأنه يقع فى منطقة سفح المقطم بالقرافة الصغرى فى مصر، وبالتحديد فى مسجد عقبة بن عامر مستنداً على العديد من الدراسات والأبحاث.
مسجد الليث
ومن جانبه حرص "اليوم السابع" على زيارة الموقع الذى تم تحديده مصطحبا الدكتور المؤرخ عبد الباقى السيد، وذلك لمعرفة الحقيقة والوقوف على أرض الواقع.
مدخل مسجد الليث
وبدأ "اليوم السابع" رحلة الكشف عن ضريح الصحابى عمرو بن العاص فاتح مصر وبانى أول مسجد فى قارة إفريقيا، بزيارة ضريح الإمام الليث بن سعد، الذى توفى فى عام 175 هـ، والذى يقع فى منطقة "القرافة الصغرى بالمقطم".
مدخل مسجد عقبة بن عامر
وأوضح عبد الباقى السيد أن اسم الإمام الليث بن سعد ارتبط باسم الصحابى عمرو بن العاص فى كتب الخطط وكتب التاريخ، والتى تبين أن ضريح عمرو بن العاص، يقع بالقرب من مسجد الليث بن سعد، مضيفا أن ضريح الليث يبعد عن ضريح عمرو بن العاص مسافة تقدر بـ500 متر تقريباً.
وبعد ذلك توجه "اليوم السابع"، لزيارة ضريح ذو النون المصرى أحد المتصوفة الكبار فى القرن الثالث الهجرى، الذى توفى سنة 245 هـ ويبعد عن ضريح عمرو بن العاص بمسافة تقدر بـ30 مترا تقريبا.
وأشار عبد الباقى السيد إلى أن ضريح رابعة العدوية وضريح محمد بن الحنفية بن على بن أبى طالب اللذين يتواجدان مع ضريح ذو النون المصرى ليسا موجودين فى مصر حقيقة وتم إطلاق اسميهما طبقاً لمشاهد "رؤيا المنام" للبعض فى زمن الفاطميين.
قبر ذو النون المصرى
أثناء تواجدنا أمام ضريح ذو النون المصرى
وقبل دخول "اليوم السابع" إلى مسجد عقبة بن عامر، استوقفنا على شمال القرافة قبر لإحدى الشريفات وهى السيدة فاطمة حسن الأنور، وأكد الدكتور عبد الباقى السيد، أن العديد من المصادر التى تمت الاستعانة بها فى كتب المزارات والخطط توضح أن قبر فاطمة بنت الحسن ابن الأنور أقرب ما يكون من قبر عمرو بن العاص الذى يقع على بعد أمتار قليلة منه.
ضريح فاطمة حسن الانور
من أمام قبر فاطمة حسن الانور
وبالفعل بعد أمتار قليلة توقف، "اليوم السابع"، فى مسجد عقبة بن عامر الجهينى، ووجدنا ضريحا صغيرا مطليا باللون الأخضر يقع على يمين الباب الرئيسى للمسجد أما شاهد الضريح فصغير علاماته ليست واضحة تماما وغير معروف على وجه التحديد إن كان المكتوب عليه آيات قرآنية أم بعض العلامات التاريخية، وقال عبد الباقى السيد، كل الأدلة تؤكد أن هذا الضريح الصغير هو قبر الصحابى عمرو بن العاص، ويعتبر هذا القبر من القبور البسيطة للغاية نظراً لما أوصى به عمرو بن العاص قائلا: "اشنوا عليا التراب شنا ولا تجعلوا أحجاراً أو أخشاباً على قبرى"، لذا ظل القبر بسيطا منذ وفاة ابن العاص فى عام 43 هجرية.
باب مدخل الليث
المؤرخ المصرى عبد الباقى السيد عبد الهادى ومحررة اليوم السابع
وأكد عبد الباقى السيد أن الإمام الشافعى حرملة بن يحيى التجيبى، المتوفى عام 243 هـ، ذكر أنه وقف أمام قبر عمرو بن العاص ثم قبر أبو بصرة الغفارى وعقبة بن عامر الجهينى، لافتا إلى أن هذا القبر ظل كما هو وفقا لوصية عمرو بن العاص ولم يقترب أحد من الحكام بتجديده.
