عالم الفيزياء الشهير «ألبرت أينشتين»، دشن تعريفا عبقريا «للغباء»، يكاد يكون التعريف الوحيد الأقرب إلى الدقة الكاملة، حيث قال: «الغباء هو أن تعيد فعل الشىء بنفس الطريقة.. وتتوقع نتائج مختلفة».
هذا التوصيف ينطبق على الفريق المتطرف المؤيد لمبارك وابنه جمال، والمتمثل فى مؤسسى رابطة «آسفين يا ريس»، وبعضا ممن يطلقون على أنفسهم «أبناء مبارك».
وكنا قد كشفنا، خلال الأيام القليلة الماضية، حقيقة المتاجرين باسم مبارك وأسرته، ومحاولة توظيف واستثمار الاقتراب منه لتحقيق مغانم سياسية ومالية كبيرة، من خلال كيانات تؤسس لتتحدث باسم «الأسرة المباركية»، مثل كيان آسفين يا ريس، وكيان اتحاد أبناء مبارك، الذين استخرجوا «بطاقات عضوية» للانضمام لكيان الفتنة، ومحاولة جمع أموال فى الخفاء لدعم الاتحاد، تحت شعار «إعادة المجد المفقود بفعل ثورة يناير».
واليوم نكشف سيناريو أخطر وأسوأ من سيناريو تأسيس الكيان السياسى، الذى يحمل اسم «اتحاد أبناء مبارك»، بطله أيضا «جمال مبارك»، ولكن مشاهده تعرض بنجاح فى محافظات الصعيد، وتحديدا محافظة سوهاج.
وهنا وقبل أن نخوض فى عرض السيناريو، لا بد من التأكيد على ضرورة أن الاستثمار فى اسم أسرة مبارك، سواء الأب، أو جمال، تحديدا، محفوفا بالمخاطر، وإذا كانت الأسرة تعلم ما يقترفه الفريق المتطرف من آسفين يا ريس وأبناء مبارك، وتغض الطرف، فإنها تصبح شريكا فاعلا وقويا فى هذا الاستثمار السيئ، أما وإذا كانت الأسرة ترفض هذه الممارسات بتوظيف اسمها لتحقيق مآرب سياسية ومالية، فعليها الإسراع فى العلن قبل الخفاء، بلفظ هذه الكيانات المسيئة لتاريخها، الذى يحاول الزج بها فى أتون نار مشتعلة.
السيناريو الجديد والمنتشر فى الصعيد، وفى سوهاج تحديدا كانتشار النار فى الهشيم، بدأ من «فيس بوك» من خلال «جروب توظيف خاص بمحافظة سوهاج»، الذى نشر قصة أن هناك منحة يتم صرفها للفقراء والمحتاجين تحمل اسم «منحة جمال مبارك لشهر رمضان وقيمتها ألف جنيه لكل أسرة».
ولم تمر ساعات على نشر هذا «البوست»حتى أصبح حديث الناس، وبدأ ترديد السؤال الأهم، ما هى الأوراق المطلوب تقديمها للحصول على منحة «جمال مبارك»؟ وكانت الإجابة التى دشنها مجهولون، أن الأوراق المطلوبة هى: «قسيمة زواج، وشهادات ميلاد الزوج والزوجة وميلاد الأبناء وخطاب من الجمعية الزراعية يفيد بأن الأسرة لا تمتلك حيازة زراعية أو أى أراضٍ».
على أن توضع كل هذه الأوراق فى مظروف يُدون عليه اسم الراسل ورقم هاتفه وعنوانه، واسم من أسماء الجهات الموجهة لها وهى«رئاسة الجمهورية، ومجلس الوزراء، ووزارة التضامن، ومحافظة القاهرة»، ثم تسليم الظرف لمكتب البريد، وهى محاولة خبيثة لزج أسماء هذه المؤسسات فى الشائعة، ولم يزج عنوان «جمال مبارك».