الدكتور السيد عبد الباقى ومحررة اليوم السابع فى مسجد الليث
وتابع عبد الباقى السيد أن الإمام حرملة حدد لنا بجلاء موضع قبر عمرو بن العاص بسفح المقطم، وقال إنه ملاصق لقبر عقبة بن عامر، حيث جاء فى النص المروى عن حرملة بن عمران عن عمير بن أبى مدرك عن سفيان بن وهب الخولانى قال سمعته يقول "بينما نحن نسير مع عمرو بن العاص فى سفح هذا الجبل قال ومعنا المقوقس فقال له يا مقوقس ما بال جبلكم هذا أقرع ليس عليه نبات ولا شجر على نحو ما فى جبال الشام قال ما أدرى لكن الله أغنى أهله بهذا النيل عن ذلك، ولكنا نجد تحته ما هو خير من ذلك، قال وما هو؟ قال ليدفنن تحته أو ليقبرن قوم يبعثهم الله يوم القيامة لا حساب عليهم، فقال عمرو اللهم اجعلنى منهم، قال حرملة "فرأيت أنا قبر عمرو بن العاص وفيه قبر أبى بصرة الغفارى وعقبة بن عامر".
ضريح الليث
وتابع عبد الباقى السيد أن شهرة عقبة بن عامر جاءت من خلال مكرماته الكثيرة، واستجابة الدعاء بجوار قبره، فانصرف الناس للحديث عن قبته أكثر من الحديث عن قبر الصحابى عمرو بن العاص، وكذلك لعل فترة العصر الفاطمى الإسماعيلى كان لها تأثير كبير على تغيب الناس عن ضريح عمرو بن العاص، مشيرا إلى أن عبد الله بن وهب أحد فقهاء الملكية التى توفى فى عام 197 هـ، قال بأن الصحب الثلاثة مدفونون فى هذه المنطقة وكان أولهم عمرو بن العاص.
مأذنة الجامع
وأضاف عبد الباقى السيد أنه حدث تغيير للقبر الذى ضم رفات الصحابيين أبو بصرة الغفارى وعقبة بن عامر الجهينى، وذلك على يد صلاح الدين الأيوبى بعد سقوط الدولة الفاطمية بعام واحد فقط، لافتا إلى أنه يُظن بأن صلاح الدين الأيوبى خاف أن يجدد قبر عمرو بن العاص، لأن الدولة كانت أقرب إلى الشيعة وخاف أن ينتفض عليه بعض الأتباع.
صورة خليفة للمسجد
وتابع عبد الباقى السيد أن قبر أبو بصرة الغفارى وعقبة بن عامر الجهينى حدثت له بعض التجديدات فى عهد محمد على باشا السلحدار والى مصر فى عهد العثمانيين، مضيفا أن هناك قبرا آخر يجاور قبر عمرو بن العاص هو قبر أحد خطباء مسجد "عقبة" وهو من نسل عقبة بن عامر وتوفى سنة 1283 هـ أى مر على وفاته أكثر من مائة عام.
لافتة مسجد سيدى عقبة بن عامر
ولفت عبد الباقى السيد إلى أن بعض الروايات تظن أن عمرو بن العاص وأبو بصرة الغفارى وعقبة بن عامر الجهينى مدفونون معا فى مكان واحداً، لكن الواضح والأشد يقينا يفيد بأن الضريح الذى يقع يمين الداخل من الباب الرئيسى للمسجد هو ضريح عمر بن العاص.
جامع الليث من الداخل
وفى نهاية جولة "اليوم السابع" وصلنا إلى مسجد الإمام الشافعى المتوفى 204 هـ الذى يبعد عن ضريح عمرو بن العاص بمسافة 500 متر تقريباً، والذى ارتبط اسمه أيضا بضريح عمرو بن العاص.
وأكد عبد الباقى السيد أنه بحث فى كتب التاريخ عن المكان الحقيقى لقبر عمرو بن العاص لمدة تزيد عن 20 عاماً، مضيفا أنه قام بتمشيط منطقة القرافة الصغرى مهتديا بكتب الخطط والمزارات وتم تحديد المكان بناء على ذكر النصوص الكثيرة، متابعا أن كلامه لا ينقصه سوى الإثبات العلمى "الأثرى" باستخدام الكربون المشع أو ما شابه أو المواد الخاصة بالأثريين من خلال دراسة اللوحة التأسيسية أو النص التأسيسى على الضريح لمعرفة تاريخ القبر الذى يرتفع شبرين أو ثلاثة عن الأرض لنصل لمن قام ببناء هذه القبة لاسيما أن عمرو بن العاص أوصى بأن يكون قبره بسيطاً لكن اليقين والمؤكد أن كل ضريح يتواجد بالمسجد هم أصحاب النبى صلاة الله عليه وسلم وتحدث عن ذلك ابن عبد البر وابن عبد الحاكم وغيرهما.