وبالفعل سارع المئات من البسطاء والغلابة، خاصة فى مراكز «طهطا والمراغة وجهينة»، بتقديم الأوراق، وهو ما فوجئ به موظفو مكاتب البريد فى هذه المدن والقرى، وأيضا مكتب البريد الرئيسى فى سوهاج، وأكدوا للمواطنين أنه لا يوجد تعليمات من أى نوع، سواء رسمية أو غير رسمية عما يسمى «منحة جمال مبارك» وهذا كذب، وشائعات لا أساس لها من الصحة.
المواطنون لم يقتنعوا واشتبكوا مع موظفى البريد، ما دفع الموظفين إلى استدعاء الأمن، الذى بذل بدوره جهودا مضنية لإقناع الأهالى بأن منحة جمال مبارك الرمضانية كذب ووهم وشائعات، يروجها البعض للتضليل وإثارة القلق، لكن الأهالى لم يقتنعوا بكل محاولات موظفى البريد أو رجال الأمن، فصدرت تعليمات من المسؤولين بالمحافظة لموظفى البريد بقبول الخطابات، لمنع الاحتكاك وإثارة البلبلة.
أحد المواطنين الشرفاء الذى يدعى «فارس محمد أحمد»، والمقيم فى قرية «بهاليل الجزيرة»، التابعة لمركز المراغة بمحافظة سوهاج، أكد لى كل هذه المعلومات، وروى لى أنه ذهب بنفسه لمكاتب البريد فى المراغة، وتواصل مع مدير مكتب النائب صلاح عقيل، عضو مجلس النواب، الذى أكد أن الشائعة منتشرة بالفعل، ويحاول جاهدا أن يقنع الناس بعدم صدقها.
فارس محمد، قال لى أيضا: إنه تواصل مع مسؤولين كبار بالمحافظة، وتأكد أن الشائعة وصلت لمكتب محافظ سوهاج ومدير الأمن، وأن بداية انتشارها كان منذ 10 أيام، وجار البحث عن مصدرها.
هنا تستعر نار الأسئلة من عينة من يقف وراء هذه الشائعات، التى انطلقت شرارتها من «فيس بوك»؟ وهل الفريق المتطرف من آسفين يا ريس وأبناء مبارك وراء هذه الشائعات، نظرا لنشاطهم على السوشيال ميديا فى الآونة الأخيرة؟ ومن يحاسب هذا الفريق المتطرف، الذى يحمل كراهية للوطن ومؤسساته فاقت كراهية جماعة الإخوان وباقى التنظيمات المتطرفة والحركات الفوضوية؟
وهل هذه الشائعة انتشرت من باب الصدفة أم مرتب لها؟ وألا تدفعنا هذه الشائعة إلى التأكيد بأن هناك من يقف وراء الترويج لها، خاصة إذا وضعنا فى الاعتبار أن الحزب الوطنى المنحل كان يسيطر على الصعيد؟ وهل نستبعد هذه الشائعة من سياق حضور جمال مبارك لفرح زفاف آدمن صفحة «آسفين ياريس»، ثم الترويج لكيان رسمى، يتم تأسيسه تحت اسم «اتحاد أبناء مبارك»، وتم استخراج بطاقات عضوية له، وما يتردد بأن جمال مبارك يبحث بقوة عن العودة للحياة العامة والسياسية يدا بيد مع أحمد شفيق؟
هناك قول مأثور مهم مفاده: «لا يوجد دخان من غير نار»، ولا يعقل أن كل هذه الممارسات عبارة عن صراخ فى الفضاء، وإنما واضح وضوح الشمس فى كبد السماء أن للحكاية أصلا وفصلا، وخيوط قوية تنسجها.
الأيام المقبلة ستتكشف حقائق مذهلة فى هذه السيناريوهات، وكلما اقترب موعد انتخابات الرئاسة 2018، سنسمع ونرى ما عين رأت ولا أذن سمعت.
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب الاصيل
الفتنه الكبري
خذوا الألف جنيه ولا تترحموا علي الفساد .. مصر ليست عزبه ل مافيا مبارك