مدخل مسجد سيدى عقبة بن عامر
ضريح عمرو بن العاص
نقوش غير واضحة على قبر
من أمام ضريح سيدى عقبة
مسجد سيدى عقبة
ضريح وأبو بصرة الغفارى وعقبة بن عامر الجهينى.
ضريح خطيب جامع عقبة بن نافع
من امام مسجد الامام الشافعى
قبر ذو النون المصرى
عدد الردود 0
بواسطة:
أبو العُريف
تحقيق ثري . . وأكثر من رااااااااااااااااااااائع . . تحية شكر للقائمين عليه .
هكذا تكون الصحافة . . إثراء لثقافة ومعلومات القاريء . . كل الشكر للجريدة ومحرريها .
عدد الردود 0
بواسطة:
دكتور عبدالباقى السيد
ما أجملها من رحلة كشفية
شكرا جزيلا جريدة اليوم السابع ، وشكرا لرفقاء الرحلة من محررى ومصورى الجريدة أستاذة بسنت وأستاذة منة وأستاذ كريم ....رغم صعوبة الرحلة الكشفية إلا أنها كانت ماتعة بحق ... أتعبتكم وأتعبتمونى ...ولكن أجمل ما فى الرحلة الكشفية أنها كشفت النقاب عن تراث مصرى رائع يحتاج منا أن نزوه ونوظفه إعلاميا ونطرحه للقاصى والدانى كى يزوروه ويهتموا به ، ومن ثم أدعو وزارة الآثار ووزارة الثقافة أن يهتما بوضع خريطة توضيحية للقرافة الصغرى يحددا عليها دروب القرافة وأبرز الأضرحة والمساجد والمشاهد ......فضلا عن وضع لوحة رخامية على ضريح الصحابى الجليل عمرو بن العاص كالتى على قبر عقبة بن عامر الجهنى .
عدد الردود 0
بواسطة:
د.عبد الرحيم ريحان
كل الشكر والتقدير لليوم السابع
كل الشكر والتقدير لليوم السابع على مبادرته الطيبة بزيارة هذه الأماكن المباركة بمصاحبة المؤرخ المصرى المحترم الدكتور عبد الباقى السيد للوقوف على الحقائق العلمية والتاريخية بشكل عملى التى تؤكد وجود قبر الصحابى الجليل فاتح مصر عمرو بن العاص رضى الله عنه بسفح المقطم وهذا الكشف له أهمية كبرى على المستوى المحلى والإقليمى والعالمى وأقترح أن يتبنى اليوم السابع دعوة لتطوير هذه المواقع وفتحها للزيارة وذلك بمساهمة عدة جهات للظروف المالية التى تمر بها وزارة الآثار منها محافظة القاهرة ووزارة السياحة ووزارة الآثار والجمعيات الأهلية والمستثمرين فى مجال السياحة الروحية لفتح هذه المواقع للزيارة فى رحلة واحدة ونحن مقبولون على شهر رمضان والأشهر الكريمة وسيكون لهذا مردود هام لدى المصريين وكل العرب لزيارة قبور صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم بمصر مع تنشيط زيارة كل مقابر صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم بالقاهرة ومدينة البهنسا بمحافظة المنيا وهو كنوز روحية لها قيمتها الدينية الرفيعة رحلة رائعة لليوم السابع تعيدنا لأجواء أدب الرحلات التى كانت تحرص عليه مجلة العربى الكويتية وهذه الإنطلاقة من اليوم السابع أتمنى أن تستمر لأننا فى حاجة لهذا النوع من الأدب الراقى الذى يساهم فى التوعية الثقافية والسياحية وتعزيز قيمة الإنتماء جزيل الشكر لرواد هذه الرحلة من اليوم السابع الأستاذة بسنت والأستاذة منة والأستاذ كريم وقائد الرحلة المؤرخ المصرى الدكتور عبد الباقى السيد وأنا أرى فيه قيمة المؤرخ المصرى الكبير يونان لبيب رزق وكتابه الخالد " طابا قضية العصر"
عدد الردود 0
بواسطة:
AYMAN
شئ رائع
ارجو المزيد